"الشمس" تقود استثمارات الطاقة النظيفة في معركة المناخ

على مدار العقد الماضي، برزت الاستثمارات الخضراء والمسؤولة اجتماعيا، والمعروفة أيضًا باسم ESG، بوصفها أحد أكبر اتجاهات الاستثمار العملاقة في العصر الحديث.

لسنوات، تدفقت تريليونات الدولارات من الصناديق العالمية الجديدة إلى السوق كل عام، مع توقع UBS (مصرف استثماري سويسري) أن تكنولوجيا الحد من الكربون ستصل إلى 60 تريليون دولار من الاستثمار بحلول عام 2040، وفقا لـ"Oil Price".

لسوء الحظ، يبدو أن طفرة الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية ESG بعد أن بلغت ذروتها عند 17.1 تريليون دولار في عام 2020، انخفضت أصولها في الولايات المتحدة بشكل حاد إلى 8.4 تريليون دولار فقط في عام 2022.

• الأراضي الصينية في أمريكا.. صراع خفي يثير جنون الكونغرس

في العام الحالي، تمت تصفية ما لا يقل عن 4 صناديق، وفي الأشهر الخمسة الأولى من العام، سجلت 7 صناديق رائجة تركز على الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات تدفقات خارجية تراكمية بلغت 8.35 مليار دولار.

ليس من المستغرب أن تتعرض أسهم الطاقة النظيفة، ولا سيما الطاقة الشمسية، لضربات كبيرة حيث إن الأسعار المنخفضة تضغط على هوامش الربح وتؤدي توسعات المصانع إلى زيادة المخاوف من الطاقة المفرطة:

استثمارات "الشمس" تتفوق

ولكن ليس كل شيء كئيبا بالنسبة لقطاع الطاقة النظيفة. في الشهر الماضي، أفادت الرابطة الدولية للطاقة بأن حجم الاستثمار الرأسمالي المتدفق إلى قطاع الطاقة الشمسية مهيأ لتجاوز حجم الاستثمار المتجه إلى إنتاج النفط للمرة الأولى على الإطلاق في العام الجاري.

أفادت الرابطة الدولية للطاقة أن حجم الاستثمار الرأسمالي المتدفق إلى قطاع الطاقة الشمسية من المتوقع أن يتجاوز حجم الاستثمار المتجه إلى إنتاج النفط لأول مرة على الإطلاق في عام 2023.

وفقًا لفاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، من المتوقع أن تجتذب استثمارات الطاقة الشمسية أكثر من مليار دولار يوميا في عام 2023 مع أكثر من 1.7 تريليون دولار لتدفق تقنيات الطاقة النظيفة مثل المركبات الكهربائية ومصادر الطاقة المتجددة والتخزين.

بشكل عام، من المتوقع أن يصل الاستثمار العالمي في الطاقة إلى 2.8 تريليون دولار في العام الجاري.

وفي حديثه إلى أرابيل جوميد من سي إن بي سي ، قال بيرول إن هناك "فجوة متزايدة بين الاستثمار في الطاقة الأحفورية والاستثمار في الطاقة النظيفة. تتحرك الطاقة النظيفة بسرعة - أسرع مما يدركه الكثير من الناس. يتضح هذا في اتجاهات الاستثمار، حيث تبتعد التقنيات النظيفة عن الوقود الأحفوري. مقابل كل دولار يُستثمر في الوقود الأحفوري، يذهب 1.7 دولار الآن إلى الطاقة النظيفة".

منذ أن ضربت أزمة الطاقة قبل عامين، ضاعفت العديد من حكومات العالم من الطاقة المتجددة لأنها تنظر إلى القطاع على أنه طريقة مثالية ليس فقط لإزالة الكربون ولكن أيضا لتحقيق أمن الطاقة.

علاوة على ذلك، تستثمر العديد من مراكز إنتاج النفط بكثافة في الطاقة المتجددة حيث تحاول تنويع اقتصاداتها.

أرخص من النفط والغاز

سبب كبير آخر وراء نمو قطاع الطاقة النظيفة بسرعة هو حقيقة أنه بعد عدة عقود، أصبحت الطاقة المتجددة أخيرا قادرة على المنافسة مع الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء.

في العام الماضي، حلل كبير المراسلين في شركة Energy Intelligence، فيليب روس، تكلفة توليد الكهرباء، والمعروفة أيضا باسم التكلفة الموحدة للطاقة (LCOE)، للأشكال التقليدية والمتجددة لتوليد الكهرباء في 5 مناطق: الولايات المتحدة وأوروبا الغربية واليابان والشرق الأوسط وآسيا.

كشفت الدراسة أن الطاقة المتجددة قد تفوقت على الغاز بشكل دائم من حيث الفعالية من حيث التكلفة، مع بقاء السباق للحصول على أقل تكلفة في الغالب بين الطاقة الشمسية الكهروضوئية (PV) والرياح البرية.

ويصدق هذا الاتجاه حتى في اليابان، حيث تعوق ندرة العقارات مصادر الطاقة المتجددة كثيفة الاستخدام للأرض، والرياح البرية تتفوق على الفحم والطاقة الكهروضوئية التي تحل محل الغاز.

وفقًا لتقرير LCOE، "تظل تكاليف توليد طاقة الرياح والطاقة الكهروضوئية أقل من بدائل الوقود الأحفوري، خاصة مع ارتفاع أسعار الغاز والفحم حاليا"، ومع مشكلات سلسلة التوريد التي تزعج كلا القطاعين على قدم المساواة، لا تزال التقنيات المتجددة هي الأرخص.

استثناء محتمل لهذا الاتجاه هو الغاز الطبيعي حيث انخفضت أسعار الغاز بشكل كبير خلال العام الماضي.

بعد أن سجلت أعلى مستوياتها منذ عدة عقود بعد وقت قصير من حرب روسيا في أوكرانيا، انخفضت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا بشكل حاد.

انهارت الأسعار الآن بنسبة 90% منذ تسجيل أعلى مستوى قياسي في أغسطس/أب 2022 بأكثر من 322 دولارا (300 يورو) لكل ميغاواط ساعة مع ضعف الطلب الصناعي وارتفاع المخزونات في هذا الوقت من العام.

في المقابل، لا تزال أسعار النفط والفحم أعلى بكثير من متوسطها لمدة 5 سنوات، ومن المرجح أن تظل أسواق النفط ضيقة نسبيا على المدى المتوسط ​​على الأقل.