من روما إلى أبوظبي.. كيف تطورت فكرة كأس العالم للأندية في 113 عاما؟
تستعد العاصمة الإماراتية أبوظبي لاستضافة بطولة كأس العالم للأندية، خلال الفترة بين 3 و12 فبراير/ شباط المقبل.
وتقام النسخة المقبلة من بطولة كأس العالم للأندية بمشاركة أبطال القارات الـ6k وهم تشيلسي الإنجليزي وبالميراس البرازيلي والأهلي المصري والهلال السعودي ومونتيري المكسيكي وبيراي الهاييتي، بجانب الجزيرة الإماراتي ممثل الدولة المضيفة.
فكرة الـ113 عاما
بحسب رواية الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، فإن محاولة إقامة كأس العالم للأندية بدأت في عام 1909، أي قبل ما يزيد عن 100 عام، وقبل التفكير حتى في تدشين كأس العالم للمنتخبات.
وكانت كأس السير "توماس ليبتون" هي أول بطولة دولية يشارك فيها فرق من عدة بلدان، حيث أقيمت بين عامي 1909 و1911 في مدينة تورينو الإيطالية، وتنافست فيها أندية إنجليزية وألمانية وسويسرية وإيطالية، وكان فريق وست أوكلاند الإنجليزي للهواة، أول من توج باللقب.
بدأ الفيفا التفكير في إقامة بطولة عالمية للأندية مطلع خمسينيات القرن الماضي، وبعد ذلك أقيمت عدة بطولات حول العالم لكنها لم تأخذ الطابع الرسمي، وغلب عليها الجانب الودي، وتحديدا في البرازيل ودول لاتينية أخرى.
بطولة إنتركونتيننتال
تعد بطولة إنتركونتيننال أول محاولة ناجحة لإقامة بطولة عالمية للأندية، وعلى الرغم من أنها كانت تقام بمشاركة فريقين فقط كل عام، لكنها استمرت لسنوات طويلة، وأقيمت باستمرار بين عامي 1960 و2004، وكانت تجمع بين بطلي دوري أوروبا وكوبا ليبرتادوريس (أمريكا الجنوبية).
ورغم الانتقادات التي تعرضت لها البطولة على مدار تاريخها، وعدم اعتراف الفيفا بتتويج الفائز بها بلقب بطل العالم بسبب غياب مشاركة بقية القارات، لكن تلك البطولة كانت السبب وراء انطلاقة كأس العالم للأندية بشكلها الحالي.
في السنوات التي شهدت تنظيم بطولة إنتركونتيننتال، وتحديدا عام 1973، تطوعت صحيفة "ليكيب" الفرنسية برعاية كأس عالم للأندية بين أبطال 4 قارات هي أوروبا والأمريكتين الجنوبية والشمالية بجانب أفريقيا.
لقى الاقتراح أصداء واسعة، وكان من المحتمل أن تُقام البطولة في باريس بين سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين أول 1974، لكن رد الفعل السلبي للأندية الأوروبية تسبب في إجهاض الفكرة.
وحاولت الصحيفة الفرنسية مرة أخرى في عام 1975، لكن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" رفض الاقتراح مرة أخرى.
ظهور كأس العالم للأندية
في عام 1993 اقترح سيلفيو بيرلسكوني رئيس نادي ميلان الأسبق، فكرة لإقامة بطولة كأس العالم بشكلها الحالي، على المجلس التنفيذي للفيفا، الذي وافق بعد سنوات من الدراسة، وقرر أن تستضيف البرازيل النسخة الأولى في 1999، قبل أن يتم تأجيلها للعام التالي.
وبذلك ظهرت كأس العالم للأندية بشكلها الحالي لأول مرة في عام 2000 بدعم من جوزيف بلاتر رئيس الفيفا وقتها، لكن لم يكن استكمال البطولة أمرا سهلا، حيث ألغيت النسخة الثانية التي كانت من المقرر أن تقام في إسبانيا 2001، بسبب انهيار شركة التسويق الرياضي الشريكة للفيفا.
كما اصطدمت نسخة عام 2003 بعدم اكتمال التحضيرات، قبل أن تعود البطولة وتستمر بشكل دائم منذ عام 2005، من بوابة اليابان.
إنجاز دولة الإمارات
يمكن النظر لما قدمته دولة الإمارات، بوصفه أحد أهم أسباب نجاح ودعم البطولة خلال السنوات الأخيرة، فقد كانت أبوظبي أول مدينة تحتضن البطولة خارج اليابان، التي أقيم فيها المونديال بين عامي 2005 و2008.
واحتضنت أبوظبي البطولة عامي 2009 و2010، ثم عادت إليها في نسختي 2017 و2018، والآن تعود مجددا في النسخة المقبلة، بعد اعتذار اليابان عن عدم استضافتها.
وبذلك، تصبح أبوظبي ثاني أكثر مدينة في العالم تحتضن هذا الحدث االكروي الكبير بواقع 5 مرات، وتمنحها دعما كبيرا وسط ظروف جائحة فيروس كورونا المستجد، حيث لم يجد "فيفا" مكانا أكثر مثالية منها لإقامة البطولة في هذا التوقيت.
aXA6IDMuMTMzLjE0OC43NiA= جزيرة ام اند امز