اصطدام التحالف والنظام السوري في دير الزور يخلخل الهدنة "الهشة"
جبهة دير الزور تشهد حالة اصطدام عسكري بين روسيا وأمريكا، وتترك أسئلة بشأن الهدنة السورية "الهشة" أصلاً.
شهدت جبهة دير الزور، شرق سوريا، حالة اصطدام عسكري قتلت فيها قوات التحالف الدولي ضد داعش أكثر من 60 جندياً للنظام السوري بالقرب من مطار ثردة العسكري.
وفي الوقت الذي نفى فيه الجيش الأمريكي أي نية للتحالف في قصف قوات الأسد وقد يكون عن طريق الخطأ، إلا أن "سوء التفاهم" هذا، إن جاز التعبير، اعتبره مراقبون بداية لحالات أخرى شبيهة ستتكرر مستقبلاً، في ظل تحويل سوريا إلى ساحة لتصفية الصراعات وضياع البوصلة العسكرية في الكثير من الجبهات.
وكانت قوات النظام قد سيطرت على جبل ثردة في محيط مطار دير الزور، إلا أن التحالف باغتها بقصف، ثم سيطر تنظيم داعش على الجبل، وسط أنباء عن عودة النظام إلى السيطرة عليها.
ويرى مراقبون أن هذه الهجمات تزامنت مع الاتهامات المتبادلة بين واشنطن وموسكو بخصوص الحفاظ على وقف إطلاق النار الذي أُعلن عنه مع حلول عيد الأضحى، فيما قد يزيد تصعيد التحالف في دير الزور من حدة الخلافات السياسية والعسكرية بين حليفي النظام السوري والمعارضة، روسيا وأمريكا.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد انتقدت قصف التحالف، مؤكدةً أنه "إذا كانت الضربات قد نُفذت بطريق الخطأ فهذا دليل على رفض واشنطن المتصلب التشاور مع روسيا بشأن عملياتها العسكرية في سوريا".
وعلى الرغم من أن الهدف المشترك لروسيا وأمريكا هو تنظيم داعش، إلا أن جبهة دير الزور بحد ذاتها كانت بعيدة نوعاً ما عن ضربات التحالف، الذي ركز عملياته في مناطق أخرى مثل منبج وتل أبيض والحسكة وغيرها، أما روسيا فتركز على جبهة النصرة والجبهات القريبة من العاصمة دمشق ووسط سوريا.
ويؤكد مراقبون أن ضربة التحالف للنظام السوري ستكون السبب في خلخلة الهدنة "الهشة" أصلاً، وستفتح جبهات أخرى جديدة، خصوصاً أن عطلة العيد انتهت.
aXA6IDE4LjExOC4wLjQ4IA==
جزيرة ام اند امز