ملابس قدماء المصريين.. 9 شهور لحياكة قطعة واحدة لتوت عنخ آمون
متحف بتري للآثار المصرية في العاصمة البريطانية لندن يحتفظ بأقدم ثوب عُثِر عليه بين بقايا لملابس ترجع لعصور مصر القديمة.
شكّل النسيج وحياكة الملابس إحدى الصناعات المهمة للغاية في مصر القديمة، وكان التيل هو المادة الوحيدة التي استخدمها قدماء المصريين في صنع ملابسهم، ونادراً ما استُعمِل الجلد والألياف المنسوجة في الملابس.
وقال الدكتور منصور النوبي، العميد الأسبق لكلية الآثار بمدينة الأقصر التاريخية في صعيد مصر، إنَّ قدماء المصريين تركوا على جدران مقابرهم نقوشاً ورسوماً لعمليات جمع محصول الكتان، إلى جانب زراعة الحبوب وحصادها.
وصُنِعت أقدم أنواع النول لنسج الكتان بطريقة بسيطة، ثم تطورت في عصر الدولة الحديثة، وكما برع قدماء المصريين في النسج، برعوا أيضاً في استعمال الصبغات النباتية لتلوين القماش والخيوط.
وأضاف النوبي: "شهدت مصر القديمة نسج وحياكة منسوجات وملابس منتجة بأدوات بسيطة، وقد عُثِر على مغازل وقطع من المنسوجات تعود للعصر الحجري الحديث بمصر".
واستعمل قدماء المصريين الكتان لصنع الثياب والمفروشات والأربطة الطبية وحتى أكفان الموتى.
وفي عام 550 قبل الميلاد، قدّم الملك أحمس الثاني للمعابد الإغريقية مجموعة من الملابس المزركشة والملونة، وكانت مزخرفة بالقطن، وهو أقدم استخدام للقطن في التاريخ.
ويحتفظ متحف بتري للآثار المصرية في العاصمة البريطانية لندن بأقدم ثوب عُثِر عليه بين بقايا لملابس ترجع لعصور مصر القديمة.
ووفق علماء المصريات، فإن هذا الثوب هو أقدم ثوب باق في العالم، وقد تمت حياكته من الكتان، وبه بعض الثنيات، ويصلح لأن يرتديه طفل كبير، إذ يرجع لعام 2800 قبل الميلاد، وقد اكتشف في الفيوم عام 1977.
وعثرت بعثة مشتركة من جامعتي هانوفر وبرلين، داخل مقبرة ترجع للأسرة الـ12 الفرعونية بمنطقة سقارة، على ثوب يخص طفلة تدعى "نيوتي" وتفصيلة الثوب مع القميص، إضافة إلى الصديري المنفصل بفتحة على شكل حرف (V) يجعله يشبه الثوب الضيق، الذي كان بمثابة الزي النموذجي للفتيات من الدولة القديمة، وحتى منتصف عهد الأسرة الـ18 في مصر القديمة.
وأشار علماء المصريات إلى أنّ هذا الثوب جرت حياكته لترتديه الفتاة "نيوتي" في الحياة الأخرى، وللثوب أربطة رقيقة عند العنق.
وهناك بردة طفل خاصة بالملك توت عنخ آمون، وهي من مقتنيات متحف فيكتوريا وألبرت في بريطانيا، وتحمل البردة تاريخ السنة السابعة من حكم الملك إخناتون، ومصنوعة من الكتان المغزول غزلاً دقيقاً ونسيجها منتظم، وجرى تلوينها باللون الأبيض الصافي، وقال خبراء الآثار إنّ عمل تلك البردة استغرق 9 أشهر لتليق بأمير جليل المقام، والذي صار ملكاً فيما بعد.
وبحسب كتابات علماء المصريات، فقد عثر المستكشف البريطاني هوارد كارتر مكتشف مقبرة الملك توت عنخ آمون، على صندوق ملابس للملك، وجد به ثياب أطفال كثيرة، بينها 50 رداء وشالا وأحزمة وأوشحة وقمصان وقفازات وباروكات، بتنفيذ دقيق ومتقن، وكل تلك الملابس يبدو أنها لم تستخدم من قبل.
وحظيت الملابس في مصر القديمة، وما ارتبط بها من صناعات وحرف باهتمام كبير من قبل خبراء الآثار وعلماء المصريات، منذ ظهور ما بات يعرف بعلم المصريات وحتى اليوم.
وفى إطار هذا الاهتمام بالمنسوجات المصرية القديمة، نظم متحف النسيج المصري بالقاهرة اعتباراً من الأحد معرضاً للآثار المؤقتة تحت عنوان "أطفال المجد" ويضم المعرض مجموعة من ملابس الأطفال في مصر على مر العصور بعضها يعرض لأول مرة.
aXA6IDEzLjU4LjIwMC4xNiA= جزيرة ام اند امز