لليوم الثاني.. تواصل فعاليات مؤتمر "الوسطية والاعتدال" بمكة

المؤتمر انطلق أمس وتنظمه رابطة العالم الإسلامي في إطار "اللقاء التاريخي لإعلان وثيقة مكة" ويستمر للغد

تتواصل في مدينة مكة المكرمة، لليوم الثاني على التوالي، فعاليات المؤتمر العالمي "قيم الوسطية والاعتدال في نصوص الكتاب والسُنة"، وسط حضور كبير من العلماء والمفتين والمسؤولين في العالم الإسلامي.

• برعاية خادم الحرمين.. انطلاق مؤتمر "الوسطية والاعتدال" في مكة

المؤتمر الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي، في إطار "اللقاء التاريخي لإعلان وثيقة مكة"، كان قد انطلق، أمس الإثنين، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.

السعودية.. حزم وعزم في وجه الإرهاب

حدثٌ أثرته كلمات المشاركين الذين وإن تنوعت واختلفت كلماتهم إلا أنهم اتفقوا على الدور الريادي الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في المنطقة وتقف على هذا الخيط الرفيع الفاصل بين الاعتدال والتطرف في المسألة الدينية، فضلا عن دورها في مكافحة الإرهاب وإرساء سفن السلام والأمن في مرافئ دول العالم.

وهو ما أكد عليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه في المؤتمر، أمير مكة خالد الفصيل.

وقال العاهل السعودي، في كلمته، إن بلاده واجهت جميع أشكال التطرف والعنف والإرهاب بالفكر والعزم والحسم.

وتوجه للمشاركين في مؤتمر رابطة العالم الإسلامي، قائلا: "لقد حالفكم التوفيق والسداد باختياركم قيم الوسطية والاعتدال في نصوص الكتاب والسنة موضوعا لمؤتمركم الموقر".

وأضاف: "تلك القيم التي قامت عليها المملكة العربية السعودية، والتي لا تزال تؤكد سلامة هذا المنهج ودوره في حماية بلادنا وتحقيق أمنها ورخائها ومنعتها في مواجهة جميع محاولات اختطاف المجتمع". 

وأشار الملك سلمان إلى أن السعودية طالما تطالب بأن تسود قيم العدل المجتمعات الإنسانية كافة، وأخذت على عاتقها العمل على نشر السلام والتعايش بين الجميع.

وجدد الدعوة إلى إيقاف خطاب العنصرية والكراهية أيا كان مصدرها وذريعته، مطالبا بالإصغاء لصوت الحكمة والعقل وتفعيل مفاهيم التسامح والاعتدال.

وفي اليوم نفسه، صدحت دعوات المشاركين بمحاربة الفكر الإرهابي، وضرورة توحيد الصفوف من أجل مواجهة أكثر فعالية للتطرف، وحماية النشء عبر التعليم والتوعية.

وهو ما جاء في كلمة الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، الذي حذر من أن الإرهاب يستهدف الأديان والأوطان معا.

أما الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، يوسف بن أحمد العثيمين، فأكد أن السعودية اتخذت خطوات جريئة لترسيخ قيم الوسطية والاعتدال.

وشدد العثيمين على قناعته بأنه لا يوجد استقرار اقتصادي واجتماعي وأمني في ظل وجود التطرف.

بدوره، قال أمين عام رابطة العالم الإسلامي محمد العيسى، إن الفكر الإرهابي لم يقم على قوة عسكرية، بل على أيديولوجية متطرفة، استغلت المشاعر الدينية غير المحصنة ما نتج عنها إعطاء طابع سيئ عن الإسلام والمسلمين.

 اليمن.. إرهاب الحوثي حاضر 

ومن اليمن الجريح، جاءت مداخلات المشاركين مؤيدة للدعوات نفسها، لتصيغ من واقع بلادهم، ومن مذاقه المر، رفضا قاطعا لإرهاب مليشيات الحوثي المدعومة من إيران.

ففي كلمة له باليوم الأول للمؤتمر، قال وزير الأوقاف اليمني أحمد عطية، إن بلاده عانت من ويلات الإرهاب الذي يتنافى مع مبدأ الوسطية والاعتدال، وأن ما تقوم به مليشيات الحوثي المدعومة من إيران هدفه تشويه الإسلام.

ووفق ديباجة المؤتمر الذي تواكبه "العين الإخبارية" بتغطية خاصة، ستتوزع أجندته على ست جلسات تأتي تباعا في اليوم الثاني للاجتماعات، أي اليوم الثلاثاء.

واستهل اليوم فعالياته بجلسة عنوانها "الوسطية والاعتدال.. المعاني والدلالات"، وعلى طاولتها قضيتان للنقاش تتمحوران حول: "معالـم الوسـطية ومقوماتهـا فـي الإسـلام"، و"الجهـل بمفاهيم الوسـطية.. الآثار والتداعيات".

أما الجلسة الثانية لليوم نفسه، فتتمحور حول "المنهج النبوي.. وسطية واعتدال"، وتتناول مواضيع "القيـم الأخلاقيـة والإنسـانية فـي الهـدي النبـوي"، و"التعامـل مـع المخالـف في ضـوء السـيرة النبوية".

بينما تُعقد الجلسة الثالثة تحت عنوان "الوسطية والاعتدال بين الأصالة والمعاصرة".، وفيها يطرح المؤتمر قضيتان للنقاش حول "الاعتدال والوسطية في التاريخ الإسلامي والتراث الفقهي"، إضافة إلى "الخطاب الوسطي ومتغيرات العصر".

وفي اليوم نفسه، تلتئم جلسة رابعة حول "تعزيز الوسطية والاعتدال في المجتمعات المسلمة"، تطرح خلالها مواضيع "الاختلاف وثقافة الاعتدال"، و"تجـارب وبرامـج عمليـة لتعزيـز الوسـطية بيـن الشـباب".

وعلى نفس الوتيرة، يعقد المجتمعون جلسة خامسة حول "الوسطية والاعتدال ورسالة التواصل الحضاري"، تناقش في إطارها مواضيع "التعدد الديني والتواصل الثقافي"، و"القيم المشتركة في العالقات الدولية المعاصرة".

وباليوم الثالث والأخير، تعقد جلسة ختامية يجري خلالها إعلان وثيقة مكة التي من المنتظر أن تستعرض مخرجات وتوصيات المؤتمر.