COP27.. أجندة غنية بالفعاليات وفرص استثمار للشركات الأفريقية
انعقد اليوم اجتماع مؤسسي تحالف قادة رجال الأعمال الأفارقة، وتم بحث أجندة مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27 المقرر عقده في شرم الشيخ نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وقال الدكتور محمود محيي الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27، إن مؤتمر التغير المناخي في شرم الشيخ (ينعقد خلال 6 إلى 18 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل) سيتيح أمام الشركات الأفريقية العمل بشكل شامل مع الحكومات والنظراء في مجال العمل.
وأشاد محيي الدين بتشكيل تحالف قادة رجال الأعمال الأفارقة وقدرة التحالف على خلق إنجازات ملموسة في التصدي لظاهرة التغير المناخي، قائلا إن الميثاق العالمي للأمم المتحدة أشرك خلال العقدين الماضيين أكثر من ١٦ ألف شركة في نحو ١٦٠ دولة في تنفيذ إجراءات تساهم في تطويق ظاهرة التغير المناخي، منها ألف شركة في ٤٥ دولة أفريقية.
"صفر انبعاثات"
وأوضح أن هذا التحول سيكون مدفوعاً بتمويل القطاع الخاص وسياسات التمكين وإتاحة قدر غير مسبوق من الشراكات بين القطاعين العام والخاص، لافتاً إلى زيادة رأس المال الخاص بالتزامات ومشروعات القطاع الخاص التي تستهدف الوصول إلى صافي الانبعاثات الصفري من ٥ تريليونات دولار إلى ١٣٠ تريليون دولار خلال العامين الماضيين.
وأشار في هذا السياق إلى أن التحول إلى استخدام الطاقة الكهربائية ونزع الكربون عن الصناعات الثقيلة خلال العقد المقبل يتطلب استثمارات إضافية تتخطى ٢,٢ تريليون دولار (الاقتصادات الحية)، معرباً عن اعتقاده بأن ٤٠% على الأقل من رأس المال هذا سيأتي من الشركات بشكل مباشر.
وقال محمود محيي الدين إن سياسات التمكين التي يتم رسمها بشكل مشترك بين الحكومات وقطاعات الأعمال المختلفة ستساعد في زيادة تدفق رؤوس الأموال ومن ثم زيادة مكاسب الشركات والأعمال السباقة إلى تحقيق هذا التحول إلى الاقتصاد الأخضر، وهو ما يعني أن الإجراءات التي ستتخذها الشركات والأعمال في أفريقيا لتحجيم أزمة المناخ سيعود بالنفع عليها عن طريق تلبية احتياجات المنتفعين منها، فضلاً عن تحقيق نمو بأسلوب مرن قائم على العمل على تخفيض الانبعاثات الكربونية.
وتابع "لهذا السبب أشجعكم على وضع استراتيجيات من شأنها تحقيق أهداف صافي الانبعاثات الصفري، وأن تكونوا أكثر مرونة، وأن تضخوا استثماراتكم في التكنولوجيات النظيفة لغدٍ أفضل".
فرص استثمار
وعن الفرص التي سيتيحها مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي COP27، قال محيي الدين لرواد الأعمال الأفارقة "أود أن أذكركم بأن اجتماعات المؤتمر هي نافذة تستمر أسبوعين، وأجندتها غنية بالفعاليات، لكن الأهم من ذلك هو العمل على مدار العام من أجل تحويل أنظمة أعمالكم إلى أنظمة صديقة للبيئة".
وأكد أن العالم يتحول الآن من مرحلة التعهدات إلى مرحلة الفعل المؤثر، وخاطب رواد الأعمال قائلاً "بدلاً من أن تأتوا بتعهدات جديدة إلى مصر في نوفمبر المقبل، أدعوكم إلى الاستثمار من الآن في الحلول عبر أعمالكم وشركاتكم القيمة، دعونا نثبت أن التنفيذ الفعلي لهذا التحول المنشود بدأ على الأرض هنا في أفريقيا".
وأضاف "نتفق على أن أعمالكم تبحث عن ميزات تنافسية عن طريق تخفيض تكاليف التكنولوجيات الحديثة، وتعزيز الحوكمة الرشيدة، والتوافق مع أفضل الممارسات الدولية"، لافتاً إلى أن مؤتمر التغير المناخي في شرم الشيخ سيتيح أمام الشركات الأفريقية العمل بشكل شامل مع الحكومات ورواد الأعمال المتخصصين في مجال العمل الواحد من أجل وضع سياسات تمكين قابلة للتنفيذ تتعلق بكل قطاع على حدة.
وشدد على أنه سيعمل على تسهيل مشاركة الشركات ورواد الأعمال الذين يسعون جدياً لإحداث الفارق في واقع المناخ في مؤتمر شرم الشيخ.
وأضاف "لا يجب التحجج بالأزمات الراهنة مثل أزمة كورونا والحرب في أوكرانيا لتبرير التقاعس عن تنفيذ مشروعات التنمية المستدامة ومنها مشروعات المناخ"، موضحاً أن العالم كان بعيداً عن مسارات التنمية المستدامة وتحجيم التغير المناخي حتى قبل وقوع هذه الأزمات.
ونوه محيي الدين عن أهمية توطين مشروعات التنمية المستدامة ومشروعات المناخ، والوصول بها إلى مختلف المدن والأقاليم، قائلاً إن مصر ستشهد خلال الفترة المقبلة تجمعاً لرواد الأعمال باختلاف أحجامها لوضع آليات جديدة أكثر فاعلية لتوطين هذه المشروعات في مختلف مدن وقرى مصر.
واختتم محيي الدين كلمته بتوجيه التهنئة لرواد الأعمال المشاركين في اجتماع المؤسسين لهذا التحالف المميز، الذين تعهدوا من خلاله على التنفيذ الفعلي للعمل المناخي كهدف استراتيجي، معرباً عن تطلعه لإبراز ما حققه التحالف من تقدم في هذا السياق خلال مؤتمر شرم الشيخ في نوفمبر المقبل، والسعي من خلال المؤتمر للإسهام في تحقيق للنمو المستمر للشركات ورواد الأعمال الأفارقة، وتعزيز سبل تعاونهم مع صناع القرار.
في الوقت نفسه، قال خالد فودة محافظ جنوب سيناء خلال حوار مع وكالة أنباء الإمارات في مكتبه بمدينة شرم الشيخ، اليوم: "يجري العمل حالياً على إنجاز عدد من المشاريع لإطلاق "شرم الشيخ الخضراء" كمدينة سياحية استثمارية عالمية خلال مؤتمر المناخ "كوب27" في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل".
وأضاف أنه عقب الانتهاء من مؤتمر المناخ "كوب 27 "سيتم العمل على استضافة مؤتمر دولي للاستثمار يتم دعوة المستثمرين من أنحاء العالم وفي صدارتهم المستثمرين العرب على أن يعقد في مارس من المقبل، لافتاً إلى بدء تلقي الفنادق في دهب وشرم الشيخ حجوزات المشاركة في "كوب 27" والمتوقع حضور 30 ألف مشارك و120 شخصية عالمية ودولية.