الشرع يوقّع مسودة الإعلان الدستوري.. «تاريخ جديد» في سوريا

وقّع الرئيس السوري أحمد الشرع، الخميس، مسودة الإعلان الدستوري الذي صاغته لجنة مكلفة بالمهمة، مشيدا بما وصفه بـ"تاريخ جديد" في البلاد، آملا أن يكون "فاتحة خير"، بعد نزاع مدمر بدأ قبل 13 عاما.
ونصّ الإعلان المؤلف من أربعة أبواب، على "الفصل المطلق" بين السلطات، وبعد تلاوة عضو لجنة الصياغة عبد الحميد العواك أبرز بنود المسودة خلال مؤتمر صحفي في القصر الرئاسي، وقّع الشرع الإعلان الدستوري. وقال "هذا تاريخ جديد لسوريا، نستبدل فيه الظلم بالعدل... ونستبدل فيه أيضا العذاب بالرحمة"، آملا في أن يكون "فاتحة خير للأمة السورية على طريق البناء والتطور".
وحدّد الإعلان الدستوري، وفق البنود التي تلاها العواك، "المرحلة الانتقالية بخمس سنوات" على أن يتم "إحداث هيئة لتحقيق العدالة الانتقالية" بهدف "تحديد سبل المساءلة ومعرفة الحقائق وإنصاف الضحايا والناجين".
وفي ما يتعلق بعمل السلطات، جاء في الإعلان الدستوري "لأن مبدأ الفصل ما بين السلطات كان غائبا عن النظم السياسية، تعمّدنا اللجوء إلى الفصل المطلق بين السلطات" بعدما عانى السوريون "سابقا من تغوّل رئيس الجمهورية على باقي السلطات".
وبحسب الإعلان الدستوري، يعود للرئيس الانتقالي "تعيين ثلث" أعضاء مجلس الشعب الذي يتولّى "العملية التشريعية كاملة وبشكل منفرد".
وقال العواك إنه سيتم في المرحلة المقبلة تشكيل هيئة عليا للانتخابات ستتولى الإشراف على انتخابات اختيار أعضاء مجلس الشعب.
ويتولّى رئيس الجمهورية السلطة التنفيذية، على أن يساعده الوزراء في مهامه، في خطوة قال العواك إنها تشكل "خيارا مناسبا مبنيا على ضرورة سرعة التحرك لمواجهة أي صعاب أو أحداث في المرحلة الانتقالية".
ومنح الإعلان الدستوري الرئيس صلاحية استثنائية واحدة، وهي إعلان حالة الطوارئ.
وأكد على "استقلالية" السلطة القضائية و"منع إنشاء المحاكم الاستثنائية" التي عانى منها السوريون كثيرا في الحقبات الماضية.
وفي ما يتعلق بالحريات والحقوق، نصّ الإعلان الدستوري، وفق العواك "على مجموعة كبيرة من الحقوق والحريات منها حرية الرأي والتعبير والإعلام والنشر والصحافة". كما نصّ على "حق" المرأة "في المشاركة بالعمل والعلم وكفل لها الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية".
ومن بين البنود التي تضمنها الإعلان الدستوري، "ضرورة تشكيل لجنة لكتابة دستور دائم".
وأمل العواك أن يشكّل الإعلان الدستوري "رافعا ومعينا للدولة السورية أرضا وقيادة وشعبا في هذه المرحلة الانتقالية الممهدة لمزيد من الاستقرار".
ويصبح الإعلان الدستوري ساري المفعول بمجرد نشره رسميا.
وأطاحت فصائل معارضة تقودها هيئة تحرير الشام التي تزعمّها الشرع، بحكم بشار الأسد مع دخولها دمشق في الثامن من ديسمبر/كانون الأول إثر هجوم بدأته من معقلها في شمال غرب البلاد في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني.
وأعلنت السلطات الجديدة حينها تعيين حكومة تصريف أعمال لمدة ثلاثة اشهر، أي حتى مطلع مارس/آذار، إلا أنه لم يتم بعد تشكيل حكومة انتقالية.
aXA6IDE4LjIyNC4zMS4xMzAg جزيرة ام اند امز