"الإبادة الجماعية".. معركة أوروبية أمريكية في أوكرانيا
يبدو أن معركة جديدة بين الغرب وروسيا تلوح في الأفق في أوكرانيا، تتمحور حول توصيف الهجمات الروسية، واستخدام لفظ "إبادة جماعية".
ووفق مجلة فورين بولسي الأمريكية، قدمت مجموعة من المشرعين الأمريكيين، مشروع قرار في الكونجرس، يصف أفعال روسيا في أوكرانيا بـ"عمل من أعمال الإبادة الجماعية".
وتقول مسودة القرار، إن "الفظائع التي ارتكبتها القوات الروسية في أوكرانيا، من بينها الهجمات العشوائية على المدنيين، والاستهداف المباشر لمستشفيات الولادة، والنقل القسري لمئات آلاف من الأوكرانيين إلى روسيا ينطبق عليها المعايير المنصوص عليها بالمادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة المتعلقة بمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها".
وذكرت "فورين بوليسي" أن قرارات الكونجرس عادة ما يستخدمها المشرعون للتعبير عن المشاعر القوية لدى أعضاء مجلسي النواب والشيوخ.
ومن المقرر أن يقدم القرار النائب الديمقراطي ستيف كوهين، ومن المتوقع أن ترعاه مجموعة حزبية من أعضاء مجلس النواب الموجودين بلجنة هلسنكي، وهي وكالة حكومية أمريكية مستقلة مكلفة بتعزيز حقوق الإنسان والأمن في أوروبا.
وبالرغم من أن القرار إذا جرت الموافقة عليه، لين يكون ملزما قانونا، إلا أنه يبعث بـ"رسالة إدانة قوية للأعمال الروسية ويشير إلى الجهود المستمرة لأعضاء الكونجرس لتقديم دعم متواصل لأوكرانيا يتجاوز الدعم العسكري"، وفق المجلة الأمريكية.
وفي أبريل/نيسان، وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن، الفظائع الروسية في أوكرانيا، بـ"عمل من أعمال الإبادة الجماعية".
وقال بايدن للصحفيين في ولاية آيوا حينها: "سندع المحامون يقررون دوليًا ما إذا كانت مؤهلة (لهذا الوصف) أم لا، لكنها تبدو بالتأكيد كذلك بالنسبة لي."
وردد رئيسا وزراء كندا وبريطانيا كلمات بايدن بينما رفض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز استخدام هذا المصطلح، مما يؤكد الاختلافات طويلة الأمد داخل المجتمع الدولي بشأن هذا التوصيف.
ما هي؟
وكجريمة، تختلف الإبادة الجماعية عن الأعمال الوحشية الجماعية الأخرى، وتعرف في اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية على أنها "الأفعال المرتكبة عن قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية."
ومنذ عام 1989، اعترفت وزارة الخارجية الأمريكية بثماني عمليات إبادة جماعية، حيث أعلنت مؤخرًا أن الهجمات على المسلمين الروهينجا في ميانمار إبادة جماعية.
ويمكن لتصنيف الولايات المتحدة الأعمال بالإبادة الجماعية أن يستغرق أعواما لجمع وتحليل الأدلة.
وأشار كبار المسؤولين في إدارة بايدن إلى أن كلمات الرئيس في أبريل/نيسان لا تمثل تحولًا رسميًا في السياسة الأمريكية.
وأشارت "فورين بوليسي" إلى أن إثبات أن الجرائم تم تنفيذها بالقصد المتعمد للإبادة الجماعية غالبا ما يكون من أمر صعب قانونا.
وتحظى أوكرانيا بدعم غربي واسع بالنظر لعلاقات العداء مع روسيا، وقد وظفت العواصم الغربية طاقتها لمساندة كييف.
وترفض موسكو هذه الاتهامات، وفي المقابل تقول إن عمليتها العسكرية تأتي في محاولة لحماية الأقلية الناطقة بالروسية في أوكرانيا من بطش النازيين الجدد كما تطلق على الحكومة الأوكرانية والتنظيمات المسلحة الموالية لها في الشرق.