بعض الخبراء في منظمة الصحة العالمية يعتقدون أن معدل الوفيات جراء هذا الوباء هو أقل من 5% بالنسبة للحالات المصابة.
بغض النظر عن الأسباب والمسببات التي أدت إلى ظهور فيروس "كورونا" القاتل في مدينة ووهان الصينية، وانتشاره كالنار في الهشيم في مختلف مناطق العالم، فإن المهمة الراهنة للمجتمع الدولي، ينبغي أن تتركز على كيفية هزيمة هذا الوباء، ووقف انتشاره؛ باعتبارها أولوية لكل الدول والمجتمعات.
الحديث عن أسباب بيولوجية ناجمة عن تجارب عسكرية أو غيرها، لم يمنع ولا ينبغي أن يمنع وقوف العالم بأسره في مواجهة هذا الوباء القاتل والمستفز؛ بعد أن فرض استنفاراً عالمياً بات يقتضي بالمقابل تضامناً عالمياً، يفترض أن يتخطى الخلافات والحواجز السياسية وحتى الاقتصادية والحروب التجارية.
وحبذا لو وصل الأمر إلى وقف الصراعات والحروب العسكرية على مستوى الساحة الكونية. فمثل هذه الأوبئة لا تعترف بالحدود ولا بالأديان أو الإثنيات العرقية، خاصة في ظل الثورة التكنولوجية الراهنة، ووجود مواصلات حديثة تسهل سرعة انتقال البشر، بمعنى أن الجميع فوق الكرة الأرضية بات مستهدفاً.
ربما ينبغي أن يكون التضامن العالمي ضد هذا الوباء فرصة لإحداث تقارب بين الدول والشعوب بدلاً من الصراعات والحروب، ففي التاريخ كان وباء «الطاعون» وحده هو من أوقف الصراعات والحروب بشكل تام في القرن الرابع عشر، على الرغم من تباعد الاتصال وبطء انتقال البشر.
حسناً فعلت الكثير من دول العالم بالإجراءات الوقائية التي اتخذتها في المطارات، وعبر الحدود وعمليات الإجلاء والحجر الصحي والمراقبة للحالات المصابة أو المشتبه فيها.
كما أن الإجراءات التي اتخذتها الصين مقبولة في حدود الإمكانات التي تمتلكها، وسرعة انتشار الفيروس، وإن كانت تعاني نقصاً كبيراً في الأدوية والمعدات والمستشفيات، على الرغم من مسارعتها إلى بناء مستشفيين يتسع كل واحد منهما لألف شخص في زمن قياسي؛ لاستقبال آلاف الحالات المشتبه فيها، ما أحدث حالة من الفوضى، خاصة في ووهان التي أصبحت معزولة عن العالم، وبعض المدن الكبرى؛ لكن الأهم هو أن يتحلى الجميع بالهدوء في معالجة هذا الوباء، وعدم السماح له ببث الرعب والخوف بين البشر. هناك دول كثيرة أبدت استعدادها لمساعدة الصين، كما أن هناك الكثير من مراكز البحوث والمختبرات العلمية في الصين وروسيا وأوروبا وأمريكا، تسابق الزمن في محاولة اكتشاف لقاح ناجح وفاعل؛ للقضاء على هذا الفيروس الخطير، وهو أمر مهم للمجتمع الدولي الذي زاد من وتيرة تحركه للمساعدة في الحد من انتشاره والقضاء عليه.
بعض الخبراء في منظمة الصحة العالمية يعتقدون أن معدل الوفيات جراء هذا الوباء هو أقل من 5% بالنسبة للحالات المصابة، وهو أقل من معدل وفيات فيروس «سارس» (متلازمة الالتهابات التنفسية الحادة) الذي بلغ 9,5% الذي انطلق من الصين أيضاً في عامي 2002 و2003 إلى مناطق أخرى في العالم.
وبالمحصلة، ربما ينبغي أن يكون التضامن العالمي ضد هذا الوباء فرصة لإحداث تقارب بين الدول والشعوب بدلاً من الصراعات والحروب، ففي التاريخ كان وباء "الطاعون" وحده هو من أوقف الصراعات والحروب بشكل تام في القرن الرابع عشر، على الرغم من تباعد الاتصال، وبطء انتقال البشر. فهل تكون الطفرة الحضارية والتكنولوجية وسهولة المواصلات والتنقل دافعاً قوياً للتضامن العالمي في مواجهة مثل هذه الأوبئة وهزيمتها في النهاية، وتحويلها إلى أداة تقارب بين الشعوب والدول، تساعد على فض الحروب والنزاعات في العالم. سؤال مطروح على المجتمع الدولي؟
نقلاً عن "الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة