تحذيرات من خلط السياسة بأوراق تغير المناخ.. لكل مقام مقال

طالب خبراء بتنحية السياسة جانبا خلال مؤتمر قمة المناخ الذي تستضيفه دولة الإمارات الشهر المقبل COP28.

وأكدوا أن العالم أحوج ما يكون إلى الاتفاق، وليس الاختلاف في قضايا المناخ، كذلك لكل مقام مقال.

• مدير الوكالة الدولية للطاقة المتجددة لـ"العين الإخبارية": إدارة COP28 قادرة على النجاح

ورغم حقيقة أن قمم المناخ لا يمكن عزلها عن السياق السياسي العام في العالم، فإن قمة COP28 تأتي في وقت لا يحتمل مزيدا من إقحام السياسة في العمل المناخي، كما يوضح.

وحذر دانييل إيسيدورو، أستاذ العلوم البيئية بجامعة سرقسطة الإسبانية، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، من اتخاذ الانقسام السياسي العالمي الذي أحدثته الأزمة الأوكرانية والحرب الدائرة في غزة ذريعة لعدم الاتفاق، قائلا: "مستقبل العالم في خطر، ولا يجب أن تُؤخذ الأزمات السياسية كذريعة لعدم اتخاذ بعض الإجراءات خلال COP28".

ولا تنكر نيكول رودوييك، من قسم علوم الأرض بجامعة مانشستر هي الأخرى، أن الحرب الدائرة في غزة خلقت مزيدا من الانقسام العالمي، الذي يخشى أن يمتد إلى القضايا المناخية، فيزيد من صعوبة الوصول لأي اتفاق في COP28.

 ولكن، رغم ذلك فإن رودوييك تعول آمالا كبيرة على نجاح دولة الإمارات في الخروج بالقمة إلى بر الأمان وتحقيق بعض النجاحات، لا سيما في ملف تخفيض انبعاثات الميثان.

وبدأت العديد الحكومات في مختلف أنحاء العالم إدراك الحاجة الملحة إلى التحرك بشأن انبعاثات غاز الميثان، لأن خفض انبعاث غاز الميثان بشكل كبير يشكل المفتاح إلى الحد من درجات الحرارة في الأمد القريب.

وتقول، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية": "يتعين على جميع المدافعين عن المناخ أن يدركوا الآن أن حتى عملية إزالة الكربون الأكثر جرأة، على الرغم من أهميتها في الأمد البعيد، لن تتجنب سوى 0.1 درجة مئوية من الانحباس الحراري في منتصف القرن، لأن قدراً كبيراً من ثاني أكسيد الكربون من الوقود الأحفوري ينشر هباء الكبريتات المبرد، وتتبدد الكبريتات من الغلاف الجوي في غضون أيام بمجرد إغلاق محطة للطاقة الأحفورية، وفي المقابل، فإن خفض غاز الميثان من الممكن أن يجنب ما يقرب من 0.3 درجة مئوية من الانحباس الحراري قبل عام 2050 - أي ثلاث مرات أكثر من خفض ثاني أكسيد الكربون، ويساعد في منع الاحترار الجامح".

وكان الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بدولة الإمارات ورئيس COP28، قد حذر من تأثيرات السياسة، وقال خلال أسبوع المناخ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي استضافته السعودية: "لتحقيق تقدم يغير قواعد اللعبة حقًّا، يجب علينا فصل الحقائق عن الخيال، والواقع عن الأوهام، والتأثير عن الأيديولوجية، ويجب علينا التأكد من أننا نتجنب فخاخ الانقسام والدمار".