أصدقاء المناخ.. 15 رائدا عالميا قدموا تقنيات تخدم الطبيعة
تسببت أزمة المناخ في تأثيرات عميقة في جميع أنحاء العالم، من موجات الحر الشديدة والجفاف إلى الفيضانات الكارثية وحرائق الغابات، وهو ما يتطلب اتخاذ إجراءات صارمة عبر الصناعات مثل الطاقة والنقل والزراعة والتمويل.
وتحتاج هذه الصناعات إلى حلول جديدة ومبتكرة لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي وتصبح أكثر مرونة في مواجهة عالم دافئ.
ويتقدم رواد الأعمال وصناع السياسات والمنظمون والأكاديميون الصفوف في هذه المهمة، إذ يقودون التطورات التي تغير قواعد اللعبة ويواجهون هذه التحديات بشكل مباشر.
لذا، كانت روح الإبداع والابتكار في العمل المناخي هي جوهر من ذكرت أسماؤهم في قائمة أبرز المبتكرين في مجال العمل المناخي السنوية الثالثة لموقع "بيزنس إنسايدر" لعام 2024.
ويقول الموقع إن الأسماء المختارة للقائمة عددهم 15 رائدا عالميا في مجال العمل المناخي ينشرون تقنيات مثل إعادة تدوير البطاريات منخفضة الكربون والحافلات الكهربائية، وتزويد العمال بالمهارات اللازمة لبناء اقتصاد أنظف، وتعبئة الحركات الشعبية ضد ملوثات البيئة.
وفيما يلي أبرز الاسماء التي جاءت في قائمة الموقع، مع حديث كل منهم عن نهجه في بناء مستقبل مستدام، إضافة إلى الإجراءات التي يمكن اتخاذها للمساعدة في حل أزمة المناخ.
ديريا باران
تعتبر المملكة العربية السعودية بمناخها الصحراوي الحار وقلة المياه العذبة واحدة من أصعب البيئات الزراعية، وتعتمد البلاد على الواردات لتوفير معظم طعامها ولكنها تريد زراعة المزيد في الداخل.
وأدى بحث ديريا باران، المؤسسة المشاركة والمسؤولة الهندسية الرئيسية لشركة Iyris، في المواد الشمسية إلى اختراع لتمديد موسم زراعة المزارعين في البيوت الزجاجية مع استخدام كميات أقل من المياه والكهرباء.
وطورت باران مادة مضافة لأغطية البيوت الزجاجية البلاستيكية التي تحجب الحرارة ولكن ليس أشعة الشمس.
المنتج الذي ابتكرته المسمى SecondSky هو جزء من مجموعة من التقنيات التي طورتها شركتها Iyris، وهي شركة ناشئة شاركت باران في تأسيسها في عام 2021 لمساعدة المزارعين على التكيف مع الحرارة الشديدة وندرة المياه.
ووجد بحث أجرته الشركة أن SecondSky يمكن أن يحافظ على برودة البيوت الزجاجية مع تقليل استخدام المياه والطاقة بنسبة تصل إلى 30%.
وتعد هذه التخفيضات مهمة بشكل خاص في بلدان حارة مثل المملكة العربية السعودية، حيث تأتي غالبية المياه العذبة من محطات تحلية المياه التي تعمل بالوقود الأحفوري.
وأشارت باران إلى أن الزراعة في البيوت الزجاجية أصبحت أكثر شعبية على مستوى العالم لأن أزمة المناخ تجعل الحرارة الشديدة والطقس أكثر تكرارا.
تشارلز كالواي
بالنسبة لكالاواي، مدير مبادرة تنمية القوى العاملة We Act for Environmental Justice، فإن العدالة البيئية متجذرة في المجتمع.
بصفته مدير تنمية القوى العاملة في We Act for Environmental Justice ومقيم في غرب حي هارلم بنيويورك، لأكثر من 15 عاما، نظم كالاواي مع أشخاص في مدينة نيويورك للدفع نحو التخطيط الحضري المستدام الذي يقوده المجتمع.
وغالبا ما يتحمل الأشخاص الملونون والسكان من ذوي الدخل المنخفض وطأة التلوث البيئي، فهم أكثر عرضة، على سبيل المثال، للتعرض لمواقع النفايات السامة ومكبات النفايات والمصانع الكيميائية.
وتركز We Act على إعلام السكان المهمشين بالقضايا البيئية التي تؤثر على صحتهم والدفع نحو حماية أقوى للمناخ.
وتتيح المنظمة لمسؤولي المدينة معرفة ما يمر به السكان في أحيائهم "لأن العدالة البيئية تتعلق بفهم ما يحتاجه الناس على الأرض"، كما قال كالاواي.
خوان كارلوس نافارو
لفت خوان كارلوس نافارو، وزير البيئة ببنما منذ يوليو/تموز، إلى جانب رئيس بنما المنتخب حديثا خوسيه راؤول مولينو، الانتباه العالمي إلى التدهور البيئي في منطقة داريان جاب.
