مشاورات السويد حول اليمن.. مصافحة السلام تنتصر للتحالف والشرعية
مصافحة تاريخية بين رئيسي وفدي الحكومة اليمنية والحوثيين فرشت سجاد العبور نحو التوصل لحل سياسي، في بلد يرنو إلى استعادة سلامه وأمنه.
مصافحة تاريخية بين رئيسي وفدي الحكومة اليمنية والحوثيين، اليوم الخميس، فرشت سجاد العبور نحو التوصل لحل سياسي، في بلد يرنو إلى استعادة سلامه وأمنه.
ففي مشهد ختام مشاورات السلام اليمنية التي انطلقت بالسويد، الخميس الماضي، جرت المصافحة بين رئيسي وفدي الحكومة اليمنية وزير الخارجية خالد اليماني، ومليشيا الحوثي محمد عبدالسلام، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، ومبعوثه إلى اليمن مارتن جريفيث وأمام عدسات الكاميرات.
جولة المشاورات التي واكبتها "العين الإخبارية" عبر مراسلتها إلى هناك، انتهت بالاتفاق على ملفات الأسرى وتعز والحديدة.
وقال جوتيريش، خلال مؤتمر صحفي بالجلسة الختامية للمشاورات "توصلنا إلى اتفاق بشأن ميناء الحديدة، يقضي بإخراج القوات المتحاربة من المدينة".
واعتبر المسؤول الأممي أن الاتفاق بشأن الحديدة "سيحسن الظروف المعيشية لملايين اليمنيين"، مضيفا أنه "مهم ومن أصعب ملفات المشاورات ويبعث فينا الأمل".
وثمن جوتيريس التوصل إلى اتفاق يقضي بتخفيف حدة التوتر في مدينة تعز المحاصرة من قبل مليشيات الحوثي منذ أغسطس/آب 2015، ومواصلة التفاهمات في جولة مشاورات مقبلة مقررة في يناير/كانون الثاني 2019.
وأشار إلى أن الاتفاق أيضا بين الأطراف اليمنية على وضع إطار لتنفيذ الاتفاقات المذكورة، والتي تضاف إلى الاتفاق المبرم حول تبادل الأسرى والمعتقلين والمخفيين.
3 ملفات من بين 6 بحثتها مشاورات السويد حول اليمن، حققت اختراقا يحسب للجهود الأممية ودعم التحالف العربي بقيادة السعودية، إذ قلب المعادلة على الأرض لصالح قوات الشرعية، ما أجبر المليشيا على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وتبحث المشاورات ملفات يشمل أبرزها إطلاق سراح الأسرى، والقتال في الحديدة، وحصار مدينة تعز، فضلا عن إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين، ومطار صنعاء.
نجاح يعتبر محوريا، خصوصا أنه شمل أحد أهم الملفات العالقة، وهو الحديدة وميناؤها الاستراتيجي، ما يجدد الآمال بالمضي قدما نحو الحل السياسي، لا سيما أن الاتفاق يتضمن انسحاب مليشيا الحوثي من موانئ المحافظة، وفق ما أعلنه رئيس وفد الحكومة الشرعية خالد اليماني.
فهذا الاتفاق يعني أن الحديدة ستعود إلى السلطات الشرعية عبر مؤسسات الدولة، وهذا "إنجاز كبير"، وفق ما قاله اليماني أثناء المؤتمر الصحفي عقب المشاورات الختامية للسلام في اليمن.
وأوضح اليماني أنه "لأول مرة في تاريخ الانقلاب تقبل مليشيا الحوثي الانسحاب من موانئ الحديدة".
التعنت الحوثي مستمر
لا يزال التعنت الحوثي يثير مخاوف من إمكانية إجهاض الاتفاقات المبرمة عبر عرقلة تطبيقها على الأرض.
فرغم النجاح في اختراق ملف الحديدة الذي يعد طريق الحل السياسي في اليمن، وفق جوتيريس، إلا أن "المشاورات لم تتمكن من إقناع الطرف الانقلابي في رفع الحصار الكامل عن مدينة تعز "، حسب اليماني.
أما بالنسبة إلى الملف الاقتصادي، فأفاد اليماني بعدم التوصل إلى اتفاق حوله "نتيجة تعنت الطرف الانقلابي".
تعنت تخشى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أن يعيد المشاورات إلى مربعها الأول، خصوصا أن الاتفاقات المبرمة تظل اتفاقات نوايا، في انتظار تفعيلها، وهنا تكمن المخاوف من استمرار تراجع المليشيا الانقلابية عن الاتفاقات عبر خلق عراقيل على الأرض.
التحالف العربي.. راية سلام باليمن
يجمع محللون على أن النجاح الذي حققته مشاورات السويد حول اليمن ما كان ليرى النور لولا الضغوط العسكرية للتحالف العربي على الحوثيين، حيث أسهمت في تغيير موازين القوى على الأرض لصالح الحكومة الشرعية، وأجبر المليشيا على الخضوع للمفاوضات.
أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الإمارات أعرب في سلسلة تغريدات عبر "تويتر" عن ترحيب بلاده باتفاق الحديدة، مؤكدا أنه يشكل نتاجا لـ"الضغط العسكري الذي مارسته قوات التحالف العربي والقوات اليمنية على الحوثيين في الحديدة".
خطوة محورية بمسار السلام تثبت أن "التحالف العربي أوفى بالتزامه بتجنيب مدينة الحديدة ومينائها العمليات العسكرية، حفاظاً على أرواح المدنيين والبنية التحتية الإنسانية". كما قال قرقاش.
وأبدى الوزير الإماراتي التزام بلاده بالمسار السياسي والجهود التي تقودها الأمم المتحدة، لافتا إلى أهمية استمرار هذه الخطوات والجهود لضمان استقرار اليمن وازدهاره.
نجاح يكلل جهود التحالف الذي وضع منذ تدخله في اليمن قبل 3 سنوات، هدفا رئيسيا يتمثل بحل الأزمة سياسيا.
aXA6IDMuMTQ0LjEwMy4yMCA= جزيرة ام اند امز