الرياضة تمثل للنسبة الأغلب من المجتمع، شغفاً لممارسة مهارة بدنية معينة، ويراها كثيرون مؤثراً قوياً في توجهات مجتمعات ودول.
شهدت العقود الأخيرة من عمر البشرية، تزايد الحديث عن التغير المناخي وتداعياته السلبية، وارتباطه بكافة القطاعات، لكن ربما لا يزال طرح هذا المصطلح مرتبطاً بالرياضة، يثير استغراب وتعجب الكثيرين، متسائلين، أي ارتباط هذا الذي يجمع بين ظواهر مناخية متطرفة، وبين كرة القدم والتنس والكريكت، وغيرها من الأنشطة الرياضية.
تحرص دولة الإمارات على تطبيق هذه الآلية، ضمن توجهها لتحقيق الاستدامة، وخير دليل على ذلك، إطلاق وزارة التغير المناخي والبيئة، بالتعاون مع اللجنة المنظمة لدورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص في أبوظبي، مبادرة لقياس مستوى البصمة الكربونية الناجمة عن نشاطات هذه الألعاب
فالرياضة تمثل للنسبة الأغلب من المجتمع، شغفاً لممارسة مهارة بدنية معينة، تؤثر في صحة الأفراد ونمط حياتهم، ويراها كثيرون مؤثراً قوياً في توجهات مجتمعات ودول.
هذه النظرة تطرح تساؤلاً مهماً حول احتمالية أن نكون مجبرين يوماً ما على تبديل نمط ممارستنا للرياضة، أو الاستغناء عن ممارسة أنماط منها، أو حصر إمكانية ممارستها على مناطق وظروف معينة.
في نمط الحياة الاعتيادي، قد تضطر بعض المناطق في بعض الأحيان إلى الامتناع عن ممارسة الرياضة، نظراً لمجابهة ظروف خارجية طارئة، لكن بزوال السبب، تعود الأمور لطبيعتها، إلا أنه مع طرح التغير المناخي وتداعياته، كأحد أهم التحديات العالمية، يبقى التساؤل هنا حول احتمالية اضطرار البشر كافة، إلى تغيير منظومة ممارستهم للرياضة.
إن تداعيات التغير المناخي، من ارتفاع درجات حرارة الأرض، تتسبب حالياً بشكل فعلي في التأثير سلباً في البنية التحتية لمناطق عدة، ما يهدد بشكل مباشر المساحات المتاحة لممارسة بعض الرياضات، ووفقاً لدراسات عالمية، تسببت العواصف والأمطار غير الاعتيادية، في اختفاء المساحات المخصصة لممارسة رياضات، مثل الغولف والكريكيت.
كما يتسبب الارتفاع المتزايد لدرجات حرارة الأرض، وفقاً للدراسات نفسها، في التأثير في واحدة من أهم الرياضات شعبية عالمياً، ألا وهي كرة القدم، حيث تتراجع فترات التدريب المتاحة للفرق، بمعدل أسبوعين إلى ثلاثة سنوياً، كما تقل الفترة المتاحة خلال النهار للتدريب، وفي لعبة التنس، تم تغيير قواعد مطبقةً منذ عقود، حيث أتيحت الفرصة للرجال للحصول على فترات استراحة خلال بطولة أمريكا المفتوحة، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وعدم قدرة اللاعبين على مواصلة اللعب.
أمّا على مستوى المدن والدول، ووفقاً للإحصاءات العالمية، هناك ما يزيد على 70 % من المدن الرئيسة الشاطئية في العالم، مهددة بالتعرض لموجات المد البحري، وارتفاع منسوب مياه البحر الناتج عن تداعيات التغير المناخي لهذه المدن، وبالتالي، ستُدَمر بنيتها التحتية، ما يهدد باختفاء كافة الفعاليات الرياضية التي تقام بها.
تحرص دولة الإمارات على تطبيق هذه الآلية، ضمن توجهها لتحقيق الاستدامة، وخير دليل على ذلك، إطلاق وزارة التغير المناخي والبيئة، بالتعاون مع اللجنة المنظمة لدورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص في أبوظبي، مبادرة لقياس مستوى البصمة الكربونية الناجمة عن نشاطات هذه الألعاب، والتعويض عنها من خلال زراعة أعداد كبيرة من الأشجار، لخفض نسب الكربون في الجو، وتحقيق نوع من التوازن البيئي.
نقلاً عن "البيان"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة