كارثة طبية بالأرجنتين.. مُسكّن شهير ملوث بالبكتيريا يقتل 87 مريضا حتي الآن

السلطات القضائية في الأرجنتين تُجري تحقيقات موسعة بعد وفاة عشرات المرضى عقب تلقيهم جرعات من مادة فنتانيل الملوثة في مستشفيات مختلفة.
فتحت السلطات القضائية في الأرجنتين تحقيقًا واسع النطاق إثر وفاة 87 مريضًا في مستشفيات بعدة مقاطعات، عقب تلقيهم جرعات من فنتانيل طبي ثبت تلوثه ببكتيريا خطرة، وهو ما دفع "الإدارة الوطنية للأدوية والأغذية والتكنولوجيات الطبية" (Anmat) إلى التقدم بشكوى رسمية، بعد أن كشفت تحاليل مخبرية في أحد المستشفيات عن وجود بكتيريا "كليبسيلا نيومونيا" و"رالستونيا بيكيتي" داخل عبوات هذا المسكن شديد الفعالية.
تفاصيل أزمة الفنتانيل في الأرجنتين
سُجلت حالات الوفاة في مستشفيات تقع في مقاطعات بوينس أيرس، وسانتا في (وسط البلاد)، وفورموزا (شمال شرق)، وكوردوبا (وسط)، بحسب ما صرّح به القاضي إرنستو كريبلاك، المسؤول عن ملف التحقيق، في مقابلة نُشرت الأربعاء 13 أغسطس/ آب 2025، في صحيفة "لا ناسيون" الأرجنتينية.
وفقًا للمعلومات المنشورة، فقد تم حتى الآن استجواب ما لا يقل عن 24 شخصًا على صلة بالقضية، من بينهم أرييل فورفارو غارسيا، مالك شركتي "إتش إل بي فارما" و"لابوراتوريوس رامايو"، واللتين يُشتبه في تورطهما بإنتاج وتوزيع دفعات الفنتانيل الملوثة.
وأشارت التقارير الطبية والقضائية إلى أن خمس شحنات من الفنتانيل الملوث تم توزيعها على ثمانية مستشفيات ومراكز طبية في مختلف أنحاء الأرجنتين، وهو ما يعزز من حجم الأزمة التي تواجهها المنظومة الصحية في البلاد.
احتجاجات في الأرجنتين بسبب فنتانيل ملوث
على خلفية هذه الوقائع، خرجت عائلات عدد من المرضى المتوفين في وقفة احتجاجية خارج المستشفى الإيطالي في مدينة لا بلاتا، الواقعة على بُعد نحو 60 كيلومترًا جنوب العاصمة بوينس أيرس، وذلك للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عما وصفوه بـ"فاجعة الفنتانيل"، ورفعوا لافتات تدعو لتحقيق العدالة لذويهم.
ونقلت صحيفة "لا ناسيون" عن خبراء طبيين تأكيدهم أن العدد الحالي للوفيات المسجلة قد يشهد تغيرات في الأيام المقبلة، مع مراجعة السجلات الطبية وتحليل بيانات المرضى الذين تلقوا العلاج بالفنتانيل خلال الفترة التي تم فيها تداول الشحنات الملوثة.
يُذكر أن مادة الفنتانيل تُستخدم طبيًّا كمسكن أفيوني قوي للغاية، وتُعطى بشكل خاص للمرضى الذين يعانون من آلام شديدة، مثل المصابين بأمراض مزمنة أو من خضعوا لعمليات جراحية كبيرة، نظرًا لتأثيرها القوي وسرعة مفعولها.