الوعي المجتمعي لا يقتصر فقط على إدراك أفراد المجتمع بخطورة هذا الوباء والتزامهم الطوعي بالإجراءات الوقائية والصحية.
بينما لا يزال وباء كورونا المستجد (كوفيد- 19) يواصل انتشاره العالمي بعدد إصابات تجاوزت النصف مليون شخص وعدد وفيات تجاوز العشرين ألف شخص، وبينما تسخر حكومات العالم أجمع جميع جهودها وإمكانياتها لوقف الانتشار المدمر لهذا الوباء، تتركز الأنظار وتنعقد المراهنات بالأساس حول وعي المجتمعات والشعوب بخطورة هذا الوباء والمشاركة الفعالة في جهود مواجهته بوصفه العامل الحاسم والأكثر تأثيراً في محاربة هذا الوباء والانتصار عليه، وذلك من خلال التزام الشعوب والفئات المجتمعية الصارم بالإجراءات الوقائية الصادرة عن الحكومات، لا سيما ما يتعلق منها بتقييد الحركة والعزل الصحي والبقاء في المنازل ومنع التجمعات والاختلاط بين البشر، باعتباره الإجراء الدفاعي الأهم حتى الآن لمنع انتشار الوباء إلى حين تطوير العلاجات اللازمة للقضاء عليه.
لقد أثبتت الجهود العالمية المبذولة لمواجهة انتشار الوباء حتى الآن أن الدول التي لديها مجتمعات واعية بخطورة الوباء، وملتزمة بالإجراءات الوقائية التي أقرتها الحكومات، هي الدول التي نجحت في القضاء عليه بالفعل كما حدث في الصين مثلاً، أو كانت الأقل تأثراً به من خلال التزام شعوبها الطوعي بهذه الإجراءات الاستباقية التي تحول دون انتشاره، في حين اضطرت دول أخرى عديدة إلى اتخاذ إجراءات قسرية لإجبار شعوبها على الالتزام بالإجراءات الوقائية المفروضة مثل فرض حظر تجول ونشر الجيوش في الشوارع لمنع الناس من الحركة حفاظاً على الصحة العامة.
تعتبر دولة الإمارات من ضمن الدول التي تحظى بارتفاع مستوى الوعي المجتمعي بها، وهو الأمر الذي بدا واضحاً في التعامل الشعبي الناضج مع أزمة وباء كورونا المستجد رغم أنها من أقل دول العالم تأثراً بهذا الوباء، فمستوى الالتزام الشعبي بالإجراءات الوقائية التي أقرتها الحكومة بشكل تدريجي يعتبر الأعلى عالمياً.
والوعي المجتمعي لا يقتصر فقط على إدراك أفراد المجتمع بخطورة هذا الوباء والتزامهم الطوعي بالإجراءات الوقائية والصحية الصادرة عن السلطات الرسمية لمنع انتشاره وتفشيه، بما في ذلك الالتزام بالعزل المنزلي والحجر الصحي والبقاء بالمنازل وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى كشراء المواد الغذائية والأدوية ولمدة قصيرة لا تتجاوز الأسابيع القليلة، وهي إجراءات حيوية لا خلاف عليها في العالم كله، ولكن يشمل أيضاً قيام مؤسسات المجتمع كافة؛ بما في ذلك مؤسسات القطاع الأهلي والقطاع الخاص والفئات المجتمعية المختلفة بأدوار داعمة ومساندة للحكومات في جهودها لمنع انتشار الفيروس والقضاء عليه؛ سواء عبر مبادرات توعوية لأفراد المجتمع أو من خلال توفير الإمكانيات المادية ووضعها تحت تصرف الحكومات لتعزيز قدرتها على توفير الرعاية الصحية اللازمة للأشخاص المتضررين من الوباء.
وتعتبر دولة الإمارات من ضمن الدول التي تحظى بارتفاع مستوى الوعي المجتمعي بها، وهو الأمر الذي بدا واضحاً في التعامل الشعبي الناضج مع أزمة وباء كورونا المستجد رغم أنها من أقل دول العالم تأثراً بهذا الوباء، فمستوى الالتزام الشعبي بالإجراءات الوقائية التي أقرتها الحكومة بشكل تدريجي يعتبر الأعلى عالمياً، فيما تعددت المبادرات التي أطلقتها فئات المجتمع ومؤسساته المختلفة لدعم الجهود الحكومية الرامية إلى منع انتشار هذا الوباء داخل الإمارات والحفاظ عليها كبيئة آمنة وصحية، فمن يتابع وسائل التواصل الاجتماعي يلاحظ بوضوح كيف يشارك معظم أفراد المجتمع في التوعية بأهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية التي تقرها الحكومة، وكيف يحفز بعضهم بعضاً على ذلك، بعيداً عن الممارسات السلبية المنتشرة في العالم كله، التي تشمل نشر الشائعات والأخبار الكاذبة والمعلومات غير الدقيقة التي زادت من خطورة الأزمة في بعض المجتمعات الأخرى. وعلى المستوى المؤسسي، أظهرت مؤسسات المجتمع الإماراتي إمكانيات عالية على مواصلة أعمالها مع الالتزام بالتعليمات الوقائية من خلال مبادرات العمل عن بُعد ومبادرة التعليم عن بُعد وغير ذلك من مبادرات نوعية.
ولدينا في دولة الإمارات، ولله الحمد، ميزة كبرى تتمثل في وجود درجة عالية من الترابط الوثيق بين القيادة والشعب، التي تجعل المجتمع الإماراتي بفئاته المختلفة ملتفاً حول قيادته، واثقاً بأداء حكومته وملتزماً من ثم بكل تعليماتها وسياساتها، وهذا يجعل درجة الالتزام المجتمعي بالإجراءات التي تقرها الدولة في أعلى مستوياتها، وهو التزام طوعي بكل المقاييس، ناجم عن ولاء تام ومطلق من قبل الشعب للقيادة وحرص من القيادة الرشيدة على تحقيق سعادة هذا الشعب ورفاهيته والحفاظ على أمنه واستقراره وصحته العامة، واعتبار ذلك أولويتها الأولى.
إن الوعي المجتمعي هو خط الحماية الأول والرئيسي للإمارات وشعبها في مواجهة مخاطر فيروس كورونا المستجد، وتجاوز هذه الفترة العصيبة التي يمر بها العالم اليوم، وقد أثبت الشعب الإماراتي على الدوام أنه شعب واعٍ ومدرك لكل ما تواجه بلاده من تحديات وصعوبات وكيفية التغلب عليها، والأسابيع المقبلة حاسمة بكل معنى للكلمة للمرور الآمن من هذه الأزمة العالمية إلى المستقبل الواعد الذي ننشده، وهو ما لن يتأتى إلا من خلال الالتزام التام بالإجراءات الوقائية التي أقرتها الدولة ودعم جهودها لمنع انتشار هذا الوباء اللعين، وهو أمر واقع بالفعل ولا تخطئه العين، ما يعزز ثقتنا بقدرة دولتنا على تجاوز هذه الأزمة بسلام.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة