«تريندز»: 62.5% من العرب يعتبرون التغير المناخي مصدراً أساسياً للخطر
يعتبر أكثر من 62.5% من العرب أن التغير المناخي يعد مصدراً أساسياً للخطر، ويضعون قضايا المناخ والبيئة على رأس أولوياتهم واهتماماتهم، وفقا لاستطلاع أجراه مركز "تريندز" للبحوث والاستشارات.
وحسب نتائج استطلاع الرأي العام العربي حول «تغير المناخ.. المواقف والتصورات والمشاركة»، الذي نفذته إدارة الباروميتر العالمي في مركز "تريندز"، يرى 37.9% من العرب المشاركين في الاستطلاع أن الفقر والجوع هما مصدر الخطر الأساسي لديهم، فيما اعتبر 32.9% منهم أن الإرهاب الدولي عامل القلق الأكبر عندهم، ويعتقد 24.5% من المستطلعة آراؤهم أن انتشار الأمراض المعدية هو المصدر الأساسي للخطر في المنطقة العربية.
المناخ والشباب
وتطرق استطلاع الرأي، الذي يواكب مؤتمر الأطراف «COP28»، إلى مدى قلق الأشخاص بشأن ظواهر التغير المناخي، حيث أبدى 77.7% من المشاركين قلقهم من هذه الظواهر الآخذة في التطرف، بينما أكد 42.1% أنهم قلقون للغاية من التغير المناخي، مقارنة بالاستطلاع الافتتاحي للشباب العربي عام 2008، حيث كان يشعر 11% فقط من الشباب الذين شملهم الاستطلاع بأن تغير المناخ والبيئة هما أكبر التحديات التي تواجه العالم، وبعد مرور 13 عاماً، أصبح تغير المناخ يهيمن على أجندة الشباب، حيث قال 56% من الذين استطلع «تريندز» آراءهم إنهم قلقون بشأن هذه القضايا المتنوعة التي تهدد العيش الآمن على كوكب الأرض.
وقال عدد كبير من المشاركين في الاستطلاع، عندما سُئلوا بشكل مباشر عن مدى قلقهم بشأن تغير المناخ، إنهم قلقون للغاية بهذا الشأن، وبلغت نسبة هؤلاء 77.6% من إجمالي المستطلعة آراؤهم، وسجل المشاركون في الإمارات أعلى نسبة بلغت 81.7%، تلاهم المشاركون من الأردن والجزائر 81.5% لكل منهما، ثم العراق بنسبة 79.6%، ومصر بمعدل 63.7%.
مستوى التعليم
وحدد استطلاع الرأي العام العربي مخاطر تغير المناخ حسب مستوى التعليم، حيث وجد فروقاً بنسبة 16% بين الأشخاص ذوي المستويات التعليمية الأساسية، وذوي المستويات التعليمية العليا، حيث يعي 64.3% من أصحاب المستويات التعليمية الأساسية مخاطر التغير المناخي، بينما يدرك 80.5% من ذوي المستويات التعليمية العليا هذه المخاطر
كما يلعب العمر أيضاً دوراً محورياً في مدى إدراك الجمهور العربي مخاطر التغير المناخي، فكلما كان الشخص أكبر سناً، كلما زاد إدراكه للمخاطر، ووفقاً لنتائج استطلاع «تريندز»، أعرب 83.3% من البالغين الذين تفوق أعمارهم 45 عاماً عن قلقهم بشأن تغير المناخ، إضافة إلى أن هناك فارقاً كبيراً بين الذكور والإناث، حيث تدرك 87.1% من النساء مخاطر التغير المناخي، بينما يهتم 79% من الرجال بقضايا المناخ.
مؤشرات إيجابية
وخلصت نتائج استطلاع الرأي العام العربي حول «تغير المناخ» إلى أن ستة من بين كل عشرة مشاركين في الاستبيان يعتقدون أن ظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة هي أخطر الآثار الناجمة عن التغير المناخي، وتوصل الاستطلاع أيضاً إلى مؤشرات إيجابية لدى الجمهور العربي، حيث أصبحوا على درجة عالية من الوعي بقضايا المناخ، ويتجلى ذلك في حقيقة أنهم يحملون أنفسهم المسؤولية بمعدل أعلى من الجمهور الأوروبي فيما يتعلق بالنشاط البشري المرتبط بظواهر التغير المناخي. وهذه نقطة حاسمة بالنسبة للسياسات المناخية في الدول العربية.
قياس الوعي العربي
وقال الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، إن استطلاع الرأي الجديد الذي أجرته إدارة الباروميتر العالمي حول «تغير المناخ.. المواقف والتصورات والمشاركة»، يأتي حرصاً من المركز على مواكبة المستجدات العالمية والتفاعل مع القضايا الإقليمية والدولية، مضيفاً أن الكشف عن نتائج الاستطلاع جاء تزامناً مع انطلاق أعمال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ «COP28»، الذي تتواصل فعالياته حتى 12 ديسمبر الجاري في مدينة إكسبو دبي.
وأضاف أن استطلاع الرأي العام العربي حول تغير المناخ سعى إلى قياس مدى وعي مواطني الدول العربية ومعرفتهم بقضايا المناخ والاحتباس الحراري، إلى جانب قياس مدى مساهمتهم في الحد من آثار التغير المناخي.
وأشار العلي إلى أن الاستطلاع غطى مجموعة من المواضيع المهمة، منها درجة القلق بشأن تغير المناخ وتداعياته، والمعرفة العامة للجمهور العربي حول تغير المناخ، إلى جانب مدى استعداد الجمهور العربي لتبني الممارسات التي تقلل من آثار انبعاثات الغازات الدفيئة، كما قاس مدى مشاركة الجمهور العربي في أنشطة ومنظمات مكافحة آثار التغير المناخي.
5 دول عربية
بدوره، ذكر سلطان ماجد العلي، مدير إدارة الباروميتر العالمي في «تريندز»، أن إعداد نتائج دراسة الاستبيان جرت باستخدام المنهج الكمي، مع الاستعانة بالاستطلاع كوسيلة أساسية لجمع البيانات، حيث تناول الاستبيان أربعة مواضيع أساسية، بالإضافة إلى المعلومات الديموغرافية، وشملت العينة المشاركة نحو 2500 شخص من خمس دول عربية، هي الإمارات العربية المتحدة، ومصر، والجزائر، والأردن، والعراق.
وبين العلي أنه تم اختيار هذه الدول الخمس على أساس اعتبارات جيوثقافية، إذ تمثل كل منها منطقة من مناطق الوطن العربي، حيث تمثل الإمارات دول الخليج العربي، والجزائر دول المغرب العربي، وتمثل مصر دول وادي النيل، والأردن تشير إلى دول الشام، أما العراق فهي حالة وسطى بين بلاد الشام والخليج العربي.