كونور مكغريغور.. مصارع يخوض نزال الرئاسة بإيرلندا

أعلن نجم الفنون القتالية المختلطة الإيرلندي الشهير، كونور مكغريغور، اعتزامه خوض الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني 2025.
وتعهّد مكغريغور، المعروف بشخصيته المثيرة للجدل داخل الحلبة وخارجها، باستخدام شعبيته لمعارضة سياسات الهجرة التي تتبناها الحكومة الإيرلندية، ولا سيما مشاركتها في اتفاقية الاتحاد الأوروبي لتوزيع طالبي اللجوء بين الدول الأعضاء.
السياق السياسي: موجة اليمين تتسع
يعكس ترشّح مكغريغور موجة متصاعدة من الشعبوية والسياسات اليمينية في الغرب. فقد شهدت الأشهر الأخيرة نجاحات متتالية لسياسيين وأحزاب قومية ومعادية للهجرة، بدءًا من فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
كما حقق حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني مكاسب كبيرة في الانتخابات البرلمانية الألمانية في فبراير/شباط 2025.
ويُتوقع أن تمنح هذه الموجة مكغريغور زخمًا إضافيًا، خاصة مع تصاعد الاحتجاجات في إيرلندا ضد تدفّق المهاجرين، التي بلغت ذروتها بأعمال شغب في دبلن في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بعد حادثة طعن نُسبت إلى مواطن جزائري.
عقبات دستورية: طريق شائك نحو الترشيح
رغم الضجة الإعلامية التي أثارها إعلان مكغريغور، فإنه يواجه عوائق قانونية جدية. فالدستور الإيرلندي يشترط للتقدم للانتخابات الرئاسية الحصول على دعم 20 عضوًا من البرلمان أو تأييد 4 مجالس محلية من أصل 31.
ومع سيطرة الأحزاب الرئيسية، مثل "فينا فايل" و"شين فين"، على المشهد السياسي، ورفضها لخطابه المناهض للهجرة، تبدو فرصه في حشد الدعم اللازم ضئيلة للغاية.
وتُعد معارضة اتفاقية الهجرة الأوروبية محورًا أساسيًا في حملة مكغريغور، إذ تنص الاتفاقية على إلزام الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي باستقبال حصص محددة من اللاجئين. ورغم موافقة الحكومة الإيرلندية على الانضمام للاتفاقية، إلا أن تزايد أعداد الوافدين أثار غضبًا شعبيًا، خاصة في المناطق الريفية التي تشهد تحولًا ديموغرافيًا سريعًا.
فرص الفوز.. توقعات متشائمة
تشير تقييمات الخبراء واستطلاعات الرأي إلى ضعف فرص مكغريغور في الفوز. فقد قدّرت شركة "بويل سبورتس" للمراهنات فرص فوزه بنسبة 3.8% فقط، بينما يُتوقع أن تكون المنافسة قوية من شخصيات بارزة، مثل رئيس الوزراء السابق بيرتي أهيرن، والمغنية فرانسيس بلاك، التي تحولت إلى سيناتور.
ولا يخلو ترشح مكغريغور من الجدل. فقد أثارت زيارته للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في البيت الأبيض يوم القديس باتريك تساؤلات حول احتمال وجود تدخل خارجي في الانتخابات الإيرلندية.
كما أن مكغريغور يواجه حكمًا قضائيًا بعد إدانته في قضية اغتصاب، حيث صدر بحقه قرار بدفع 250 ألف يورو كتعويضات، وهو ما يستأنفه حاليًا.
وحتى إذا فشل مكغريغور في الفوز بالانتخابات، فإن حملته قد تعيد تشكيل النقاش حول الهجرة في إيرلندا، مما قد يدفع الأحزاب التقليدية إلى تبني خطاب أكثر تشددًا حيال المهاجرين.
من هو؟
وُلد كونور مكغريغور في 14 يوليو/تموز 1988 في دبلن، أيرلندا، ونشأ في حي كروملين.
منذ صغره، أبدى اهتمامًا بالرياضات القتالية، حيث بدأ بممارسة الملاكمة في سن الثانية عشرة قبل أن يتحول إلى الفنون القتالية المختلطة.
بدأ مسيرته الاحترافية في عام 2008، ليصبح لاحقًا أحد أشهر المقاتلين في تاريخ «يو إف سي»، وأول من يحمل لقبين في وزنين مختلفين (وزن الريشة والوزن الخفيف) في الوقت نفسه.
حقق مكغريغور العديد من الإنجازات البارزة، أبرزها فوزه بلقب وزن الريشة في «يو إف سي» بعد تغلبه على جوزيه ألدو خلال 13 ثانية فقط في عام 2015، وهو أسرع انتصار بالضربة القاضية في نهائي البطولة.
كما فاز ببطولة الوزن الخفيف في 2016 بعد هزيمته لإيدي ألفاريز، ليصبح أول مقاتل في تاريخ المنظمة يحمل لقبين في وقت واحد.
وخاض أيضًا نزالًا تاريخيًا في الملاكمة ضد فلويد مايويذر عام 2017، الذي جذب اهتمامًا عالميًا، رغم خسارته في الجولة العاشرة.
وعلى الصعيد الشخصي، يرتبط مكغريغور بعلاقة طويلة الأمد مع دي ديفلين، والتي أنجب منها 3 أطفال.
ويُعرف بأسلوب حياته الفاخر وحبه للسيارات الفارهة والساعات الثمينة، كما أطلق علامته التجارية الخاصة في مجال المشروبات الكحولية والأزياء الرياضية.
ورغم نجاحه الرياضي، واجه العديد من القضايا القانونية، بما في ذلك مشاجرات وعنف خارج الحلبة، ما جعله شخصية مثيرة للجدل داخل وخارج عالم القتال.
aXA6IDMuMTI4Ljk0LjE3MSA= جزيرة ام اند امز