الاحترار العالمي وأسماك السواحل.. تفاعل غريب يسرع تحرك البشر
مع تغير البيئة المحيطة، تتفاعل الكائنات الحية مع بعضها بطرائق مختلفة، وهذا ما حصل مع أسماك السواحل مع الاحترار العالمي.
في ظل التغيرات المناخية الحاصلة على الأرض، تتأثر جميع المخلوقات تقريبًا بشكل ما، ومن ضمن الكائنات المتأثرة، أسماك السواحل، الأمر الذي شغل شاغل فريق بحثي من جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا في اليابان، فأخذوا يطورون تقنية جديدة تساعدهم في فهم كيفية تفاعل الأسماك الساحلية مع بعضها في ظل التغيرات المناخية. وتوّصل الفريق البحثي إلى وجود علاقة إيجابية بين درجة الحرارة وقوة التفاعل بين الأسماك من نفس النوع، بينما تختلف درجة التفاعل بين الأسماك من الأنواع المختلفة. ونشروا ما توّصلوا إليه في دورية «إي لايف» (eLife) نهاية 2022.
الحمض النووي البيئي
عند حركة الكائنات المائية في الماء؛ فمن المحتمل أن تترك بعض الآثار، مثل خلايا الجلد أو الفضلات أو سوائل الجسم، هذه المواد تحتوي على مواد وراثية يمكن للعلماء من خلالها تحديد الأنواع الموجودة ومدى تنوعها بدقة. ويستخدم الباحثون هذه العينات ويستخرجون منها عينات الحمض النووي البيئي (eDNA)، ومن ثم يبدأون العمل عليها.
جمع الباحثون العينات مرتين في الشهر لمدة عامين من 11 موقعًا ساحليًا في جنوب شبه جزيرة بوسو في اليابان. تتميز هذه المنطقة بوجود تدرج في درجات الحرارة، ما يساعد في التحقيق الجيد في تأثيرات درجات الحرارة المختلفة على تفاعلات الأنواع. واستخدموا العينات في تجميع بيانات استقلاب الحمض النووي البيئي لتلك الأسماك الساحلية.
حسنًا، لتبسيط الفكرة، تعمل عملية استقلاب الحمض النووي البيئي على تحديد أنواع الأسماك الموجودة في عينة الحمض النووي البيئي؛ فوجود أكثر من نوع، يعني وجود تفاعل بين تلك الأنواع بشكل ما. ومن خلال البيانات، توصل الباحثون إلى نتائجهم.
تأثيرات مختلفة
وجد العلماء أنّ الارتفاع في درجات الحرارة يؤثر على قوة تفاعل الأسماك فعلًا، واتضح أنّ الأسماك من نفس النوع أو المجتمع، تزداد قوة التفاعل بينها، تمامًا مثلما يحصل بين الأنواع في النظم البيئية الأخرى، بينما، تقل قوة التفاعل بين الأسماك من الأنواع المختلفة.
يرى الباحثون أنّ فهم التفاعلات بين الأسماك، قد يساعد البشر في اتخاذ إجراءات فعّالة فيما يتعلق بالأسماك النادرة أو المهمة تجاريًا؛ خاصة أنّ تحليل استقلاب الحمض النووي البيئي هذا، يساعدنا في تقدير أنواع الأسماك الموجودة، ودرجة تفاعلها، وما هي الأنواع التي تتفاعل مع بعضها. أيضًا تعزز فهمنا للتفاعلات الحاصلة بين الأنواع، مثل: التفاعلات بين الفريسة والمفترس أو العلاقات التنافسية والتعايشية والتبادلية، وهكذا.