نظام حاسوبي يتنبأ بمشاعر البشر
الشبكة يمكنها التنبؤ بما سيشعر به الشخص عند رؤية صورة معينة، وعرض عليها 25 ألف صورة، فصنفت الاستجابة العاطفية لها إلى 20 فئة
نجح فريق بحثي من جامعة كولورادو الأمريكية في تطوير شبكة عصبية اصطناعية يمكنها التنبؤ بمشاعر البشر، وأعلنوا عن هذا الإنجاز في العدد الأخير من دورية ساينس أدفانسيس Science Advances الشهرية.
والشبكات العصبية الاصطناعية، أو ما يطلق عليها الشبكات العصبية المحاكية، هي مجموعة مترابطة من عصبونات افتراضية تنشئها برامج حاسوبية لتشابه عمل المخ البشري.
وخلال الدراسة، قام الفريق البحثي بتطوير شبكة عصبية قديمة تم الإعلان عنها في 30 سبتمبر/أيلول 2012 وتسمى (AlexNet)، حيث تتجاوز الشبكة الجديدة إمكانيات الشبكة الحالية، التي تقتصر فقط على تحديد الاستجابات العاطفية النمطية للصور.
ووفق تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة كولورادو في 26 يوليو/تموز الجاري، فإن الشبكة الجديدة التي تم تسميتها بـ(EmoNet) يمكنها التنبؤ بما سيشعر به الشخص عند رؤية صورة معينة، حيث عرض عليها في المرحلة الأولى من الدراسة 25 ألف صورة، فقامت بتصنيف الاستجابة العاطفية لها إلى 20 فئة، مثل الرغبة الجنسية والرعب والرهبة والمفاجأة.
ويقول دكتور فيليب كراجل، من معهد العلوم الإدراكية والباحث الرئيسي بالدراسة "تستطيع (EmoNet) تصنيف 11 نوعا من المشاعر بدقة وبشكل ثابت، لكنها أفضل في التعرف على البعض من الآخرين، وعلى سبيل المثال حددت الصور التي تثير الرغبة الشديدة أو الرغبة الجنسية بدقة أكثر من 95%، ولكن الأمر كان أكثر صعوبة مع مشاعر أكثر دقة مثل الارتباك والرهبة والمفاجأة".
ولمزيد من اختبار الشبكة EmoNet، أحضر الباحثون 18 شخصا، وتم عرض بعض الصور عليهم، وتم مقارنة النشاط في الشبكة العصبية مع نشاط أدمغة الأشخاص باستخدام الرنين المغناطيسي.
ويضيف "وجدنا علاقة بين أنماط نشاط الدماغ في الفص القذالي (أحد فصوص الدماغ الأربعة ويختص بمعالجة المثيرات المرئية)، والوحدات التي ترمز إلى مشاعر محددة في شبكة EmoNet، وهذا يعني أنها تعلمت تمثيل المشاعر بطريقة تحاكي ما يحدث بشكل بيولوجي".
وعن استخدامات هذه الشبكة، يوضح دكتور كراجل إمكانية استخدامها لمساعدة الناس على كشف الصور السلبية رقميا أو العثور على الصور الإيجابية، كما يمكن تطبيقها أيضا لتحسين التفاعلات بين الإنسان والحاسوب والمساعدة في تطوير البحوث العاطفية.