أحاديث جانبية وماكرون الأخير وضياع الإسكندرية.. كواليس افتتاح مؤتمر غلاسكو
"أحاديث جانبية، وابتسامات هنا وهناك، وبعض من السياسة".. تختصر هذه الكلمات الأجواء الإيجابية التي سادت قاعة انعقاد الجلسة العام لمؤتمر المناخ في مركز الفعاليات في غلاسكو باسكتلندا، اليوم الإثنين.
وتأخر انطلاق الجلسة 25 دقيقة عن موعدها المحدد في الجدول المعلن، ما دفع القادة والمسؤولين لتبادل بعض الأحاديث الجانبية في القاعة.
وضمن كواليس الافتتاح التي رصدتها "العين الإخبارية"، جرت محادثة ودية بين رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، استمرت أكثر من دقيقة.
وتبادل الرجلان أطراف الحديث في مشهد بدا وديا إلى حد كبير، حيث وضع مودي يده على كتف بينيت، وتبادلا الحديث والابتسامات.
وتبادلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أحاديث جانبية متفرقة مع بعض المسؤولين الأفارقة الذي اقتربوا منها لمصافحتها وتبادل الكلمات لبعض الوقت.
وقبل انطلاق جلسة الافتتاح، دخل الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي كان محور اهتمام بالغ، وحاول بعض الحضور مصافحته دون الدخول في محادثات طويلة، وفق رصد "العين الإخبارية".
لكن وزير الخارجية الكوري الجنوبي تشونغ أوي يونغ اقترب من بايدن أكثر، ووقفا معا لبعض الوقت، فيما بدا حديثا وديا سريعا بينهما.
وقبل ٥ دقائق من بداية الجلسة، دخل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مصحوبا بولي عهد المملكة المتحدة، الأمير تشارلز، وتصور الجميع أن الحضور اكتمل والجلسة بصدد الانطلاق.
لكن كان هناك شخص واحد لا يزال خارج القاعة، هو الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي كان آخر من دخل قاعة الجلسة قبل انطلاقها مباشرة، وفق ما رصدته "العين الإخبارية".
وفي كلمته بافتتاح الجلسة، قال جونسون "نعرف أن غلاسكو معروفة بغياب شمسها، ويأتي الناس لهنا لصناعة الأفلام في جوها الصعب".
وتابع: "أيها القادة.. الكارثة أننا لسنا في فيلم خيالي، ونعرف أن نهاية العالم قريبة، والساعة تدق على دقات المحركات التي نبث عبرها الكربون في الهواء".
محذرا بالقول: "علينا أن لا نتجاهل العلماء، ومع ارتفاع الحرارة إلى أكثر من 2%، سنعاني من نقص المحاصيل وزيادة الجراد، ومع ارتفاع الحرارة عن 5 درجات سنخسر مدنا مثل الإسكندرية وشنجهاي التي ستذهب تحت سطح البحر".
وسادت أجواء من التفاؤل في مقر انعقاد مؤتمر غلاسكو للمناخ "كوب 26" قبل انطلاق الجلسة.
ومنذ الثامنة من صباح اليوم الإثنين بالتوقيت المحلي، بدأت الوفود الرسمية ورؤساء الدول والحكومات في الوصول إلى مركز الفعاليات الاسكتلندي في غلاسكو، مقر انعقاد المؤتمر.
وعلى مدار ساعات، اصطفت طوابير طويلة من المشاركين في المؤتمر، خاصة وفود الأحزاب والإعلام ومنظمات المجتمع المدني أمام بوابات الدخول المختلفة.
وفي داخل مقر المؤتمر، يتواجد آلاف المشاركين القادمين من أكثر من 120 دولة، وتتناثر الأحاديث الجانبية المتفائلة بنتائج المؤتمر، وإمكانية التوصل إلى نتائج جيدة في نهايتها.
فيما استعدت السلطات الاسكتلندية بنشر آلاف رجال الشركة والمتطوعين، فضلا عن قدوم دعم شرطي من لندن للمساعدة في تأمين المؤتمر، وفق ما ذكره أحد رجال الشرطة لـ"العين الإخبارية" مفضلا عدم ذكر اسمه.
ويهدف المؤتمر، التي تأجلت عاما بسبب جائحة كوفيد-19، إلى الحيلولة دون تجاوز درجات الحرارة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل التصنيع، وهو الحد الذي يقول العلماء إنه سيجنب الأرض أكثر عواقب الاحتباس الحراري تدميرا.