كيف تحدث الظواهر الجوية المتطرفة؟
في السنوات الأخيرة، عانت العديد من الدول، خصوصا الأوروبية، من ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية خلال فصل الصيف، ما أسفر عن تأثيرات واسعة النطاق على البيئة.
كما انتشرت ظاهرة حرائق الغابات بشكل ملحوظ العام الماضي، بحيث أكلت النيران مساحات خضراء في البرتغال، إسبانيا، فرنسا، المغرب، الجزائر، الولايات المتحدة، تشيلي وغيرها الكثير.
في المقابل، ارتفعت درجات الحرارة على فترات خلال الشتاء الفائت، بشكل دفع كثيرين لتخفيف ملابسهم لشدة أشعة الشمس، وهي حالة أثارت الحيرة بشأن عدم برودة الطقس كما هو معتاد في هذا الفصل.
علماء يكشفون السر
الظواهر السابقة رصدها علماء من جامعة حيدر أباد خلال دراسة، خلصوا فيها إلى أن "تغير المناخ يسبب الظواهر الجوية المتطرفة، بما ينتج عنه ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير طبيعي في فصل الصيف من كل عام، بينما يقل عدد أيام درجات الحرارة المنخفضة بشكل غير معتاد في فصل الشتاء".
واكتشف العلماء، حسب ما نقله موقع "The Hindu Business Line"، أن موجات الحرارة تتزايد بمعدل 0.6 لكل عقد زمني، وفي الوقت نفسه، تتناقص الموجات الباردة بمعدل 0.4 لكل عقد.
ونوه أنيندا بهاتاشاريا، المؤلف الرئيسي للدراسة، بأن فريقه فحص بيانات درجة الحرارة القصوى والدنيا اليومية للفترة الزمنية ما بين عامي 1970 و2019، حتى تبين للعلماء تسجيل درجات حرارة عالية بشكل غير طبيعي، وكذلك درجات حرارة منخفضة بشكل غير معتاد، فوق مناطق مناخية مختلفة في الهند.
وصنّف العلماء درجات الحرارة المرتفعة بشكل غير طبيعي لـ3 أيام متتالية أو أكثر بأنها "موجة حر"، بينما صنفوا درجة الحرارة المنخفضة بشكل غير طبيعي لنفس المدة الزمنية على أنها "موجة باردة".
وقال العلماء خلال دراستهم: "لقد تسبب تغير المناخ، الناجم عن الأنشطة البشرية، في زيادة قدرها درجة مئوية واحدة تقريبًا في متوسط درجة حرارة سطح الأرض، منذ حقبة ما قبل الصناعة".
كما لاحظ الخبراء ما اعتبروه "اتجاهات معاكسة في موجات الحرارة والبرد"، شارحين: "تكون موجات الحرارة أكثر شيوعًا في المناطق المناخية الجافة وشبه الجافة، بينما تكون الموجات الباردة أقل شيوعًا في نفس المنطقة".
وأوضحوا: "أدى تغيّر المناخ إلى تفاقم شدة وتأثيرات بعض الظواهر الجوية، مثل موجات الحرارة وموجات البرد، التي تأتي بآثار سلبية على المجالات الصحية والزراعية والصناعية".
كما نوه الخبراء بأن موجات الحر باتت أكثر شيوعًا في الصيف خلال العشر سنوات الأخيرة، بينما أصبحت موجات البرد أقل شيوعًا في الشتاء خلال المدة نفسها، وهذا بموجب ما لاحظوه خلال الدراسة.