بعد رحيل بطل "بلاك بانثر".. كل ما تريد معرفته عن سرطان القولون
سرطان القولون يبدأ عندما تحدث تغيرات (طفرات) في الحمض النووي للخلايا السليمة في القولون، إذ تنمو هذه الخلايا وتنقسم بطريقة منظمة
استسلم الممثل العالمي تشادويك بوسمان، بطل فيلم "بلاك بانثر"، للموت بعد 4 سنوات من الصراع مع مرض سرطان القولون الذي أصابه في عام 2016، عندما شخص في المرحلة الثالثة من الورم وظل المرض يتقدم حتى وصل في النهاية إلى المرحلة الرابعة.
ورغم أن سرطان القولون عادة ما يصيب كبار السن، فإنه يمكن أن يصيب أي إنسان في أي عمر، ونستعرض في التقرير التالي أهم المعلومات عن كيف تنشأ الخلايا السرطانية وأسباب الإصابة بالمرض وطرق الوقاية وفقا لعدد من المواقع الطبية العالمية.
طبيعة المرض
وبحسب موقع "مايو كلينك" Mayo Clinic الطبي، فإن هذا النوع من السرطانات يبدأ في الأمعاء الغليظة (القولون) وهو الجزء الأخير من الجهاز الهضمي، ويأخذ شكل كتل صغيرة غير سرطانية من الخلايا تسمى "الأورام الحميدة"، لكن بمرور الوقت قد تتحول إلى أورام خبيثة.
ويُطلق على هذا النوع من الأورام أحيانا اسم "سرطان القولون والمستقيم"، عندما تبدأ الإصابة من المستقيم، ويوصي الأطباء بإجراء اختبارات منتظمة للوقاية من المرض عن طريق تحديد وإزالة الأورام الحميدة قبل أن تتحول إلى سرطان خبيث.
وبشكل عام، يبدأ سرطان القولون عندما تحدث تغيرات (طفرات) في الحمض النووي للخلايا السليمة في القولون، إذ تنمو هذه الخلايا وتنقسم بطريقة منظمة للحفاظ على عمل الجسم بشكل طبيعي، لكن عندما يتلف الحمض النووي للخلية ويصبح سرطانيًا تستمر الخلايا في الانقسام وتتراكم حتى تشكل ورما.
ومع مرور الوقت، تدمر الخلايا السرطانية الأنسجة الطبيعية القريبة، وقد تنتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم لتكوين رواسب هناك (ورم خبيث).
الأعراض
علامات الإصابة بسرطان القولون عديدة وإن لم تجتمع في حالة واضحة، كذلك لا يعاني أغلب المصابين من أعراض في المراحل المبكرة من المرض، وأيضا عندما تظهر الأعراض من المحتمل أن تختلف اعتمادا على حجم وموقع الورم في الأمعاء الغليظة.
ومن أشهر أعراض هذا النوع من السرطان ما يلي:
- تغيير مستمر في عادات الأمعاء، سواء بالتنوع بين الإسهال أو الإمساك أو تغيير قوام البراز.
- نزيف في المستقيم أو دم في البراز.
- الانزعاج المستمر في البطن، مثل التشنجات والغازات أو الألم.
- شعور بأن الأمعاء لا تفرغ تماما.
- ضعف أو تعب.
- فقدان الوزن غير المبرر.
الأسباب وعوامل الخطر
نقل موقع "مايو كلينك" عن الأطباء المختصين قولهم إن العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون تتضمن الآتي:
- كبار السن
يمكن تشخيص سرطان القولون في أي عمر، لكن غالبية المصابين بالمرض تزيد أعمارهم على 50 عاما، ومؤخرا تزايدت معدلات الإصابة بهذا النوع من الأورام لمن هم أقل من هذا العمر لكن الأطباء غير متأكدين من السبب.
- العرق الأمريكي الأفريقي
الأمريكيون من أصل أفريقي لديهم مخاطر أكبر للإصابة بسرطان القولون مقارنة بالأجناس الأخرى.
- تاريخ شخصي
إذا كنت مصابا بالفعل بسرطان القولون أو زوائد القولون غير السرطانية، فأنت أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون مستقبلا.
- أمراض الأمعاء الالتهابية
يمكن أن تزيد الأمراض الالتهابية المزمنة للقولون، مثل التهاب القولون التقرحي ومرض كرون من خطر الإصابة بسرطان القولون.
- المتلازمات الموروثة
يمكن لبعض الطفرات الجينية التي تنتقل عبر أجيال من عائلتك أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون بشكل كبير، لكن في المجمل ترتبط نسبة صغيرة فقط من سرطانات القولون بالجينات الموروثة.
والمتلازمات الوراثية الأكثر شيوعًا التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون هي داء البوليبات الغدي العائلي (FAP) ومتلازمة لينش التي تُعرف أيضًا باسم سرطان القولون والمستقيم الوراثي (HNPCC).
- تاريخ عائلي
ستكون أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون إذا كان لديك قريب بالدم مصاب بالمرض، وإذا كان أكثر من فرد من العائلة مصابًا بسرطان القولون أو سرطان المستقيم.
