اختتام حوار المحيط الهندي في أبوظبي بتعزيز الأمن والسلامة البحرية
اختتام فعاليات حوار المحيط الهندي الرابع لرابطة الدول المطلة على المحيط الهندي "أيورا".
اختتمت، الثلاثاء، فعاليات حوار المحيط الهندي الرابع لرابطة الدول المطلة على المحيط الهندي "أيورا" والذي نظمته وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، بالتنسيق مع مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية في أبوظبي، بحضور وفود الدول الأعضاء والشركاء الاستراتيجيين للرابطة، ومشاركة نخبة من الخبراء والمختصين على مدى اليومين الماضيين.
وناقش الملتقى أهم التحديات والفرص في الدول الأعضاء في الرابطة وسبل تعزيز التعاون بينها، خاصة في مجال الأمن والسلامة البحرية والأمن الإلكتروني، والتغير المناخي والتنمية المستدامة.
وبدأت فعاليات الحوار بكلمة افتتاحية للدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية بالإمارات، حيث رحب بوفود الدول الأعضاء وشكر الأمانة العامة على جهودها الدؤوبة والتزامها بإنجاح كافة فعاليات وأنشطة الرابطة؛ كما وجه الشكر لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتجية، على استضافته لهذا الملتقى الهام.
وتناول قرقاش التحديات التي تواجه دول الرابطة، ومن بينها التغيير المناخي معتبرا "أن ما نشهده من حدوث الظواهر والأحوال الجوية واضمحلال الشعب المرجانية، وارتفاع سطح البحر، يفرض علينا العمل على تكثيف وزيادة الجهود والتدابير لمواجهة تداعيات وآثار التغير المناخي".
وتطرق إلى الدور الريادي للإمارات في هذا الشأن، حيث اتخذت تدابير استباقية لمواجهة هذه الظاهرة وانعكاساتها وآثارها التي لا تخفى على أحد، مشيراً إلى الخطة الوطنية للتغير المناخي والتي أُطلقت في يونيو الماضي، وتطمح إلى دعم جهود الإمارات في مجال التغير المناخي بثلاثة أولويات، ضمن جدول زمني للعمل يمتد حتى عام 2050، وإستراتيجيتها الوطنية للتنمية الخضراء (2015-2030)، والتزاماتها الدولية بعد عام 2020، وهي الأولى في المنطقة.
كما تطرق الدكتور أنور قرقاش إلى الطاقة المتجددة كعنصر رئيسي في جهود الإمارات من خلال إنشاء "مصدر" واستضافة الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرنا" ومبادرات الطاقة الشمسية، ومن بينها مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مشروع استراتيجي لتوليد الطاقة المتجددة في موقع واحد في العالم.
وأشار الدكتور أنور قرقاش أيضا إلى توفير الإمارات لمجموعة متنوعة من المنابر والمنصات الدولية لتسهيل الحوارات العالمية حول تغير المناخ والطاقة المتجددة، وعلى الأخص فعاليات "أسبوع أبوظبي للاستدامة" والقمة العالمية للحكومات.
ثم تحدث عن أهمية تعزيز التكامل الإقليمي حول السلامة البحرية والأمن في المحيط الهندي، وبناء القدرات وتبادل المعلومات والتعاون المؤسسي في مجالات العلوم والتكنولوجيا والمعلومات الخاصة بالبيانات لضمان استجابة منسقة وتعاون جماعي بهدف مواجهة هذا التهديد، مشيرا إلى ضرورة تعزيز الهياكل والمؤسسات الإقليمية وزيادة الوعي بالمجال البحري كعامل أساسي مؤثر في معالجة قضايا الحاضر والمستقبل على حد سواء.
وختم قرقاش حديثه بالتأكيد على إيمان الإمارات بأن رابطة الدول المطلة على المحيط الهندي سيكون لها دور رئيس في مستقبل المنطقة، وقال: " نأمل أن يساهم الحوار الرابع في تشكيل وتعزيز المبادرات في مجالات العمل الجماعي، وتلبية وتحقيق الأهداف والتطلعات الطموحة لدول الرابطة".
وأعرب السفير كي في باجيرات الأمين العام للرابطة عن الشكر والتقدير للإمارات على استضافتها هذا الملتقى ولجهودها في تعزيز التعاون الإقليمي ضمن "ايورا"، مشيدا بالتزام الإمارات كلاعب رئيسي في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وتطرق باجيرات إلى الإمكانات التي تملكها دول الرابطة، مبينا أن المحيط الهندي يضم عددا من أكبر الروابط المائية في العالم، وتشكل الدول المطلة عليه ثلث سكان العالم، وتحتوي على نسبة كبيرة من احتياطات النفط العالمية.
وتناول الحوار الرابع لدول الرابطة "أيورا" على مدار يومين جلسات عمل تضمنت أربعة محاور رئيسية هي: "الأمن والسلامة البحرية وآليات تعزيز التعاون في المحيط الهندي"، و"الطاقة المتجددة والابتكار: تكنولوجيا جديدة لأمن الطاقة المستدامة"، والتغير المناخي: تكيف ومرونة المجتمعات الشاطئية المطلة على المحيط الهندي" و "الأمن الإلكتروني لدول الرابطة: الشراكة من أجل التنمية المستدامة".
وجدير بالذكر أن الإمارات ستتسلم منصب نائب الرئيس لرابطة أيورا للدورة 2017-2019 وذلك خلال الاجتماع الوزاري الـ 17 لرابطة "أيورا" والمقرر عقده في جنوب إفريقيا في أكتوبر الجاري، وستتقلد رئاسة الرابطة في الدورة التي تليها 2019-2021.