التهاب الجلد التماسي.. هاني الناظر يكشف الأسباب والعلاج
التهاب الجلد التماسي حساسية تصيب الإنسان عند ملامسة الجلد لأشياء معينة يعتبرها الجهاز المناعي بمثابة أجسام غريبة ينتج عنها تفاعل
يعجُّ الجسم البشري بمقومات حماية ربانية من بينها جلد الإنسان، الذي يتكون من 7 طبقات أعلاها قشرة خارجية تعرف بالبشرة، وتحتها الأنسجة الآدمية التي تحميه من البيئة الخارجية، لكن تفاعل الجلد مع أي مواد يلامسها تختلف من شخص إلى آخر، ما يفسر كيف تكون واحدا من المعرضين لمرض التهاب الجلد التماسي.
ويشرح هاني الناظر، طبيب الجلدية والرئيس الأسبق للمركز القومي المصري للبحوث، طبيعة مرض التهاب الجلد التماسي، موضحا أنه عبارة عن حساسية تصيب الإنسان عند ملامسة الجلد لأشياء معينة يعتبرها الجهاز المناعي بمثابة أجسام غريبة ينتج عنها تفاعل، أي أنه رد فعل تحسسي للجلد يظهر في صورة التهاب على هيئة إكزيما.
الأسباب والأعراض
تعد مسببات التهاب الجلد التماسي متعددة ولا يمكن حصرها، خاصة أن ما يسبب التهابا لشخص عند ملامسته قد لا يسبب لغيره شيئا، ويتوقف الأمر على طبيعة الجلد. مثلا قد يرتدي أحدهم ساعة يسبب إطارها المعدن حساسية له، في حين أن سيدة قد تمسك بأسفنجة غسيل الصحون وتسبب لها الالتهاب.
من المعادن للمجوهرات للأطعمة المختلفة للمنظفات، ومن مستحضرات التجميل للعطور للأدوية، ومن النباتات للمواد الكيماوية، كل ذلك من المسببات ويمكن أن يكون أي شخص معرضا لهذا الالتهاب في أي وقت.
يقول الناظر إن هناك مسببات قد لا تخطر على بال أحد، من بينها الحنة والتاتو وثقوب الأنف المنتشرة، محذرا منها خاصة أنها تسبب التهابا صعبا قد يصل لدرجة الحروق.
ويقول إن أعراض التهاب الجلد التماسي قد تظهر على هيئة التهاب خفيف ثم تشتد حدته، تصاحبه رغبة شديدة في الحكة والتهيج.
ويضيف: "من الممكن أن تحدث تطورات وتكون فقاعات مائية يخرج منها سائل أصفر، وهنا إذا لم يتم علاجها في الوقت المناسب قد تنمو البكتيريا على هذه الفقاقيع وتتحول إلى بثور".
لمعرفة ما إذا كانت هذه الحكة هي بداية طفح جلدي ناتج عن الإصابة بالتهاب الجلد التماسي أو غيره من الالتهابات، يقول: "يلاحظ الشخص الذي تحدث له الحكة فور ملامسة شيء بعينه نفسه، مثل جلوس شخص على سجادة فيكون جلده متحسسا تجاه خيوطها".
ويحذر أستاذ الجلدية من التعرض للشمس بعد الإصابة بهذا الالتهاب، إذ يحدث تفاعل ضوئي يزيد من حدة التحسس، وهو ما يعرف بالتهاب الجلد التماسي الضوئي.
ويتابع :"يمكن أن يحدث هذا التفاعل الضوئي مع أي مواد تلامس جلد الإنسان، وأكثرها شيوعا غسول ما بعد الحلاقة أو مستحضرات الوقاية من الشمس والتجميل والعطور".
الوقاية والعلاج
بخلاف أي مرض، فإن التهاب الحساسية الموضعية لا توجد له وسائل للوقاية إلا في حالة التعرض للمادة المسببة للحساسية، كأن يعرف أحدهم أن نوعا معينا من الورد يسبب له التهاب موضعي، فلا يعيد ملامسته مجددا.
وتقدم المراكز البحثية والطبية في بعض الدول أمصالا تمد أصحاب الحساسية تجاه أشياء متعددة مناعة تستمر لمدة ٣ أشهر، فيما يحرص الأطباء على اختبار بعض الأدوية قبل إعطائها للمريض خوفا من رد فعل الجسم التحسسية تجاه المادة الفعالة التي يتكون منها الدواء.
رغم أن شكل الجلد والحكة تزعج المصاب بالالتهاب وتسبب له مخاوف، لكن أطباء الجلدية أكدوا أنه لا يهدد حياة المصاب وليس خطيرا حال المتابعة الطبية في التوقيت المناسب.
يقول أحمد إسماعيل، استشاري أمراض جلدية، لـ"العين الإخبارية" إن التهاب الجلد التماسي غير منتشر وهو نادر الحدوث، لا سيما أن البعض قد يكون لديه تحسس تجاه مواد بعينها ولا يعلم إلا عند ملامستها.
ولا توجد إحصائية رسمية للمصابين بالتهاب الجلد التماسي، وهو ما يفسره إسماعيل بقوله: "هناك شخص قد يلامس شيئا ويصاب بالالتهاب ويعالج منه ولا يعرف ما الذى تحسس منه على وجه التحديد. هذا يحدث بخلاف الذين لم يختبروا بعد مدى حساسيتهم تجاه أشياء تسبب لهم الالتهاب".
عن طبيعة العلاج، ينصح الناظر بالبعد عن المسببات ثم التوجه لطبيب مختص يشخص الحالة ويصف العلاج المناسب، مضيفا: "عادة ما يكون العلاج عبارة عن أقراص مضادة للهيستامين مع دهان المكان المصاب بكريمات مضادة للالتهاب، خاصة التي تحتوي على مادة الكورتيزون".