- نظام غذائي غير صحي
قد يصاب الشخص بهذا النوع من السرطانات نتيجة النظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة منخفضة من الألياف وعالي الدهون والسعرات الحرارية.
- أسلوب حياة مستقر
الأشخاص غير النشطين أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون، إذ تقلل ممارسة النشاط البدني المنتظم من خطر الإصابة بسرطان القولون.
- داء السكري
يعاني الأشخاص المصابون بمرض السكري أو مقاومة الأنسولين من زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون.
- السمنة والبدانة
الأشخاص الذين يعانون من السمنة أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون وزيادة خطر الوفاة بسرطان القولون بالمقارنة مع الأشخاص الذين يتمتعون بوزن طبيعي.
- التدخين
قد يكون الأشخاص الذين يدخنون أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون.
- كحول
يزيد الاستخدام المفرط للكحول من خطر الإصابة بسرطان القولون.
- العلاج الإشعاعي للسرطان
العلاج الإشعاعي الموجه إلى البطن لعلاج السرطانات السابقة يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون.
الوقاية
وفقا لموقع "سي إن إن هيلث"، فإن سرطان القولون والمستقيم يعد ثالث أخطر أنواع السرطانات المميتة بين الرجال والنساء في الولايات المتحدة، بعد سرطان الرئة والبروستاتا لدى الرجال، والرئة والثدي لدى النساء.
ويمكن الوقاية من هذا الورم الخبيت باتباع الآتي:
- الفحص المبكر
ينصح الأطباء الأشخاص المعرضين لخطر متوسط للإصابة بسرطان القولون بالتفكير في سن 50 عاما تقريبًا، لكن الأشخاص المعرضين لخطر متزايد مثل أولئك الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون، يجب أن يفكروا في إجراء الفحص عاجلاً.
- تغيير نمط الحياة
يمكنك اتخاذ خطوات لتقليل خطر الإصابة بسرطان القولون عن طريق إجراء تغييرات في حياتك اليومية، من بينها تناول مجموعة متنوعة من الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة وشرب الكحول باعتدال والتوقف عن التدخين وممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة معظم أيام الأسبوع والحفاظ على وزن صحي.
- الأدوية
الوقاية من سرطان القولون للأشخاص المعرضين لخطر كبير يمكن أن تكون عبر تناول بعض الأدوية التي تقلل خطر الإصابة بالزوائد السرطانية أو سرطان القولون.
ضحايا جدد
جمعية السرطان الأمريكية كشفت في تقرير أصدرته مارس/آذار تزايد حالات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بين الشباب، موضحة أن نصف التشخيصات الجديدة لأشخاص تبلغ أعمارهم 66 عامًا أو أقل.
وأوصت الجمعية الأمريكية بإجراء فحص منتظم لسرطان القولون والمستقيم في سن 45، بينما لا تزال المنظمات الصحية الأخرى في الولايات المتحدة توصي بالفحص الروتيني بدءا من سن 50.
وفقا لأحدث البيانات المتاحة التي أجريت في عام 2017 بالولايات المتحدة، فإن هناك نحو 547 ألفا و52 شخصا توفوا بسبب سرطان القولون والمستقيم.
ووجدت جمعية السرطان الأمريكية أن متوسط عمر الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان القولون والمستقيم كان 72 حالة في عام 1989، وظل على هذا النحو حتى أوائل القرن الحادي والعشرين ثم انخفض إلى 66 بحلول عام 2016.
عرف العلماء أن حالات سرطان القولون والمستقيم كانت تزداد في الفئات العمرية الأصغر، لكنهم فوجئوا بمدى سرعة حدوث ذلك.
علاج حديث
كشفت دراسة حديثة أن أدوية علاج الضعف الجنسي مثل "الفياجرا" تقلل من مخاطر الوفاة بسرطان القولون والمستقيم.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل"، وجد الباحثون أن هذه العقاقير قللت من خطر الوفاة المبكرة لدى مرضى سرطان القولون بنحو 20%، حيث يعتقد أن لها خصائص مضادة للالتهابات والقدرة على تثبيط الأورام.
وكان بحث آخر أجري عام 2017، وجد أن أدوية الضعف الجنسي قادرة على منع نمو الورم لدى الفئران وتثبيط نشاط جين يسمى PDE5A.
وخلال فترة متابعة استمرت 4 سنوات، توفي 10.2% فقط من المرضى بسبب سرطان القولون والمستقيم، بين أولئك الذين تناولوا عقارا مضادا للضعف الجنسي، مقارنة بـ17.5% بين أولئك الذين لم يأخذوا العقار.
وتبين أن الرجال المصابين بسرطان القولون، والذين تناولوا أدوية لعلاج الضعف الجنسي وخضعوا لعملية جراحية، أقل عرضة بنسبة 39% للوفاة المبكرة من سرطان القولون وخطر الإصابة بالورم النقيلي بنسبة 31%.
ويعتقد الباحثون أن عقاقير الضعف الجنسي تمنع كبت المناعة، الذي يحدث غالبا بسبب السرطان.