"أيوب" الحروب.. تحذير رايس وغيتس من أخطر سلاح لبوتين بأوكرانيا
أجمع وزيرا الخارجية كوندوليزا رايس والدفاع روبرت غيتس في عهد الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، على أن الهزيمة ليست خيارا بالنسبة لبوتين.
رؤية طرحها الوزيران الأسبقان عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مقال للرأي بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، مستندين لخبرة ممتدة لسنوات، حيث تولت رايس مهمتها بين عامي 2005 و2009 بينما غيتس فقد قاد البنتاجون بين عامي 2006 و2011.
الوزيران الأمريكان الأسبقان اعتبرا أن الرئيس بوتين عازم على الحفاظ على المقاطعات الشرقية الأربع التي صوتت للانضمام إلى موسكو خلال العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
وبحسب الوزيرين يعتقد بوتين أن قدره التاريخي هو إعادة تأسيس الإمبراطورية الروسية، وكما نوه وزير الخارجية الأمريكي الأسبق زبيغنيو بريجنسكي، منذ سنوات، فإنه لا يمكن أن تكون هناك إمبراطورية روسية بدون أوكرانيا.
وقال الوزيران: "التقينا الرئيس بوتين في عدد من المناسبات، ونحن على قناعة بأنه يعتقد أن الوقت في صالحه، وأن بمقدوره إنهاك الأوكرانيين وانهيار الوحدة والدعم الأمريكي والأوروبي لكييف في النهاية، رغم المعاناة التي يتكبدها الاقتصاد والشعب الروسي جراء استمرار الحرب".
وأضافا: "إذا لم يتمكن من تحقيق نجاح عسكري هذا العام فيجب عليه الاحتفاظ بالسيطرة على المواقع شرقي وجنوبي أوكرانيا التي يمكن أن توفر نقاط انطلاق مستقبلية لتجدد الهجمات للسيطرة على بقية ساحل البحر الأسود الأوكراني، والسيطرة على منطقة دونباس بأكملها ثم التحرك باتجاه الغرب".
وعلى طريقة النبي أيوب مع الصبر، توقع الوزيران أن "يتشبث بوتين بالصبر لتحقيق أهدافه"، لكنهما اعتبرا أن رد أوكرانيا على العملية العسكرية الروسية كان بطوليا وأداء جيشها كان رائعا، لكن اقتصاد البلاد يعاني حالة من الفوضى، فضلا عن فرار الملايين من سكانها، وتدمير بنيتها التحتية، ووقوع الكثير من ثروتها المعدنية وقدرتها الصناعية الكبيرة والأراضي الزراعية تحت سيطرة موسكو.
اقتصاد بدعم غربي
كوندوليزا رايس وروبرت غيتس اعتبرا كذلك أن القدرة العسكرية والاقتصادية لأوكرانية تعتمد بشكل شبه كامل حاليا على الغرب، الولايات المتحدة في المقام الأول.
ولفت الوزيران إلى أن عدم تحقيق أي تقدم أوكراني كبير آخر ونجاح ضد القوات الروسية، يعني زيادة الضغوط الغربية على كييف للتفاوض لوقف إطلاق النار مع مرور أشهر من الجمود العسكري.
وفي ظل الظروف الحالية، فإن أي اتفاق لوقف إطلاق النار من شأنه أن يترك القوات الروسية في وضع قوي لاستئناف العملية عندما تكون متأهبة لذلك، وفقا لـ"رايس" و"غيتس".
وخلصا إلى أن الطريقة الوحيدة لتجنب مثل هذا السيناريو هي قيام الولايات المتحدة وحلفاؤها بتزويد أوكرانيا على وجه السرعة بزيادة كبيرة في الإمدادات والقدرات العسكرية، تكون كافية لردع هجوم روسي متجدد، وتمكين كييف من صد القوات الروسية في الشرق والجنوب.
كما ينبغي على أعضاء الناتو أيضًا -وفقا للوزيرين الأسبقين- تزويد الأوكرانيين بصواريخ طويلة المدى وطائرات بدون طيار متطورة ومخزونات ذخيرة كبيرة (بما في ذلك قذائف المدفعية) والمزيد من قدرات الاستطلاع والمراقبة ومعدات أخرى، خلال الأسابيع وليس الشهور المقبلة.
وخلص الوزيران إلى القول: "نتفق مع تصميم إدارة الرئيس جو بايدن على تجنب المواجهة المباشرة مع روسيا، لكن بوتين الجريء قد لا يمنحنا هذا الخيار، ومن ثم فإن الطريقة المثلى لتجنب المواجهة مع روسيا في المستقبل هي مساعدة أوكرانيا الآن.. هذا هو درس التاريخ الذي ينبغي أن يوجهنا، وهو يضفي إلحاحية على الإجراءات التي يجب اتخاذها.. قبل فوات الأوان".