إناث أم ذكور السلاحف.. أيهما يختاره "تغير المناخ"؟
يتداخل التغير المناخي مع القدرة التكاثرية للسلحفاة؛ فكيف يحصل ذلك؟
مع ارتفاع درجات الحرارة، وتغير ظروف البيئة المحيطة، تتخذ الكائنات الحية ردود فِعل، في محاولة للتكيف، وتتأثر حياتها على عدة مستويات، وواحدة من هذه الأمثلة السلحفاة؛ إذ اكتشف العلماء أنّ التغير المناخي تداخل بشكل ما في طريقة تكاثرها، ومع ارتفاع درجات الحرارة، تزيد احتمالية أن يكون جنس السلحفاة أنثى.
وهذا أمر عرفه المجتمع العلمي منذ فترة، ويحصل مع بعض الكائنات الأخرى أيضًا، لكن الجديد هو بحث جديد صادر عن جامعة ديوك يقول إنّ عدد الخلايا الجرثومية يزداد مع ارتفاع درجات الحرارة، وتزداد احتمالية تمايز هذه الخلايا إلى إناث؛ حتى قبل تحديد جنسها؛ ونُشرت الدراسة في دورية "كارنت بيولوجي" (Current Biology)، في يونيو/حزيران 2023.
تأثيرات الحرارة
يتأثر جنس العديد من أنواع الزواحف خاصة بالحرارة المحيطة، في أثناء فترة من التطور الجنيني، ما يُعرف بـ«نظام تحديد الجنس المعتمد على الحرارة» (TSD). وللكشف عن ذلك، راح الباحثون يزيلون بعض الخلايا الجرثومية من بعض الأجنة للسلحفاة حمراء الأذنين، ووضعوها في الحضانة في ظروف مختلفة من درجات الحرارة، ووجدوا التالي:
- في درجات الحرارة المنخفضة، عند 26 درجة مئوية مثلًا، تتمايز الخلايا في الحضانة إلى خلايا سيرتولي، وهي الداعمة للخصية؛ أي تكون الذكور.
- وفي درجات الحرارة المرتفعة، تتمايز الخلايا في الحضانة إلى خلايا حبيبية، وهي الداعمة للمبيض؛ أي تكوّن الإناث.
من جانب آخر، وجد الباحثون أنّ درجات الحرارة المرتفعة لا تزيد فقط نسبة الإناث، وإنما أيضًا تزيد من أعداد الخلايا الجرثومية، مع ملاحظة أنّ هذه الأعداد الكبيرة من الخلايا الجرثومية، من المحتمل أن تزيد احتمالية فقس البيض لإناث؛ لأنّ درجات الحرارة التي تتسبب في التأنيث، هي نفسها التي تزيد أعداد الخلايا الجرثومية.
أكثر ملائمة للحياة
يرى الباحثون أنّ الإناث التي تعيش في درجات الحرارة العالية، ويزيد لديها معدل إنتاج الخلايا الجرثومية، لديها ميزة إنجابية عن الأخرى التي تعيش في درجات حرارة منخفضة، وتستطيع التكيف مع الظروف المحيطة من الحرارة المرتفعة، ما يساعد على بقاء النسل.