بالفيديو.. أطفال يواجهون الموت ليركب غيرهم السيارات الكهربائية
الطفلان ليسا سوى عينة من جيش من الأطفال تتجاوز أعدادهم الـ 40 ألف طفل وطفلة، يتعرضون يوميًا لسوء المعاملة والموت تحت الأنقاض
وضعت شبكة سكاي نيوز - بريطانيا، الداعين إلى الطاقة النظيفة بالعالم في حرج بالغ، بعد نشرها تحقيقا موثقا حول ما يجري في المناجم التي تبحث فيها شركة "كاتانغا" الكندية عن مادة "الكوبالت" المستخدمة في صناعة بطارية السيارة الكهربائية الرفيقة بالبيئة.
المحطة تهكمت خلال التقرير على حملة وزير البيئة والغذاء والشؤون الريفية البريطاني "مايكل غوف" الداعية إلى استخدام الطاقة النظيفة لمستقبل خال من التلوث البيئي وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، لكون الوصول إلى الطاقة النظيفة جاء على حساب طفلين بعمر الورود، هما دورسون "8 سنوات" والطفلة مونيكا "4 سنوات" اللذان يعملان في مناجم "كاتانغا".
وقالت صحيفة ديلي ميل البريطانية، في تقريرها عن الموضوع إن الطفلين ليسا سوى عينة من جيش من الأطفال تتجاوز أعدادهم الـ 40 ألف طفل وطفلة، يتعرضون يوميًا لسوء المعاملة والموت تحت الأنقاض والاغتصاب والحمل والإجهاض، مأساة إنسانية صورتها عدسات الكاميرا من أرض الواقع لتلقي الضوء على كارثة إنسانية يعيشها أطفال أبرياء، ليوفروا للعالم مادة "الكوبالت" المستخدمة في بطاريات السيارة الكهربائية والهواتف الناقلة.
وتعتبر جمهورية الكونغو الديمقراطية الواقعة وسط القارة الأفريقية، أكبر مصدر لهذه المادة، حيث تستحوذ مناجمها على 60% من مخزون العالم من هذه المادة، وتعتبر حاجة أجهزة الهواتف النقالة لهذه المادة قليلة جدًا مقارنة بحاجة بطارية السيارة الكهربائية، حيث تحتاج بطارية الهاتف إلى 10 جرامات فقط من "الكوبالت"، بينما تحتاج بطارية السيارة إلى 15 كجم منها.
ويطلق علماء الاقتصاد في العالم على هذه المادة اسم "البنزين الحديث"، ولكن على الرغم من ذلك لا نرى مظاهر الثراء على سكان الكونغو، بل على العكس من ذلك يعاني سكان المناطق المحيطة والمجاورة لهذه المناجم من كوارث بيئية تؤثر على غذائهم وأمنهم، فلا يخلو بيت أو عائلة من أذى أصابه بسبب هذه المناجم، وحتى الحيوانات والنباتات باتت تختفي من الجوار، ومجرد أن يتناول الإنسان أي ثمرة أو نبتة من أرضها سيشعر على الفور بالغثيان، بحسب الصحيفة.
فمن جهة يعيش عمال المناجم ظروفا قاسية مستخدمين أدوات بدائية، والمؤسف في الأمر أن الأغلبية الساحقة من هذه العمالة هي من الأطفال، وذلك لانخفاض أجورهم وسهولة تنقلهم داخل الأنفاق المحفورة عميقًا في الأرض، مما يعرضهم لأخطار انهيارات التربة، وهو ما يتكرر بشكل شبه يومي، مما يجعل إحصاء عدد ضحايا المناجم صعبًا لتعذر انتشال جثثهم.
aXA6IDMuMTQyLjEzNi4yMTAg
جزيرة ام اند امز