نتيجة تغير المناخ.. "قاتل جديد" يهدد حياة البشر
"كانديدا أوريس" أصبحت تهديداً صحياً عالمياً خطيراً، خصوصاً بالنسبة إلى المرضى الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي.
كشفت دراسة جديدة لباحثين من كلية "جونز هوبكنز بلومبرج" الأمريكية، ومعهد "ويسترديجك" الهولندي، أن الاحتباس الحراري وتغيّر المناخ يمكن أن يكونا سبب انتشار نوع جديد من الفطريات القاتلة تُسمَّى "كانديدا أوريس"، وهي تهدّد حياة البشر.
وتمثّل هذه الفطريات تهديداً صحياً عالمياً خطيراً، خصوصاً بالنسبة إلى المرضى الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي، كما لها قدرة كبيرة على مقاومة العقاقير.
ويمكن أن تنتشر بين المرضى في المستشفيات وغيرها من مرافق الرعاية الصحية، وتؤدي إلى التهابات في مجرى الدم أو القلب أو المخ.
وتقدٍّر الدراسات المبكرة أن "كانديدا أوريس" تستطيع قتل 30 إلى 60% من المرضى، حسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وحذّر مسؤولون صحيون أمريكيون، قبل ثلاث سنوات، مئات آلاف الأطباء من هذه الفطريات، إذ تم الإبلاغ عنها في ما يفوق 30 دولة، وربما تكون أكثر انتشاراً من ذلك، لأنه يصعب التعرف إلى المصابين بها إلا عبر طرق مخبرية متخصصة.
وظهرت هذه الفطريات خلال الوقت ذاته تقريباً في الهند وجنوب أفريقيا وأمريكا الجنوبية، لكن لم يُعرَف مصدرها بعد.
وأوضح الباحثون في دراسة نُشِرت، الثلاثاء، بمجلة "الجمعية الأمريكية لعلم الأحياء الدقيقة" أن الاحتباس الحراري ربما يكون لعب دوراً رئيسياً في ظهور الفطريات الأمراض المرتبطة بها، وهي سابقة أولى.
وقال أرتورو كاساديفال، أحد مؤلفي الدراسة الجديدة وخبير في علم الأحياء المجهرية، وإخصائي علم المناعة في كلية "جونز هوبكنز بلومبرج": "الالتهابات الفطرية في البشر نادرة، والثدييات لديها أجهزة مناعة أكثر تقدماً من سائر الكائنات المُعرّضة لخطر العدوى الفطرية".
وأضاف: "معظم الفطريات في البيئة لا يمكن أن تنمو بدرجات حرارة الجسم البشري، لكن مع ارتفاع حرارة المناخ أصبحت (كانديدا أوريس) قادرةً على التكيّف، وتكاثرت بحرارة الجسم البشري البالغة 37 درجة مئوية".