كارثة قناة بنما.. التجارة الدولية في قبضة "المناخ"
قناة بنما المائية من أهم القنوات التي تعتمد عليها خطوط الملاحة في العالم، إذ تربط بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ.
هذه القناة كان إنشاؤها من أهم المشاريع التي دعمت خطوط الشحن العالمي، ووفرت مساحة طويلة كانت تضطر سفن الشحن لقطعها حول الطرف الجنوبي لأمريكا الجنوبية.
وأسهم العبور من قناة بنما، في تقليل المسافة التي كانت تضطر السفن لقطعها، وتصل لـ8000 ألف ميل، والآن تواجه هذه القناة الحيوية تهديدا بسبب تعاظم آثار التغير المناخي في منطقتها.
هذه الظواهر قد تعصف بحركة النقل البحري في قناة بنما، وهي ممرّ إلزامي لـ6% من حركة الملاحة التجارية العالمية بين المحيطين الأطلسي والهندي.
ويقول موقع "دويتش فيله"، إنه مع أول مرة يتم فيها فتح القناة لعبور سفن الشحن، تتدفق الملايين من اللترات من المياه العذبة إلى البحر.
هذه العملية ينتج عنها انخفاض منسوب المياه في القناة، وهذا المنسوب تجري العادة أن يتم تعويضه من جديد عبر المياه التي تتدفق إلى داخل القناة، ورغم ذلك، بدأ يلاحظ السكان والخبراء في مجال البيئة، انخفاضا في هطول الأمطار في منطقة أمريكا الوسطى نتيجة للتغير المناخي.
ذلك يعني أن أحد أهم مصادر ملء منسوب المياه الخاص بالقناة، أصبح في خطر، إذ لم يعد من الممكن تعويض المياه التي تتدفق للخارج عند فتح أقفال القناة، مما سيؤدي في النهاية لوجود صعوبة كبيرة بالنسبة للسفن الضخمة في المرور عبر القناة.
وتعتمد قناة بنما على قدر كبير من المياه العذبة، ذلك لأن السفن المارة بها، عليها أن تمر عبر عشرات القفال التي تأخذها لأعلى أول لأسفل، بمستويات متفاوتة بحد أقصى 26 مترا.
وبحسب تقرير لشركة الاستشارات في مجال الشحن Everstream، المسئولة عن مراقبة سلاسل التوريد نيابة عن شركات دولية، فإن كل سفينة تحتاج حوالي 200 مليون لتر من المياه لتمر عبر القناة.
ويقول "دويتش فيله"، إن هيئة قناة بنما، المسؤولة عن تشغيل القناة، وضعت قيودا لمواجهة هذه الأزمة مؤخرا، تتعلق بمستوى غاطس السفينة.
وغاطس السفينة، هو المسافة بين خط حافة المياه وقاع السفينة، ويحدد هذا القياس كمية المياه التي تحتاجها السفينة للتنقل في عمق آمن.
وإذا كانت السفينة محملة ببضائع ثقيلة، فإنها تغوص بشكل أعمق مما يؤدي لاحتياجها لمستوى غاطس أكبر.
وبعد أن كان مستوى الغاطس في العادة يحدد بـ15.24 متر، فإنه بداية من مايو/أيار الجاري، عينت هيئة القناة مسودة استشارية لتعديل أقفال القناة، وفق حجم السفن التي تمر، وبناء على مستويات المياه المتوقعة أثناء مرورها.
وبناء على ذلك بداية من 24 مايو/أيار سيقتصر عبور القناة على السفن المارة بمستوى غاطس لا يتجاوز الـ 13.56 متر، وبداية من 30 مايو/أيار سيتقلص هذا المستوى إلى 13.4 متر.