بيل غيتس يستعد لحقبة ترامب.. تسريح عشرات الموظفين من «بريكثرو إنرجي»

أعلنت شركة "بريكثرو إنرجي"، الممولة من الملياردير بيل غيتس سادس أغنى شخص في العالم، التي تعمل في نطاق واسع من الأنشطة الداعمة للمناخ، تخفيضات كبيرة في عملياتها وتسريح العشرات من موظفيها.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، كشفت مذكرة داخلية للشركة، عن تسريح العشرات من الموظفين، بما في ذلك وحدة "بريكثرو إنرجي" في أوروبا، وفريقها في الولايات المتحدة الذي يعمل على قضايا السياسة العامة، ومعظم موظفيها الذين يعملون على شراكات مع منظمات مناخية أخرى، وفقًا لثلاثة أشخاص مطلعين على الأمر غير مخولين بالتحدث علنا.
ويظهر هذا التغيير كيف يعيد غيتس تنظيم إمبراطوريته استعدادًا لعهد ترامب، ومع سيطرة الجمهوريين على مجلسي الكونغرس والبيت الأبيض، حسب غيتس أن فريق السياسة في "بريكثرو" في الولايات المتحدة من غير المرجح أن يكون له تأثير كبير في واشنطن، وفقًا لأشخاص مطلعين على تفكيره.
وكان فريق السياسة في الولايات المتحدة أيضا أحد أكبر وأغلى أقسام المنظمة.
هل تندثر جهود مكافحة تغير المناخ؟
وصرحت متحدثة باسم غيتس في بيان ردا على سؤال حول التخفيضات، "لا يزال بيل غيتس ملتزما كعادته بتطوير ابتكارات الطاقة النظيفة اللازمة لمواجهة تغير المناخ، وسيستمر عمله في هذا المجال، ويركز على المساعدة في إيجاد حلول طاقة نظيفة وموثوقة وبأسعار معقولة، تمكن الناس في كل مكان من تحقيق الازدهار".
وأنفق غيتس، أحد مؤسسي مايكروسوفت وأحد أغنى رجال العالم، مليارات الدولارات من ثروته الخاصة في جهود مكافحة تغير المناخ.
وبفضل كتبه وظهوره العلني وحملته البارزة لدعم رواد أعمال الطاقة النظيفة على مدار العقد الماضي، رسخ مكانته كأحد أبرز الأصوات التي تحث الشركات والحكومات على مواجهة تهديدات الاحتباس الحراري المتسارع.
ويمثل تقليص جزء كبير من عمل فريق "بريكثرو إنرجي" تراجعًا حادًا في مسيرة غيتس، ويعكس مشهدا متسارعا في السياسة والعمل الخيري وتغير المناخ والتنمية العالمية.
ويقوض الرئيس ترامب قدرة الحكومة الفيدرالية على معالجة تغير المناخ، ويخفض بشكل كبير دعم الطاقة النظيفة، في حين يشجع استهلاك الغاز والنفط والفحم، التي يؤدي حرقها إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب بشكلٍ خطير.
وبدلاً من محاولة التأثير على السياسات، يركز غيتس الآن على بناء شركات الطاقة النظيفة من خلال برنامج "محفز الطاقة المبتكرة" و"مشاريع الطاقة المبتكرة" و"زمالة الطاقة المبتكرة"، وفقا لمصادر مطلعة على الأمر.
ولم تتأثر هذه الجهود، التي تمول الشركات الناشئة ورواد الأعمال الذين يعملون على مجموعة من تقنيات الطاقة المتجددة، بهذه التخفيضات.
هيمنة الطاقة الأمريكية
وقد يتماشى التركيز على إنتاج الطاقة النظيفة مع اهتمام ترامب بـ"هيمنة الطاقة الأمريكية"، فقد أعلن ترامب "حالة طوارئ وطنية في مجال الطاقة" في أول يوم له في منصبه، وتصرح إدارته بأنها تريد توسيع إنتاج الطاقة الأمريكية في وقت يشهد فيه الطلب على الكهرباء ارتفاعا حادا.
وكان غيتس، الذي قاوم السياسة الحزبية طوال مسيرته المهنية تقريبا، قلقا للغاية بشأن انتخابات 2024 وكيف يمكن أن يعوق فوز ترامب التقدم في مجال المناخ والصحة العالمية.
وتبرع غيتس بنحو 50 مليون دولار لمنظمة سياسية غير ربحية تدعم حملة كامالا هاريس الرئاسية.
وصرح غيتس لصحيفة التايمز العام الماضي، "أدعم المرشحين الذين يظهرون التزاما واضحا بتحسين الرعاية الصحية، والحد من الفقر، ومكافحة تغير المناخ في الولايات المتحدة وحول العالم".
وأضاف: "لدي تاريخ طويل من العمل مع قادة من مختلف الأطياف السياسية، لكن هذه الانتخابات مختلفة، ولها أهمية غير مسبوقة للأمريكيين والفئات الأكثر ضعفًا حول العالم".
وشهدت حياة غيتس الشخصية وأعماله الخيرية بعض التقلبات منذ طلاقه من ميليندا فرينش غيتس، التي أدارت المؤسسة معه لكنها استقالت من المنصب العام الماضي.
واستقال وارن بافيت، الملياردير مؤسس شركة بيركشاير هاثاواي، الذي عمل عن كثب مع غيتس في الجهود الخيرية، من المؤسسة عام ٢٠٢١.
وشهدت شركة بريكثرو إنرجي مؤخرًا بوادر اضطراب، ففي الشهر الماضي، أفادت هيتماب نيوز أن المجموعة تخفض ميزانية المنح.
كما شهدت الأشهر الأخيرة تسريح عدد أقل من الموظفين، بمن فيهم الموظفون الذين أداروا قمة بريكثرو إنرجي، وهي فعالية فخمة عُقدت العام الماضي في لندن.
وتبحث بريكثرو إنرجي أيضًا عن مصدر تمويل جديد لموقع سايفر نيوز، وهو موقع إخباري للطاقة النظيفة أطلقته الشركة، وفقًا لشخص مطلع على الوضع غير مخول له بالحديث علنًا.
aXA6IDMuMTM5LjEwMy4yMjkg جزيرة ام اند امز