"بشرة خير" بالروسي وتحدي السترات الفرنسية.. قصص استفتاء مصر بالخارج
في تمام التاسعة صباحًا بكل بلاد العالم بدأت البعثات الدبلوماسية المصرية في استقبال سفراء الشعب المصري كل في بلد إقامته.
في تمام التاسعة صباحًا في كل بلاد العالم بدأت البعثات الدبلوماسية المصرية في استقبال سفراء الشعب المصري كل في بلد إقامته.
ورغم أنه اليوم الأول، فإن الجاليات المصرية ومسؤوليها أكدوا في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية" الحضور الكبير من أجل المشاركة في الاستفتاء على تعديل بعض المواد الدستورية التي تستمر في الخارج حتى يوم الأحد المقبل، وتبدأ داخل مصر غدًا السبت لتنتهي الإثنين المقبل.
كان لرؤساء الجاليات المصرية شهادات وحكايات مع أول أيام الاستفتاء وثقوها في مكالمات هاتفية مع "العين الإخبارية".
أسبوع الإجازات
يقول الدكتور مجدي كامل، أحد الناشطين من الجالية المصرية في أستراليا، إن الاستفتاء على الدستور يجرى الآن وسط أجواء من السعادة تهيمن على الجالية المصرية التي تنشأ بمجرد أن يشعر أفراد هذه الجالية أنهم مدعون من قِبَل وطنهم لمساندته رغم بعدهم عنه في حيز المكان.
ويضيف لـ"العين الإخبارية" أن مصر دائمًا ما تشغل المهاجر في قلبه وعقله باستمرار، لافتًا إلى أن الاستفتاء على التعديلات الدستورية الذي تجرى فعالياته الآن ولمدة 3 أيام يتم في أسبوع من الإجازات في أستراليا، والفرصة كبيرة للمشاركة حتى لمن يقضي إجازته الأسبوعية خارج "دبلن"، أمامه فرصة ليضع صوته في الصندوق إلى يوم الأحد، لاسيما أن مدة التصويت يوميًا تبدأ في تمام التاسعة صباحًا وحتى التاسعة مساءً.
ويتابع كامل: في أول أيام الاستفتاء لاحظت حضور كبار السن والأطفال والشباب والمرأة وجميع الأطياف، وكان التدفق مستمرا بدون زحام.
وأشاد كامل بدور وزارة الهجرة المصرية التي ساهمت بشكل كبير في الإقبال الملحوظ جدًا من الشباب الذي يمثل الجيل الثاني والثالث من أبناء المهاجرين، وكثير منهم لم يولد في مصر، ولكن تعمق انتماؤهم لها بسبب اهتمام وزارة الهجرة.
ولفت إلى أن الوزارة منذ فترة دعت عددا لا بأس به من هؤلاء الشباب وصل إلى 80 شابا وشابة لزيارة مصر وكان لهذا الأثر الكبير في تعميق الانتماء للأم مصر.
وأشار إلى أن كل من يمتلك بطاقة رقم قومي له حق التصويت، وهو ما وجب التنويه إليه وإلى أن الدولة المصرية كل عامين ترسل لجنة خاصة تكون مهمتها استخراج بطاقات الرقم القومي لمن لا يمتلكونها ومعظمهم من الشباب، وقال: خسارة قومية كبيرة جدًا إذا لم نحرص على استخراج هذه البطاقات للشباب المحب لوطنه.
تحدي السترات الصفراء
صالح فرهود، رئيس الجالية المصرية في فرنسا، يقول إن اليوم يوم عمل في فرنسا والمصريون رغم أنهم في أشغالهم فإن كثيرا منهم نزل للإدلاء بصوته في الاستفتاء على تعديل بعض أحكام الدستور، مؤكدًا أن الحضور يتزايد مع انتهاء يوم العمل عقب الساعة الخامسة عصرًا، ورجح أن يستمر على هذه الشاكلة على مدار أيام التصويت الثلاثة.
ورغم الأحداث السياسية غير المستقرة خاصة ما يطلق عليه "السترات الصفراء" في فرنسا، يؤكد فرهود في حديث لـ"العين الإخبارية" أن المصريين وضعوا في أذهانهم أنهم سيشاركون في الاستفتاء رغم كل الظروف ولن يمنعهم شيء عن المشاركة في صياغة مستقبل بلدهم، وأن المشاركة السياسية بالنسبة لهم تحدٍ يجب هزيمته.
