مكافحة الاحتيال المالي.. جهود إماراتية فعّالة لتوفير منظومة مصرفية آمنة ومستدامة
أكد اتحاد مصارف الإمارات، فعالية الجهود التي تقوم بها دولة الإمارات في مكافحة الاحتيال المالي.
وذلك بدعم من المبادرات والتدابير التي ينفذها القطاع تحت توجيه وإشراف مصرف دولة الإمارات المركزي، الذي يتخذ خطوات استباقية لتطوير التشريعات والأنظمة وتوظيف التكنولوجيا المتقدمة بهدف الحد من حالات الاحتيال والكشف عنها.
جاء ذلك خلال مؤتمر مكافحة الاحتيال في الشرق الأوسط لعام 2023، الذي نُظم في دبي بحضور أكثر من 300 خبير ومتخصص من العاملين في هذا المجال، وشارك فيه اتّحاد مصارف الإمارات بصفة الشريك الاستراتيجي. وتأتي المشاركة في هذا المؤتمر السنوي الهام ضمن جهود الاتحاد لمساندة وتمكين البنوك الأعضاء لديه في بناء وتطوير نماذج أعمال تنافسية ومستدامة تدعم العملاء والتنمية الاقتصادية والاجتماعية عبر مكافحة الاحتيال وتوفير منظومة مصرفية ومالية آمنة وسلسة.
التأسيس لنظام مصرفي مزدهر ومستدام
ناقش المؤتمر، الذي نُظم بالتعاون مع جمعية مدققي مكافحة الاحتيال المعتمدين (ACFE)، أبرز التحديات والمواضيع التي تواجه القطاع المصرفي والمالي في التعامل مع الاحتيال، خاصة في العصر الرقمي الذي يشهد تنامياً ملحوظاً لمستوى وأنواع الاحتيال التي تشكل تهديداً للمؤسسات المالية والمصرفية ولعملائها من الأفراد والمؤسسات.
وتعتبر دولة الإمارات سباقة في الامتثال للتشريعات والنظم الخاصة بمكافحة الاحتيال وفي الجهود المبذولة في رفع مستوى الوعي حول مخاطر الاحتيال وتوفير التدريب والدعم لكافة العاملين في البنوك لتحسين معرفتهم ومهاراتهم في الوقاية من الاحتيال والكشف عنه.
وألقى جمال صالح، المدير العام لاتّحاد مصارف الإمارات، كلمة افتتاحية في المؤتمر، وقال: تأتي مشاركتنا في مؤتمر مكافحة الاحتيال في الشرق الأوسط ضمن جهودنا المستمرّة لإنشاء واستدامة نظام مصرفي مزدهر في دولة الإمارات؛ حيث يعد المؤتمر من أبرز الفعاليات المتخصصة للتعرف على ومناقشة أحدث التوجهات فيما يتعلق بمكافحة ورصد عمليات الاحتيال المالي، والتعاون مع الجهات المعنية في المنطقة وبقية أنحاء العالم.
تعزيز مسار التحول الرقمي والابتكار
وأوضح أن تركيز دولة الإمارات على التحول الرقمي والابتكار في اعتماد تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والقياسات الحيوية يسهم في تعزيز قدرات الكشف عن الاحتيال ومكافحته، كما تلعب منصة "تشارك"، والتي أسسها اتحاد مصارف الإمارات منصةً لمشاركة المعلومات وتحليلها، وهي تعد المنصة الأولى من نوعها في المنطقة، وتلعب دوراً فعالاً للمساعدة في اكتشاف المخاطر السيبرانية من خلال تبادل المعلومات بين المصارف الأعضاء في الاتحاد.
وأضاف المدير العام لاتّحاد مصارف الإمارات أن دولة الإمارات تتمتع بوضع ممتاز لتعزيز ريادتها في مكافحة الاحتيال من خلال الاستثمارات المستمرة في التكنولوجيا والتدريب والتعاون. وتسهم الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني في تعزيز المنظومة المتكاملة من خلال تنفيذ العديد من المبادرات وتقييم نتائجها وتطويرها وفقاً للمتغيرات العالمية.
وأطلق اتحاد مصارف الإمارات، تحت توجيهٍ وإشرافٍ من مصرف دولة الإمارات المركزي، عدة مبادرات لمكافحة الاحتيال والجرائم المالية، ويقوم بتنظيم الحملة الوطنية لمكافحة الاحتيال لتوعية العملاء بأفضل السبل لحماية معاملاتهم، بالإضافة إلى برامج التدريب والتأهيل المستمرة للعاملين في القطاع المصرفي والمالي. كذلك يقوم الاتحاد بنشر الوعي والتشجيع على تطوير وتبني حلول تقنية متطورة ومبتكرة لمكافحة الاحتيال والجرائم المالية مثل توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز قدرات الكشف عن الاحتيال.
وساهم اتحاد مصارف الإمارات في تطوير إطار عملٍ فعّال لضمان امتثال البنوك والمصارف عبر تحديد العناصر الرئيسية والضوابط وتقييم كفاءة وحدات الامتثال في البنوك العاملة في دولة الإمارات.