"كوبورج".. شاهد على نوايا إيران لعرقلة مفاوضات فيينا
يبدو أن إيران ذهبت إلى مفاوضات فيينا دون أن تنتوي فتح أفاق جديدة مع المجتمع الدولي بشأن الاتفاق النووي والذي انسحبت منه واشنطن.
فقبل ساعات من انطلاق المفاوضات والتي تمثل الأولى في عهد الرئيس الإيراني المتشدد إبراهيم رئيسي بفندق "كوبورج" بالعاصمة النمساوية، استبقت طهران تلك الجولة السابعة في إطار هذه المفاوضات بالتنصل من التزاماتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، في مؤتمر صحفي الإثنين، إن بلاده "لم تتفق مع رافائيل غروسي مدير الوكالة على مواصلة التعاون ومراقبة الأنشطة النووية".
وأضاف زاده: "جاءت زيارة رافائيل غروسي، إلى إيران في سياق العلاقات الثنائية، وهذه المحادثات كانت غير مكتملة ولم نتوصل إلى اتفاق نهائي".
والشهر الجاري زار غروسي إيران وأكد خلال تصريحاته في طهران أن مؤسسته تحاول "توجيه البرنامج النووي بطريقة تخدم توفير الطاقة النظيفة، واتفقنا على مواصلة العمل للتوصل لشفافية والاستمرار في ذلك".
وجاءت الزيارة في محاولة من غروسي لدفع إيران نحو السماح لمفتشي الوكالة بمراقبة المواقع النووية بعد أن أوقفت إيران كاميرات الوكالة في موقع تعرض لانفجار في يونيو/حزيران الماضي.
تصريحات المسؤول الإيراني التي استبقت وصول وفد بلاده إلى أروقة المفاوضات، لم تكن الوحيدة التي تكشف نوايا إيران الغير جادة لإنهاء الخلاف الدولي بشأن اتفاق 2015، حيث ومع انطلاق المفاوضات، طالبت طهران برفع جميع العقوبات بشكل يمكن التحقق منه، مع استئناف المحادثات مع القوى العالمية بهدف إحياء الاتفاق النووي.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في بيان صدر قبيل بدء المحادثات: "الولايات المتحدة ما زالت لا تفهم بشكل صحيح حقيقة أنه لا مجال للعودة للاتفاق دون رفع جميع العقوبات التي فُرضت على إيران بعد انسحاب الولايات المتحدة، وذلك بشكل فعال ويمكن التحقق منه".
وأضاف عبد اللهيان: "عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي لا معنى لها دون ضمانات بعدم تكرار التجربة المريرة الماضية". وأضاف "هذه الفرصة ليست نافذة مفتوحة للأبد".
وتوقفت المفاوضات النووية عند الجولة السادسة في 20 يونيو/حزيران الماضي بطلب من إيران، فيما يترقب المجتمع الدولي الجولة الجديدة، وسط مخاوف من قرب طهران امتلاك سلاح نووي.
وكان من المفترض أن يقيد اتفاق 2015 بشكل جذري برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها لكن الولايات المتحدة انسحبت بشكل أحادي من الاتفاق عام 2018، وأعادت فرض العقوبات، متهمة طهران بالسعي لامتلاك أسلحة ذرية تحت ستار برنامج نووي مدني.
مؤخرا، أكدت بريطانيا وإسرائيل، في مقال مشترك لوزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس ووزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد بصحيفة تليجراف، أنهما ستعملان معا لمنع تحول إيران إلى قوة نووية.
وأكدا أن بريطانيا وإسرائيل "ستعملان ليلا ونهارا" للحيلولة دون أن تصبح إيران قوة نووية، فيما وصفت واشنطن على لسان عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور الجمهوري جيم ريش، محادثات إحياء الاتفاق النووي مع إيران، بأنها "مضيعة للوقت".
وجاءت تصريحات جيم ريش قبل أيام من بدء الجولة الجديدة من المحادثات، قائلا إن "مثل هذا الاتفاق (الاتفاق النووي)، ليس من شأنه أن يمنع إيران من السعي للحصول على سلاح نووي".
aXA6IDE4LjIyNi4yNDguODgg جزيرة ام اند امز