خبراء: إعادة حظر الطيران على طرابلس تقي ليبيا من شر كبير
الجيش الليبي يعيد حظر الطيران على العاصمة طرابلس وقاعدة معيتيقة الجوية بعد خروج طائرة تركية مسيرة مسلحة للإغارة على تمركزات القوات
رغم إعلان الهدنة في العاصمة الليبية طرابلس، إلا أن الجيش الليبي رصد أكثر من 100 خرق ارتكبتها مليشيات حكومة الوفاق، من بينها تدفق المرتزقة.
الأمر الذي دفع الجيش لإعادة تفعيل حظر الطيران على طرابلس وقاعدة معيتيقة، وهو ما اعتبره خبراء في تصريحات لـ"العين الإخبارية" يقي ليبيا من شر كبير، ويمنع الكثير من الكوارث.
- الجزائر تكذّب السراج: لم يدعُ لاجتماع دول جوار ليبيا
- المسماري: رصدنا دخولا جديدا للإرهابيين إلى ليبيا بمساعدة المخابرات التركية
وبحسب اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الليبي، وصل عدد المرتزقة الأجانب إلى نحو الـ 2000، ورصدت مواقع متابعة حركة الطيران المدني أكثر من 10 رحلات بين مطاري معيتيقة وإسطنبول.
وأوضح المسماري أن دفاعات الجيش الليبي نجحت في إسقاط طائرة تركية مسيرة خلال إغارتها على تمركزات الجيش الذي ما زال ملتزما بوقف إطلاق النار.
وفي رده على سؤال حول جلب مرتزقة إلى طرابلس، اعترف فتحي باشاآغا وزير داخلية حكومة فايز السراج بأن حكومته استعانت ببعض القوات للدفاع عن طرابلس.
وتنصل في الوقت نفسه من تحديد جنسيتهم قائلا: إن الحديث عن السوريين مخول به ضباط وأمراء "بركان الغضب" (مليشيات فايز السراج)، ومهمته فقط المشاركة في بعض الاجتماعات السياسية.
وسبق واعترف فايز السراج بالأمر نفسه ضمنيا خلال مقابلة مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، قائلا:"نحن لا نتردد في التعامل مع أي طرف في مساعدتنا لدحر هذا الاعتداء بأي طريقة كانت"، وذلك في رده على سؤال عن الاستعانة بمرتزقة سوريين.
الحظر الجوي ضرورة
ويرى اللواء المبروك الغزوي آمر مجموعة عمليات المنطقة الغربية بالجيش الليبي، أن إغلاق المجال الجوي لقاعدة معيتيقة العسكرية -المستخدمة في الطيران المدني- منع كوارث جوية محققة.
وتابع في تصريحات نقلها اللواء التاسع مشاة التابع للجيش الليبي على صفحته الرسمية، على العسكريين وأشباههم من قادة التشكيلات المسلحة ممن مازالوا في حكومة فايز السراج التأمل في تنصل وزير داخليته فتحي باشاآغا من مسؤولية جلب الإرهابيين السوريين وتحميلها لهم.
وتعجب الغزوي من ذلك قائلا: "وكأن هؤلاء هم من كان يجتمع مع مشغليهم الأتراك في أنقرة وليس هو -فتحي باشاأغا-".
اختراقات الهدنة
ويرى ناصر الهدار الباحث في الشأن العام أن أردوغان يكرر عاداته في نكث العهود كما حصل في سوتشي منذ عامين، حين وعد بسحب القوات التابعة له من إدلب خلال شهر، ولم يفعل.
وكان المجتمعون في مؤتمر برلين حول ليبيا 19 يناير/كانون الثاني الجاري تعهدوا بوقف إطلاق النار والالتزام بقرارات حظر التسليح، والتعهد بإخراج المرتزقة الأجانب من البلاد.
وأكد الهدار لـ"العين الإخبارية" أن القوات المدعومة من تركيا تناست أن التصريح الدولي في برلين للقوات المسلحة بمحاربة اﻹرهاب "جماعات وفرادى" لن يجعل القوات المسلحة مكتوفة الأيدي".
وأشار إلى أن الحل الأفضل للحد من التوغل التركي وخرق القرارات الأممية هو إعلان القيادة العامة بإغلاق مطاري مصراتة ومعيتيقة تماما كما فعل مع ميناءي الخمس ومصراتة.
ويرى ناصف الفرجاني المحلل السياسي الليبي أن هناك تطورا من بعض الأطراف الدولية في التخلص من بقايا داعش بنقلهم إلى ليبيا، خاصة أن أوروبا رفضت استقبال عدد كبير ممن يحملون جنسيات أوروبية.
ويرى الفرجاني في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن الحل الأمثل لوقف تدفق المرتزقة السوريين إما عقوبات يفرضها مجلس الأمن، وإما الحظر الجوي ضد المطارات والموانئ بطرابلس ومصراتة.
وأضاف الفرجاني أن مخرجات برلين غير قابلة للتطبيق عمليا؛ لأن قسما كبيرا من المليشيات غير خاضع للسراج، بل إن السراج واقع تحت ابتزازها، لها ولاءات عقدية مختلفة.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان كشف، الأحد، عن أن عدد المرتزقة السوريين الموالين لأنقرة الذين وصلوا إلى العاصمة الليبية طرابلس، ارتفع إلى نحو 2400 مسلح.
وأشار إلى أن عمليات التجنيد مستمرة في المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا شمال سوريا، مؤكداً أن "تركيا تريد نحو 6000 مرتزق سوري في ليبيا".