أندية تونس وحكام أفريقيا.. أخطاء أم مجاملات؟
تلاحق الاتهامات الأندية التونسية بكونها الأكثر استفادة من أخطاء التحكيم في مختلف مسابقات الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف".
حدة هذه الاتهامات تصاعدت في الفترة الأخيرة، وتحديدا في أعقاب مباريات إياب دور الـ32 لمسابقتي دوري أبطال أفريقيا وكأس الكونفدرالية الأفريقية.
وكان الترجي التونسي سجل هدفا غير صحيح مكنه من تجاوز عقبة أهلي بنغازي الليبي في إياب دور الـ32 من دوري الأبطال، كما استفاد النجم الساحلي من ركلة جزاء غير صحيحة حسم بفضلها ورقة الترشح للملحق المؤهل لدور المجموعات لكأس الكونفدرالية على حساب المقاولون العرب المصري، في حين كانت صافرة الجامبي باكاري جاساما في صالح الصفاقسي خلال المواجهة التي جمعته بمولودية الجزائر.
وتبعا لذلك شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملة انتقادات واسعة لكرة القدم التونسية، وسط اتهامات موجهة لأنديتها بالاستفادة من التحكيم في المسابقات القارية.
"العين الإخبارية" استطلعت آراء خبراء كرة القدم التونسية لمعرفة موقفهم من هذه الاتهامات الموجهة للأندية التونسية، فضلا عن الأسباب التي تقف وراء هذه الحملة.
الكل مستفيد ومتضرر
يؤكد أحمد عدالة، مدير موقع "كوتشينج فوت" والصحفي بإذاعة "موزاييك أف أم" التونسية أن جميع الأندية الأفريقية الكبرى استفادت، كلها بدون استثناء، من أخطاء التحكيم، كما تضررت منها في مناسبات أخرى.
ويعترف عدالة أن الأندية التونسية استفادت في بعض المباريات من أخطاء التحكيم على غرار ما حصل في نهائي دوري أبطال أفريقيا 2007، حين اتخذ الحكم المغربي عبدالرحيم العرجون قرارات غير صائبة انتفع بها النجم الساحلي خلال المواجهة التي جمعته بالأهلي المصري، وجعلته يحسم اللقب لصالحه في إياب النهائي بنتيجة 3-1.
وذكر عدالة أيضا هدف النيجيري مايكل إينرامو، نجم الترجي الأسبق، باليد في مرمى الأهلي في إياب نصف نهائي دوري الأبطال عام 2010، والذي تم احتسابه من قبل الحكم الغاني جوزيف لامبتي، وكان سببا مباشرا في تأهل شيح الأندية التونسية لنهائي المسابقة.
في المقابل، أكد عدالة أن الأندية التونسية تضررت هي الأخرى من الظلم التحكيمي في عدة مناسبات خلال المسابقات الأفريقية.
واستشهد في هذا الصدد بما قام بها الحكم البنيني كوفي كودجا من ظلم فادح للنجم الساحلي والنادي الصفاقسي في مباراتي نهائي دوري أبطال أفريقيا 2004 و 2006 تباعا أمام إينمبا النيجيري والأهلي المصري.
وذكر عدالة أيضا بما حصل في ذهاب نهائي نسخة 2010 من دوري أبطال أفريقيا، وذلك عندما أسهم الحكم التوجولي دجاوبي كوكو في هزيمة الترجي بنتيجة ثقيلة 0-5 أمام مازيمبي الكونغولي.
وعرج عدالة أيضا للتحكيم المنحاز لفائدة الأهلي المصري، على حد قوله، أمام الترجي من قبل الجزائري مهدي عبيد شارف في ذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا 2018، علما أن الترجي حسم اللقب بفوزه إيابا 3-0.
ويعترف الصحفي التونسي بأن التحكيم يظل نقطة الضعف الفادحة في كرة القدم الأفريقية، باعتباره عجز عن مسايرة التطورات التي حصلت في كامل أرجاء العالم.
حرب نفسية
نفس الموقف عبر عنه وليد قرفالة، مقدم البرامج بالتلفزيون التونسي، حيث اعتبر أن الأندية التونسية، كغيرها من الفرق الأفريقية، استفادت من أخطاء التحكيم،كما تضررت منها في مناسبات أخرى.
ووصف قرفالة الحملة التي تشهدها مواقع التواصل الاجتماعي ضد كرة القدم التونسية بـ"غير البريئة"، معتبرا أن ما يحصل من اتهامات تجاه الأندية التونسية يدخل في إطار الحرب النفسية قبل بداية الأمور الجدية في مسابقتي كأس الكونفدرالية ودوري أبطال أفريقيا.
المقدم التلفزيوني التونسي اعتبر أن المنافسة أصبحت قوية للغاية على الكؤوس الأفريقية للأندية في السنوات الأخيرة، وبالتالي أصبح الجميع يركز على الحرب النفسية بهدف إضعاف منافسيه.
واعترف قرفالة أن الماكينة الإعلامية التونسية ضعيفة للغاية، مما سهل من مهمة الماكينات الإعلامية التي تعمل لفائدة منافسي الأندية التونسية من خلال استهدافها عبر الشائعات والاتهامات الباطلة، على حد رأيه.
واستشهد قرفالة في هذا الصدد بما حصل خلال المواجهة بين الترجي وبريميرو الأنجولي في نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا 2018، حيث ركز الجميع على الهدف الصحيح الملغي للفريق الأنجولي، في حين تم تجاهل لقطة التسلل غير المعلن في هدفه الأول بمرمى الترجي.
فضلا عن ذلك، استشهد قرفالة أيضا بالمباراة الأخيرة لفريق العاصمة التونسية أمام أهلي بنغازي الليبي، حيث تحدثت جميع وسائل الإعلام عن هدف الترجي غير الصحيح، في المقابل تم تجاهل لقطة ركلة الجزاء غير الصحيحة، على حد رأيه، المحتسبة للفريق الليبي.
وبحسب قرفالة، فإن الأمر ينسحب أيضا على النجم الساحلي الذي حرم من ركلة جزاء صحيحة أمام المقاولون العرب المصري، في الوقت الذي تم التركيز فيه أساسا على ركلة الجزاء عير الصحيحة التي استفاد منها.
واختتم قرفالة حديثه بالتأكيد على أن هذا التعامل بمكيالين مع الأندية التوسنية بخصوص أخطاء التحكيم، سيشكل حافزا قويا لديها من أجل المنافسة بقوة على لقبي دوري أبطال أفريقيا وكأس الكونفدرالية الأفريقية.
aXA6IDMuMTQ1Ljk3LjIzNSA= جزيرة ام اند امز