وسط تفشي كورونا.. مرضى "نقص المناعة" في ووهان يعانون
العديد من المرضى يشعرون بالتردد للتواصل مع السلطات المحلية لاستلام علاجهم؛ خوفا من معرفة المحيطين بهم بأمر إصابتهم بفيروس "HIV".
يواجه الآلاف ممن يعانون من فيروس نقص المناعة البشرية "HIV"، في مدينة ووهان ومقاطعة هوبي المحيطة في الصين، أزمة في الحصول على أدوية، أو مغادرة منازلهم بدون تصريح، في ظل الإغلاق الذي فُرض عليهم بسبب انتشار فيروس كورونا الجديد.
ويتردد كثيرون في التواصل مع السلطات المحلية لتوصيل علاجهم؛ خوفا من معرفة المحيطين بهم بأمر إصابتهم بفيروس "HIV" المؤدي إلى الإيدز، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
نضال وسط كورونا
وكانت المدينة لا تزال في المراحل الأولى للإغلاق، لإبطاء انتشار فيروس كورونا الذي حصد أرواح 4600 شخص على الأقل حول العالم، وفقاً لجامعة جونز هوبكينز.
وفي الأوضاع العادية، كان ألكس يستقل القطار أو سيارة الأجرة، لكن كان هذا بات مستحيلا، فأصبح يستقل دراجته ويتجه بها عبر الطرق الخلفية لتجنب نقاط التفتيش الشرطية، حيث لم يكن أمامه متسع من الوقت للحصول على العلاج قبل الإغلاق التام.
ويقول خبراء محليون إن هناك نحو 20 ألفاً مصابين بـ"HIV" أو (الإيدز) في مقاطعة هوبي.
وأجرت شبكة "سي إن إن" مقابلات مع مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في الصين، لكنها غيرت أسماءهم خشية تعرضهم للوصم الاجتماعي والعنصرية.
الحياة في خوف
لين فينج، صاحب الـ69 عاماً، مصاب بـ"HIV" منذ 5 سنوات، وعاد عامل البناء سابقاً إلى ووهان ويعيش الآن بمفرده، معتمدًا على المعونات التي تقدمها الحكومة للمسنين المصابين بالمرض.
وقال إنه تأثر نفسيا بشدة لدى سماع تشخيص حالته، وفكر في إنهاء حياته، وبمرور الوقت حصل على دعم وتقبل أبنائه، لكن معظم الناس الذين يتعامل معهم في حياته اليومية لا يعلمون بشأن مرضه.
وأشارت شبكة "سي إن إن" إلى أن كثيرا من المصابين بالمرض في الصين يتعرضون لوصم اجتماعي وعزلة، حتى إن بعضهم يخسرون وظائفهم، أو تنبذهم عائلاتهم بعد الإعلان عن الأمر.
ويتلقى المرضى الذين لا يعانون حالات ثانوية، ولم تتطور إصابتهم بـ"HIV" لتصبح "إيدز"، على العلاج مجاناً.
ويحتاج كل شخص جاءت نتائجه إيجابية لـ"HIV" للحصول على جرعة أو جرعتين من الدواء يوميًا، وقال المرضى في هوبي ومقاطعة هونان لشبكة "سي إن إن" إن المستشفيات عادة ما توفر العلاج لمدة 3 أشهر بعد الفحص.
وبعد انتشار فيروس كورونا الجديد، بدأت الأدوية تنفد لدى لين، ولم يتمكن من مغادرة منزله، وتردد في أن يطلب من المسؤولين إحضار أدويته، خوفًا من اكتشاف حالته.
لكنه تمكن من العثور على رقم أحد المتطوعين من مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في ووهان، الذي أوصل إليه ما يحتاجه من الأدوية.