تشكيل حكومة الكفاءات.. اليمن يُسقط رهانات إيران وقطر
دخل اليمن مرحلة جديدة في أعقاب الإعلان عن تشكيل حكومة كفاءات ستعمل على توحيد معسكر الشرعية وتوجيهه صوب معركة إنهاء الانقلاب الحوثي.
ومن شأن التوافق الذي صنعه "اتفاق الرياض" بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي من خلال الإعلان عن تشكيل وزارة كفاءات سياسية وتنفيذ الترتيبات العسكرية وفقا للاتفاق الموقع في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، أن يعيد تصويب المهام نحو أولويات عسكرية وسياسية واقتصادية وإنقاذ الريال اليمني من انهيار تاريخي.
وتُسقط ولادة الحكومة اليمنية بعد المخاض العسير، رهانات الحوثي وداعميه الإقليميين إيران وقطر على تعميق خلافات الأطراف المناهضة للمليشيات الانقلابية لوأد اتفاق الرياض وجهود تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، وفقا لخبراء يمنيين.
وأوضح الخبراء، في تصريحات متفرقة لـ"العين الإخبارية"، أن تشكيل حكومة كفاءات جديدة وفقا لاتفاق الرياض يعد ثمرة لجهود التحالف ونقطة فاصلة في طريق إنهاء الانقلاب الحوثي، وردع التصعيد الإيراني الذي حول اليمن إلى منصة تهديد لدول الجوار والملاحة الدولية.
وفي وقت سابق، الجمعة، أصدر الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، قرارا جمهوريا بتشكيل حكومة جديدة برئاسة الدكتور معين عبدالملك، بناء على اتفاق الرياض الذي رعته السعودية.
إنجاز جديد
وأحدث إعلان الحكومة انفراجة مهمة في الأزمة اليمنية عقب شد وجذب في مشهد البلد المضطرب منذ 6 سنوات، كما يفتح مساحات جديدة للفريق الحكومي المعين برئاسة الدكتور معين عبد الملك لمواصلة العمل مع التحالف العربي لإنجاز الملفات المتعثرة، بحسب السياسي اليمني، عصام محمد.
وقال في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن إعلان حكومة الشراكة بين مكونات الشرعية والمجلس الانتقالي ونزع فتيل التصعيد العسكري في أبين إنجاز جديد يسجل للتحالف العربي في مسار تطبيع الأوضاع وترتيب ملفات القوى المناهضة للمليشيات الحوثية.
ورجح الخبير اليمني أن يقود التوافق الذي صنعه اتفاق الرياض إلى إعادة رسم خارطة التموضع العسكري للقوات وإنهاء التحشيد نحو معارك فرعية أسهمت في التأثير على مجريات المعركة مع المليشيات الحوثية خصوصا في جبهات شمال اليمن كـ"مأرب" و"الجوف" و"نهم صنعاء".
ويعول الشارع اليمني، طبقا للخبير اليمني، على الحكومة الجديدة لإيقاف التدهور الكبير في سعر العملة اليمنية والعودة إلى الداخل لتحسين الأوضاع المعيشية وللقيام بالدور المنوط بها وفقا لاتفاق الرياض.
رأب التصدعات
إلى ذلك، اعتبر الناشط السياسي، حيدر سالم، إعلان تشكيل الحكومة خطوة مهمة في مسار الأزمة اليمنية، وبداية مرحلة جديدة لإنهاء الانقلاب بتحرير العاصمة المختطفة صنعاء وتأمين الملاحة الدولية باستعادة محافظة الحديدة عقب دخول اتفاق ستوكهولم المتعثر عامه الثالث ورفض الحوثيين لمساعي السلام.
وحسب الناشط السياسي، فإن تشكيل حكومة من 24 وزيرا وفقا لاتفاق الرياض يعد ثمرة لجهود التحالف العربي في أكثر فترات الأزمة اليمنية تعقيدا وتعرض الشرعية لحرب مختلفة اقتصادية وعسكرية وسياسية.
وأشار سالم في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إلى أن حكومة معين عبدالملك أمام حمل ثقيل بالنظر إلى الخلافات العميقة بين أطراف معسكر الشرعية، لكن توجيه كل "المؤسسات المدنية والعسكرية في صف واحد لتحرير واستعادة ما تبقى من محافظات" هو الخطوة الأهم لدى كل يمني نهب الانقلاب الحوثي طعام أطفاله.
وأضاف الخبير اليمني، أن التفرغ كلياً لتخليص البلاد من مليشيات الحوثي ورأب تصدعات الشرعية يعد جزءا رئيسيا من تطبيع الأوضاع المعيشية في المحافظات المحررة لأن بقاء الانقلاب يعني استمرار الحرب الاقتصادية والعسكرية واستمرار إيران من وراء الحوثي في زعزعة أمن كل اليمن والمنطقة.