السياحة في أجندة العمل المناخي.. قطاع مقاوم ومنخفض الكربون
لأول مرة، يُخصص يومًا للسياحة على أجندة مؤتمرات الأطراف المعنية بتغير المناخ، وكان هذا في COP29، المنعقد في باكو عاصمة أذربيجان. وهو يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وخلال الفعالية تم "إعلان COP29 بشأن العمل المناخي في مجال السياحة"، بهدف إدماج قطاع السياحة في العمل المناخي، باعتبارها مُسبب ومتضرر من التغيرات المناخية.
وعلّق رئيس COP29، "مختار باباييف" على الإعلان قائلًا: "نحن نطلق إعلان COP29 بشأن تعزيز العمل المناخي في السياحة، والذي يحثنا على التفكير بشكل إبداعي وتعاوني حول كيفية تحويل السياحة إلى قطاع مقاوم للمناخ ومنخفض الكربون لا يساهم فقط في التنمية الاقتصادية ولكن أيضًا في الاستدامة العالمية. في COP29، حان الوقت لتعزيز الطموح وتمكين العمل. نحن بحاجة إلى حماية تراثنا الطبيعي لخلق مستقبل مستدام للسياحة والبيئة".
ميثاق غلاسكو
وعلى الرغم من أنّ COP29 قد أولى اهتمامًا خاصًا بقطاع السياحة وخصص له يومًا، لكن الحقيقة أنها لم تكن المرة الأولى التي تولي فيها مؤتمرات الأطراف اهتمامًا بالسياحة؛ فقد سبق في COP26 في غلاسكو بالمملكة المتحدة أن اقترح ميثاق غلاسكو خطة لقطاع السياحة لدعم الأهداف العالمية لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة؛ إذ يُشكل قطاع السياحة ما يقرب من 8.8% من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة، وأغلب انبعاثات قطاع السياحة تأتي من وسائل النقل المتملثة في الطيران والوسائل الأخرى، ما يجعل إضافتها في خطط العمل المناخي ضرورة ملحة.
يُمثل قطاع السياحة أهمية بيئية واقتصادية للعديد من البلاد حول العالم؛ ويتجلى تأثره بالتغيرات المناخية في عدة صور، منها: ارتفاع درجات الحرارة الذي يؤثر على الآثار القديمة، وإصابة السياح بمشاكل صحية نتيجة الحرارة الشديدة، وتواتر الظواهر الطقسية المتطرفة التي قد تؤثر سلبًا على البيئة.
انتصار كبير
كان من الضروري دمج قطاع السياحة في خطط العمل المناخي؛ خاصة وأنّ هناك العديد من الدول النامية والدول الجزرية الصغيرة وكذلك البلدان منخفضة الدخل تعتمد على قطاع السياحة بشكل كبير في الدخل.
وهي نفس الدول التي تعاني من ارتفاع مستوى سطح البحر والفيضانات والأعاصير، ما يهدد مصدرها الأهم في الدخل، ألا وهو السياحة. لذلك، وضع السياحة على أجندة مؤتمرات الأطراف المعنية بتغير المناخ لأول مرة يمثل انتصارًا لتلك الدول.
دمج السياحة في خطط التكيف
هناك العديد من الصور التي يمكن من خلالها دمج قطاع السياحة في خطط التكيف، من ضمنها:
1- الحفاظ على النظم البيئية
ينجذب السياح في كثير من الأحيان إلى الطبيعة ونظمها البيئية، مثل الشعاب المرجانية، والتي تعمل كمصدات للعواصف والفيضانات ما يحمي الشواطئ من التآكل، بالإضافة إلى أنها تدعم المجتمعات الساحلية التي تعتمد على صيد الأسماك والسياحة.
لذلك فالحفاظ على الشعاب المرجانية، يساهم في دعم خطط التكيف والإبقاء على قطاع السياحة نشيطًا. لكن يمكن التحدي الأكبر في التهديد الملاحق للشعاب المرجانية نتيجة ارتفاع درجات الحرارة ما يعرضها لظاهرة الابيضاض ويمثل خطرًا على بقائها.
2- رفع مستوى الوعي
يساهم السفر والسياحة في الاندماج مع المجتمعات المتضررة من التغيرات المناخية وسماع القصص الإنسانية، ومن ثمّ نقلها إلى بلادهم، ما يساهم في رفع مستوى الوعي بالقضايا المناخية والنتائج المترتبة على عدم أخذها بعين الاعتبار.
3- دعم السكان المحليين
قطاع السياحة يساهم في توفير فرص للعمل وأفكار كثيرة للمشاريع، ما يساهم في دعم السكان المحليين. لذلك؛ فدعم خطط التكيف في السياحة وجعلها أكثر استدامة، يساعد السكان المحليين في زيادة دخلهم ودعم الاقتصاد المحلي.
4- السياحة المستدامة
تشجيع السياحة المستدامة، والتي تتضمن بنية تحتية مستدامة، ووسائل نقل بأقل انبعاثات، وضمان فعالية عمليات إدارة النفايات، ودعم الطاقة المتجددة، ما يساهم في تحقيق الانتقال لمصادر الطاقة النظيفة. وكذلك دعم المشاريع المستدامة.
تساهم زيادة الاعتماد على الوسائل المستدامة لقطاع السياحة في الحفاظ على ذلك القطاع، وتقليل انبعاثاته وجعله أكثر استدامة وتكيفيًا مع التغيرات المناخية التي صارت أمرًا واقعًا.
aXA6IDE4LjIyMy4yMTAuMjQ5IA== جزيرة ام اند امز