تغير المناخ والخصوبة.. كيف يضر بالصحة الإنجابية؟
قال باحثون إن تغير المناخ من المحتمل أن يكون له آثار طويلة المدى على خصوبة الوالدين والصحة الإنجابية عموما ويضر بالأجيال الجديدة، فكيف؟
عندما يفكر الناس في كيفية تأثير تغير المناخ على حياتهم، فإن مخاوفهم تتركز عادة على أشياء مثل العواصف المتكررة والشدة وحرائق الغابات وذوبان الأنهار الجليدية.
لا يوجد الكثير من الأبحاث حول كيفية تأثير تغير المناخ على الخصوبة، لكن بات هناك اهتمام متزايد لدور تطورات الطقس طويلة المدى على الصحة الإنجابية.
تأثير تغير المناخ على الصحة الإنجابية
ناقشت ورقة بحثية حديثة، نُشرت في مجلة Fertility and Sterility، تأثير تغير المناخ على الخصوبة والآثار الصحية طويلة المدى على الآباء والأجيال المقبلة.
وقالت الدراسة: "يمكننا بالفعل أن نلاحظ الآثار المتعلقة بالمناخ على الصحة الإنجابية، ونحن فقط في بداية الانخفاضات المتوقعة المرتبطة بالاحتباس الحراري المستمر وزيادة تواتر الأحداث المتطرفة".
وفقا للباحثين، سيزداد تواتر وشدة التعرض لظواهر الطقس المتطرفة، وارتفاع مستويات سطح البحر، ومخاطر الأمراض المعدية التي يواجهها الناس بمرور الوقت مع زيادة الاحترار العالمي، وبالنسبة للأجيال الشابة فإن عبء كل هذه الضغوطات سيكون ثقيلًا.
ونقل موقع futurity عن الباحثين قولهم: "سيواجه الآباء الذين يتعاملون بالفعل مع ضغوط العقم والعلاج العبء الإضافي المرتب بتغير المناخ".
ربطت الأبحاث السابقة بالفعل الاحتباس الحراري والظواهر الجوية المتطرفة بسبب تغير المناخ مع مضاعفات مزمنة متعددة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي، فضلاً عن انخفاض الخصوبة.
قبل الحمل، تساهم المشاكل الصحية المرتبطة بتغير المناخ في زيادة مخاطر حدوث مضاعفات الحمل، بما في ذلك اضطرابات ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل وسكري الحمل.
حتى بالنسبة للآباء الذين يمكنهم الحمل دون مساعدة طبية، فإن الأحداث المتعلقة بالمناخ قد تعرضهم لخطر متزايد من نتائج الحمل السلبية، بما في ذلك فقدان الحمل والولادة المبكرة.
وقد تؤدي عواقب هذه الأحداث المتعلقة بالمناخ إلى زيادة الاكتئاب ومشاكل الصحة العقلية الأخرى، حيث تتعامل العائلات مع فقدان أحبائهم أو ممتلكاتهم، وتعطيل البنية التحتية على المدى الطويل وانعدام الأمن الغذائي.
بينما تقول أودري جاسكينز، أستاذة مساعدة في علم الأوبئة في مدرسة رولينز العامة التابعة لجامعة إيموري، إن الدراسات الديموغرافية تشير إلى أن الطقس الحار يتسبب في انخفاض كبير في معدلات المواليد بعد 8 إلى 10 أشهر، ومع ذلك فإن دوافع هذا الارتباط غير واضحة.
في حين أنه من غير المعروف حتى الآن ما إذا كان ارتفاع درجات الحرارة قد يؤثر على وظيفة المبيض أم لا، فإن فهم ما إذا كان هناك ارتباط قد يكون له آثار مهمة.
ونقل موقع parents عن جاسكينز قولها: "أي ارتباط بين درجة الحرارة المحيطة وخصوبة الإناث سيكون له أيضًا آثار مهمة على حجم السكان وبنيتهم في المستقبل، وهو مدخل أساسي لنماذج تقدير الأعباء الصحية المرتبطة بتغير المناخ".
aXA6IDMuMTQ1LjMzLjIzMCA= جزيرة ام اند امز