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية أصبحت المنطقة الممتدة على مسافة 60 ميلاً من الغابات الاستوائية الوعرة التي تربط بين بنما وكولومبيا طريقا رئيسيا للمهاجرين القادمين إلى الولايات المتحدة.
وفي العام الماضي قام أكثر من 500 ألف شخص، كثير منهم فروا من الانهيار الاقتصادي والعنف والفقر في دول مثل فنزويلا وهايتي، بهذه الرحلة عبر هذا الطريق.
وقال نافارو، واصفا إزالة الغابات والممرات المائية المليئة بالقمامة والغاز المتسرب من القوارب التي تحمل المهاجرين "إن التأثير البشري والبيئي مروع للغاية".
ولقد تسبب التلوث في جعل الأنهار في هذه المنطقة غير صالحة للاستخدام للشرب وصيد الأسماك.
كما أن استخدام هذه المنطقة كطريق يهدد تراث منطقة داريان جاب، التي تعتبر أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو.
وقال نافارو إن بنما لا تستطيع إصلاح الأمر بمفردها، ولهذا السبب طلب تخصيص 3 ملايين دولار من حزمة المساعدات الأمريكية البالغة 10 ملايين دولار التي تمت الموافقة عليها لبنما لتنظيف البيئة ودعم المجتمعات الأصلية المحلية المتضررة، وهو ينتظر ردًا من وزارة الخارجية الأمريكية.
راينهولد جالميتزر
تُزال الغابات بشكل غير قانوني من مساحات كبيرة من غابات الأمازون كل عام، على الرغم من أن البلدان والشركات لديها قوانين وسياسات ضد هذه الأفعال.
قال راينهولد جالميتزر، مؤسس مركز تحليل الجرائم المناخية في البرازيل، إن جزءا من المشكلة هو أن سلطات إنفاذ القانون والشركات لا تملك الأدوات اللازمة لجمع أدلة كافية على إزالة الغابات بشكل غير قانوني.
وأسس جالميتزر مركز تحليل جرائم المناخ في عام 2018، ويحقق المركز في إزالة الغابات بشكل غير قانوني في البرازيل وبيرو وكولومبيا من خلال تقنيات تشمل تحليل صور الأقمار الاصطناعية، والتنقيب عن البيانات المتاحة للجمهور من الحكومات والشركات والعلماء، والشراكة مع الأشخاص والمنظمات غير الحكومية على الأرض.
ويستهدف بشكل أساسي صناعات الماشية وزيت النخيل والأخشاب، المحركات الرئيسية لإزالة الغابات في الأمازون، ثم يشارك نتائجه مع سلطات إنفاذ القانون والشركات والمنظمات غير الحكومية والصحفيين الاستقصائيين للمساعدة في محاسبة الجناة.
ديان جيلبين
تخلت صناعة الشحن العالمية عن أشرعة الرياح في أواخر القرن التاسع عشر، واستبدلتها ببطء بمحركات تعمل بالفحم ثم النفط.
وتشير التقديرات إلى أن الصناعة مسؤولة عن 3% من انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي، وتأمل ديان جيلبين، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة Smart Green Shipping، أن يساعد استخدام الأشرعة مرة أخرى، وإن كانت عالية التقنية، في حل أزمة المناخ.
وفي عام 2014 أسست شركة Smart Green Shipping، التي طورت شراعا بطول 34 مترا يُعرف باسم FastRig مصمما للالتفاف تلقائيا إلى أفضل زاوية للرياح والسرعة.
ويمكن للشراع الانسحاب أثناء الظروف الهادئة والعواصف، أو عند الإبحار تحت الجسور وعبر الموانئ.
ويختار برنامج الشركة المسارات المثلى بناءً على بيانات الطقس العالمية ويحدد كمية الوقود التي توفرها السفينة نتيجة لاستخدام الشراع.
ويمكن تركيب شراع FastRig على أسطح نحو ثلثي سفن الشحن التي تنقل الوقود الأحفوري والحبوب والخشب والمواد الكيميائية والسلع الأخرى، وهو ما يعادل تقديريا نحو 40000 سفينة.
وفقا للنمذجة التي أجرتها Smart Green Shipping والحسابات التي أجرتها International Windship Association، فإن البصمة الكربونية الإجمالية لهذه السفن ستنخفض بنسبة 30% سنويا إذا تم تركيب FastRig عليها.
وفي أكتوبر/تشرين الأول أبحرت سفينة شحن نووية مزودة بنظام FastRig من مدينة Barrow-in-Furness، وهي مدينة ساحلية في المملكة المتحدة.
وقالت جيلبين إن كمية هائلة من البيانات تم جمعها في الرحلة، ويجب أن تثبت لصناعة الشحن أن FastRig يمكن أن يكون جزءا من مستقبل منخفض الكربون في قطاع الشحن البحري.
aXA6IDMuMTQ0LjQzLjE5NCA=
جزيرة ام اند امز