الإفريقي التونسي.. أزمات لا تتوقف من الملاعب إلى الشوارع
ساعة تلو الأخرى تزداد أزمات نادي الأفريقي، أحد عمالقة كرة القدم العربية والتونسية، في ظل تراجع نتائج الفريق الكروي مؤخرا.
واشتعلت ثورة غضب بين جماهير الأفريقي على مدار الأشهر الماضية، بصور مختلفة كان آخرها محاولة الاعتداء على مقر اتحاد كرة القدم التونسي.
وشهد يوم السبت، القبض على 272 مشجعا من جماهير الإفريقي، إثر احتجاجهم أمام مقر اتحاد الكرة المحلي، ومطالبة مسؤوليه بالتدخل لحل أزمة ناديهم المالية.
الجماهير حاولت الاعتداء على مقر الاتحاد ورشقه بالحجارة، مما اضطر قوات الامن التونسية للتدخل الفوري وإلقاء القبض على العناصر المتسببة في حالة الفوضى.
ويعيش الأفريقي، الذي تأسس عام 1920، أزمة مالية خانقة منذ رحيل رئيسه الأسبق سليم الرياحي في 2017، مما سلبا على نتائجه وهو الفائز بأول لقب لدوري أبطال افريقيا في تاريخ بلاده عام 1991.
ويعد الرياحي سياسيا تونسيا بارزا ترشح للانتخابات الرئاسية عام 2014، وكان رئيسا لحزب الاتحاد الوطني الحر قبل حله، وغادر البلاد باتجاه فرنسا إثر ورود قضايا تهرب ضريبي وغسيل أموال ضده مطلع عام 2019.
عملية القبض على عدد من جماهير الأفريقي جاءت إثر عمليات الشغب التي قاموا بها أمام اتحاد الكرة، مما اعتبرته قوات الشرطة تهديدا للأمن العام، وفق ما صرح به مصدر لـ "العين الإخبارية".
ورافقت عمليات القبض موجة دعم كبيرة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تطالب هشام المشيشي رئيس الحكومة التونسية، بإطلاق سراح الجماهير.
وفي هذا الإطار، نشر الكاتب التونسي ماجد بهاء الدين تدوينة عبر حسابه الرسمي بموقع "فيس بوك" قال فيها: "أتمنى ان يتم تجاوز أزمة إيقاف جماهير النادي الإفريقي في أقرب الآجال لأسباب إنسانية ورياضية".
وتابع: "ثقتنا كبيرة في سلطاتنا الأمنية و القضائية الموقرة في تفهم أسباب غضب هذه الجماهير، ومراعاة الوضع الاستثنائي الذي يعيشه البلد، وأيضا مراعاة الحالة النفسية لعائلات هؤلاء المشجعين".
من جهته ذكر الإعلامي التونسي فطين بن حفصية أن "الشخصيات التي ترأست النادي الأفريقي خلال السنوات الأخيرة، لم تكن في مستوى وحجم طموحاته".
وكتب: "لما كان الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة يستقبل فتحي زهير (أحد الرؤساء السابقين للنادي) لإخباره بإمكانية توليه وزارة العدل، أتت الإجابة بالقول (إن رئاسة النادي الأفريقي أكبر مما تسند سيدي الرئيس)".
وأردف: "الحذر كل الحذر من المعالجة الأمنية لأصل المشكلة رغم خطأ البعض".
وبلغت ديون النادي أكثر من 10 مليون دولار، حسب تصريحات عبدالسلام اليونسي رئيس مجلس الإدارة، مما جعل الفريق ممنوعا من الانتدابات الخارجية على إثر عقوبات أصدرها الاتحاد الدولي لكرة القدم في حقه.
يذكر أن جماهير الأفريقي تنفذ منذ قرابة أسبوعين اعتصاما مفتوحا أمام مقر النادي بالعاصمة تونس، تطالب باستقالة رئيس مجلس الإدارة ومحاسبة كل المقصرين.
aXA6IDM1LjE3MC44MS4zMyA= جزيرة ام اند امز