ويشير رئيس الجالية المصرية في فرنسا إلى أن الشارع الفرنسي والحكومة الفرنسية مرحبة بشدة بهذه الأجواء الديمقراطية المصرية التي تُمارس داخل اللجان الانتخابية بحضور البعثة الدبلوماسية المصرية والقنصل شريف الدواني والسفير المصري إيهاب بدوي.
وأوضح أن فرنسا تبارك هذه الديمقراطية وتشاهد عن كثب كيف أن مصر تبني مستقبلًا مبهرًا ونهضة حديثة، ويدركون جيدًا حجم الاتفاقات الاقتصادية والعسكرية والسياسية المختلفة بين الدولتين ويقدرون قيمة مصر وشعبها ونهضتها الحديثة.
وعن رسالته للناخب المصري الذي يبدأ ممارسة حقه تجاه الاستحقاق نفسه، يقول فرهود في رسالة مختصرة ومركزة له: "نحن 12 مليونا مصريا مغتربين، كثير منا تخطت غربته حاجز الثلاثين عامًا، مهمومون لمصر ونشعر بها ونراها، بما يجرى فيها الآن، أنها ستكون واحدة من أفضل بلاد الدنيا، "من فضلكم عشان خاطرنا انزلوا ومارسوا حقكم وادعموها لأنها هتبقى قد الدنيا"، واستخدم في ذلك فرهود مقولة شهيرة للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
بصمة إماراتية
في الإمارات العربية المتحدة، يقول محمد وزير، المنسق الإعلامي بالنادي المصري بمدينة العين في أبوظبي، إن الإقبال في أول أيام الاستفتاء ضخم جدًا بين المصريين في الإمارات، موضحًا أن النادي يقوم بدوره في توفير وسائل المواصلات لنقل المصريين إلى مقر التصويت في أبوظبي، كما يتم توفير كل وسائل الراحة والأمان لهم.
وأشار لـ"العين الإخبارية" إلى أن المصريين من جميع الفئات يشاركون في بهجة اعتادوها في مثل هذه الظروف، وكما يفعل المواطنون في مصر يفعلون هنا أيضًا، فلم يتوقفوا عن سماع الأغاني الوطنية طوال اليوم مبتهجين بالحدث الذي يشاركون فيه.
وعن تفاعل الإماراتيين مع إخوانهم المصريين يقول فوزي: "إن الإمارات دائمًا وكعادتها صاحبة بصمة خاصة في مثل هذه الأحداث، فالإماراتيون يشاركون المصريين فرحتهم، وكذلك منهم من تبرع بتوفير وسائل مواصلات لنقل الناخبين إلى مقر التصويت، ونصب الخيام في محيط اللجنة لوقاية الناخبين من أشعة الشمس، وغيرها من مظاهر المشاركة الراقية".
"بشرة خير" على الطريقة الروسية
في روسيا يقول أيمن العيسوي، رئيس الجالية المصرية هناك، إن المشاركة في الاستفتاء تقدر في اليوم الأول بنحو 60%، وهي مشاركة فعالة إذا أخذنا في الاعتبار أن الجمعة يوم عطلة رسمية، لافتًا إلى أن اليومين القادمين ستتحرك حافلات من مدن تبعد عن موسكو بما لا يقل عن 1000 كيلومتر لغرض المشاركة في الاستفتاء.
ويضيف العيسوي في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" أن الجالية نظمت جلسات نقاشية مع المصريين لتشرح لهم تفاصيل التعديلات التي يتم الاستفتاء عليها ولماذا يتم التعديل في الأساس وشرحت لهم كل الأمور الغامضة حتى تتسنى لهم المشاركة الفعالة.
وأضاف أن الشعب الروسي شارك المصريين فرحتهم حتى أن بعضهم كان يتمنى لو يُسمح له بالحضور إلى مقر السفارة لمشاركة المصريين هذه اللحظات الخاصة السعيدة.
وعن مشاركتهم للمصريين أجواء البهجة، يقول رئيس الجالية إن الروس يحبون أغنية "بشرة خير" الشهيرة التي يغنيها المطرب الإماراتي حسين الجسمي ويعشقون سماعها وترديدها مع المصريين، لا سيما أن هذه الأغنية ارتبطت بهذه الأجواء، لافتًا إلى أن ما يجرى ليس عرسا استفتائيا سيتم بخير.
وناشد المصريين في الداخل بالتمسك بحقهم السياسي والخروج للتصويت والعمل فعليًا لإعلاء عقيدة "تحيا مصر"، مؤكدًا أن خروج الجاليات في الخارج لصناديق التصويت لا بد أن يكون دافعا للمواطن المصري داخل مصر.
aXA6IDE4LjExOS4xMjUuNjEg جزيرة ام اند امز