هجمات الحوثي تُزيد من ضبابية البحر الأحمر.. ارتباك حاد بشركات الشحن العالمية
تشهد شركات الشحن الدولية اضطرابات خلال الفترة الحالية، في ظل هجمات مليشيات الحوثي على السفن في البحر الأحمر.
يأتي ذلك في الوقت الذي تنقل في بعض الشركات مساراتها من البحر الأحمر وقناة السويس إلى طريق رأس الرجاء الصالح لتجنب الهجمات، في حين تعاود شركات أخرى الانتقال من قناة السويس بدلاً من رأس الرجاء الصالح، الذي يجعلها تستغرق وقتا أطول وتكلفة أعلى.
- هجمات الحوثي في البحر الأحمر.. إلى أي مدى تتأثر موانئ اليمن؟
- مصر توقع اتفاقية مع «موانئ أبوظبي» لتشغيل محطة «سفاجا 2» لمدة 30 عاما
وقال متحدث باسم شركة حاويات الشحن الألمانية هاباغ لويد، إن الشركة ستواصل تحويل مسار سفنها من قناة السويس لأسباب أمنية.
كما قررت العديد من شركات الشحن، من بينها شركة البحر الأبيض المتوسط للشحن "إم إس سي"، و"سي إم إيه سي جي إم" و"هاباغ لويد" و"ميرسك" سلوك طريق بديل حول رأس الرجاء الصالح، خشية عرقلة مرورها من الطريق، بسبب استهداف حركة الحوثي اليمنية للسفن، ما عطل حركة التجارة العالمية.
كما أعلنت شركتا "ميتسوي أو.إس.كيه لاينز" و"نيبون يوسن"، وهما أكبر شركتي شحن في اليابان، أن سفنهما التي لها صلات بإسرائيل تتجنب منطقة البحر الأحمر. وقالت الشركتان إنهما تراقبان الوضع. وبدأت تلك الشركات في تحويل مسار السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح لتجنب الهجمات، مما زاد من الرسوم المطلوبة من العملاء وأضاف أياما أو أسابيع لوقت نقل البضائع من آسيا لأوروبا وللساحل الشرقي لأمريكا الشمالية.
وعلى الجانب الآخر، أعلنت شركة الشحن الدنماركية "ميرسك"، استئناف الشحن عبر البحر الأحمر، عقب إطلاق عمليات عسكرية لحماية السفن من هجمات مليشيات الحوثي اليمنية، إذ يضيف الطريق البديل الجديد نحو 3500 ميل بحري إلى رحلة النقل، ما يجعلها أعلى تكلفة.
ويعد البحر الأحمر أحد أهم الطرق البحرية لنقل النفط والغاز الطبيعي والبضائع الاستهلاكية، ويطل اليمن عليه ويؤدي إلى قناة السويس.
وبدأ الحوثيون في اليمن بمهاجمة الطريق منذ نشوب الحرب بين إسرائيل وغزة، واستهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيرة.
ولا يزال الوضع ضبابياً في البحر الأحمر، وتتبع شركات الشحن استراتيجيات مختلفة للتعامل معه.
وقد أظهر جدول تشغيل لـ"ميرسك" أن الشركة تخطط لإبحار معظم سفن الحاويات التي تسافر بين آسيا وأوروبا عبر قناة السويس من الآن فصاعداً مع تحويل مسار عدد قليل منها فقط لتدور حول أفريقيا.
وقالت شركة سي.إم.إيه-سي.جي.إم الفرنسية يوم الثلاثاء الماضي إنها أيضا ستزيد عدد السفن التي تمر عبر قناة السويس.
وارتفعت أسهم هاباغ لويد 1.1%، اليوم الجمعة، وصعدت أسهم ميرسك 1.8%. وارتفعت أسهم شركات الشحن منذ بدء الأزمة وسط توقعات بأن يؤدي طول الطرق إلى زيادة أسعار الشحن.
وشركة سي.إم.إيه-سي.جي.إم واحدة من خطوط الحاويات التي فرضت رسوما إضافية بسبب تغيير مسار السفن، مما زاد من تكاليف النقل البحري منذ بدء استهداف الحوثيين للسفن.
وقالت شركة البحر الأبيض المتوسط للشحن، إن سفينة الحاويات (يونايتد الثامنة) التابعة لها تعرضت لهجوم في أثناء مرورها عبر البحر الأحمر. وأعلن الحوثيون في نفس اليوم أنهم أطلقوا صواريخ على السفينة دون أن يقولوا إنها أصيبت.
وتستخدم قناة السويس لنقل نحو ثلث بضائع سفن الشحن العالمية، ومن المتوقع أن يضيف تحويل مسار السفن حول الطرف الجنوبي لأفريقيا ما يصل إلى مليون دولار أخرى للوقود لكل رحلة ذهابا وإيابا بين آسيا وشمال أوروبا.
aXA6IDE4LjExNy4xMDUuMjE1IA== جزيرة ام اند امز