لم نُفاجأ حين أُعلنت مشاريع "الخمسين"، بالميزانية الضخمة المرصودة لإنجاز مهمة التوطين وتوظيف آلاف الخريجين من أبناء الإمارات.
فضلا عما تتضمنه المشاريع من تحسين لنظام العلاوة والمكافآت وتحفيز المواطنين على العمل في القطاع الخاص، وبرامج التدريب لشباب المواطنين في عدد من التخصصات الحيوية.
كما لم نتفاجأ بمقدار الحكمة والرؤية الرشيدة، الذي بدا جليًّا في مفردات كل مشروع وكل مبادرة وكل منحة أو هبة، وإنْ كانت مفردته الأبرز هي "نافسْ"، هذه المفردة، التي تنبثق من رؤية راسخة قامت عليها الدولة مع القائد الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، فقد كان يرى في الإمارات وشعبها ما يؤهلها للمنافسة، وصولاً إلى الريادة والقيادة.
مفردة "نافِسْ" عنت قديما تمكين الدولة وحماية منجزات التأسيس، أما اليوم فهي تعني القفز تواً إلى المستقبل، والسير بخطى واثقة إلى التنافسية، التي تمنح الإمارات ريادة إقليمية وعالمية، وهنا لا أقصد التنافسية الاقتصادية، التي حُزناها لعشرات السنين، بل التنافسية في رأس المال البشري، الذي تخصه وثيقة مبادئ الخمسين في مبدئها الرابع بالتركيز على أنه "المحرك الرئيسي المستقبلي للنمو"، وذلك عبر تطوير التعليم، واستقطاب المواهب، والحفاظ على أصحاب التخصصات الحيوية، والبناء المستمر للمهارات، سعياً للحفاظ على التفوق المستدام لدولة الإمارات.
وحين اطلعنا على وثيقة مبادئ الخمسين، التي وجّه بها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، واعتمدها صاحبا السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أدركنا أنها خير مقدمة لما سيتم إعلانه لاحقاً من مشاريع ومبادرات، وقد كان ما كان، وانكشف الستار عن حزمة أولى من المشاريع والقوانين والتسهيلات، التي ستتحقق عبر الجهد الحكومي وبإرادة طيبة من أصحاب العمل وشركاء المصلحة، تحديدا في القطاع الخاص، وبالتالي ستحقق شرط تنمية رأس المال البشري، متوازياً مع شرط التفوق الرقمي والتقني والعلمي للإمارات، التي باتت مؤهلة من كل النواحي لتكون عاصمة للمواهب والشركات والاستثمارات.
إننا بإذن الله أمام عهدٍ جديد من الازدهار قائم على التشريح الدقيق لمعضلات المرحلة، في إشارة وثيقة مبادئ الخمسين إلى أهمية قيم الانفتاح والتسامح وحفظ الحقوق وترسيخ دولة العدالة، وحفظ الكرامة البشرية، واحترام الثقافات، وترسيخ الأخوّة الإنسانية واحترام الهوية الوطنية، وأهمية مد يد العون إلى الشعوب المحتاجة، بغض النظر عن الدين والعرق واللون، فالقيادة الرشيدة للإمارات ستظل سبَّاقة إلى اكتشاف الفرص وقراءة المتغيرات والحكم عليها بمنطق الحكمة والنظرة الثاقبة.
عنوان البطاقة:
مفردة "نافِسْ" عنت قديما تمكين الدولة وحماية منجزات التأسيس، أما اليوم فهي تعني القفز تواً إلى المستقبل، والسير بخطى واثقة إلى التنافسية، التي تمنح الإمارات ريادة إقليمية وعالمية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة