تغير المناخ يُفقد البشر أهم سلاح في مواجهة الفطريات (خاص)
بينما تحمينا حرارة أجسامنا الدافئة (37 درجة مئوية) من الفطريات التي تزدهر في الحرارة المنخفضة، فإن ارتفاع الحرارة، يفقدنا هذه الميزة.
ويقول جيانبينغ شو، أستاذ علم الأحياء بجامعة ماكماستر الكندية في تصريحات لـ "العين الإخبارية"، إن تغير المناخ، وما أدى إليه من ارتفاع في درجات الحرارة، أدى إلى تكيف تلك الفطريات بسرعة مع التغيرات في درجات الحرارة، وأصبحت قادرة على التعامل مع درجة حرارة أجسامنا.
وخلال دراسة نشرها في 24 إبريل/ نيسان بدورية "فورنتيرز إن ببلك هيلث"، أظهر شو، أن "الرشاشية الدخناء"، وهي فطريات بيئية شائعة وسبب رئيسي للعدوى لدى البشر، قادرة على التكيف بسرعة مع التغيرات في درجات الحرارة.
ويوضح شو أن ارتفاع درجات الحرارة ليس سوى جزء واحد من المشكلة، مشيرا إلى أن هطول الأمطار الغزيرة وارتفاع منسوب مياه البحر الناجم عن تغير المناخ قد يعلمان أيضا الفطريات أن تزدهر في بيئات جديدة، ومن المحتمل تماما أن يؤدي هذا كله إلى زيادة عدد الفطريات المسببة للأمراض عند الإنسان.
ويضيف شو أن "التغييرات المهمة في كيفية عيش الفطريات، قد يكون لها أيضا آثار تتجاوز الأمراض، حيث إن العديد من أنواع (الفطريات الجيدة)، والتي تم تسخيرها منذ فترة طويلة لإنتاج الغذاء، واكتشاف المضادات الحيوية، ونمو النباتات، والمعالجة البيئية، يمكن أن يحولها تغير المناخ من فطريات جيدة إلى سيئة، وضمان عدم حدوث ذلك أمر بالغ الأهمية".
وتسبب بعض الفطريات المرض للإنسان والحيوان والنبات، لكن معظمها في الواقع جيد جدا، وهي كائنات لا تحظى بتقدير كبير، وبدونها، لن يكون لدينا العالم الذي نعيشه اليوم، كما يؤكد شو.
ويفسر خالد محمدي، أستاذ الميكروبيولوجي بجامعة الزقازيق (شمال شرق القاهرة)، قدرة الفطريات على التكيف مع درجات الحرارة بما يسمى "الضغط التطوري".
ويقول محمدي لـ"العين الإخبارية": "الفطريات عندما تجد تغيرا في درجة الحرارة، يدفعها ذلك لتشغيل آليات التكيف مع هذه التغيرات، حتى تظل حية، لذلك فإن التكيف بالنسبة لها هو حياة أو موت".
وآليات التكيف التي يقصدها محمدي، هي مجموعة من التغيرات الجينية، حيث تحفز درجات الحرارة العالية "الجينات القافزة" للفطر، مما يسرع من عدد الطفرات ويؤدي إلى التكيف في طريقة استخدام الجينات وتنظيمها.
وليس هناك حل لتلك المشكلة سوى السيطرة على تغير المناخ، حتى لا تزيد أعداد الوفيات بسبب العدوى الفطرية، كما يوضح محمدي.
وتقتل العدوى الفطرية سنويا حوالي 1.7 مليون شخص سنويا، وتشكل "تهديدا صحيا متزايدا" ، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، كما أنها أصبحت مقاومة بشكل متزايد للأدوية المستخدمة في علاجها.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2022، أصدرت منظمة الصحة العالمية أول قائمة لمسببات الأمراض الفطرية على الإطلاق، وجاء في التقرير أنه "على الرغم من أن العدوى الفطرية تشكل تهديدا متزايدا على صحة الإنسان، إلا أنها لا تحظى إلا بالقليل من الاهتمام والموارد على مستوى العالم".
aXA6IDEzLjU4LjIwNy4xOTYg جزيرة ام اند امز