دفعت تونس ثمنا باهظا للتغير المناخي وتداعياته التي نالت من 60%، من محصول القمح في البلاد ودفعتها إلى شفا أزمة غذائية حادة.
وكشفت وزارة الزراعة التونسية أنه تم تجميع 2.7 مليون قنطار من الحبوب خلال موسم 2023، منها حوالي 98% من القمح الصلب، مسجلة بذلك انخفاضا بنسبة 60% مقارنة بالموسم الماضي الذي بلغ الإنتاج فيه 7.5 مليون قنطار.
وبيّنت وزارة الزراعة، في بيان لها، أن محافظة بنزرت شمالي البلاد، احتلت المرتبة الأولى بنسبة 35% تليها باجة (شمال غربي) بـ25% والقيروان (وسط) بـ14% وجندوبة (شمال غربي) بـ11.5%.
فيما تم تسجيل تراجع كبير في كميات الحبوب المجمعة بمحافظات سليانة والكاف (شمال غربي) وزغوان (شمال شرقي) مع تجميع كميات مهمّة بمحافظتي سيدي بوزيد وقفصة (وسط).
واعتبرت وزارة الزراعة أن انحباس الأمطار خلال أهم مراحل نمو الحبوب أثّر سلبا على الإنتاج، وأن نزول كميات أمطار خلال أوائل شهر يونيو/حزيران 2023 أثر سلبا على جودة الحبوب.
وأقرت وزارة الزراعة برنامجا يقضي بتوفير 700 ألف قنطار من البذور خلال الموسم الفلاحي 2024/2023، وتكوين مخزون احتياطي في حدود 500 ألف قنطار من القمح الصلب المراقب لتأمين حاجيات البذور للموسم الفلاحي 2025/2024.
كما أقرت وزارة الزراعة زيادة في أسعار الحبوب عند الإنتاج، كما أقرت تعويضات عن الأضرار المسجلة وجدولة الديون.
وأجبر المحصول الضعيف سلطات تونس على توسيع رقعة الاستيراد لتأمين احتياجات السوق من القمح اللين الموجه لصناعة الخبز والقمح الصلب والشعير الموجه لصناعة العلف.
ويرى الخبير الاقتصادي التونسي علي الصنهاجي أن هذه الأرقام ضعيفة جدا ستضاعف حجم استيراد الحبوب في وقت تعاني فيه البلاد من شح في السيولة.
وأكد في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن استهلاك تونس من الحبوب يبلغ 3.4 مليون طن موزعة بين 1.2 مليون طن لكل من القمح الصلب والقمح اللّين، ومليون طن شعير.
وأشار إلى أن وزارة الزراعة كانت تخطط لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح الصلب بداية من عام 2023 بإنتاج 1.2 مليون طن، وذلك عبر تحفيز الإنتاج من خلال رفع ربحية القطاع وزيادة أسعار الحبوب عند الشراء من المنتجين المحليين لكن التغيرات المناخية أحبطت هذه المخططات لتضعها أمام تحدي توفير الغذاء.
وأكد أن تونس ستجد نفسها أمام فاتورة واردات حبوب باهظة ومكلفة جداً، نتيجة هذا المحصول الهزيل في أضعف حصيلة تعرفها تونس في العشرين عاماً الأخيرة.
وزاد "هذه المحاصيل أغلبها لن يتوجه للغذاء وإنما سيتم تخصيصه كبذور لتأمين الموسم المقبل 2024/2023".
وأكد أن تونس ستجد نفسها أمام صعوبات كبيرة لتوفير الحبوب في ظرف عالمي أنهكه النزاع الروسي الأوكراني.