كونتي يدعو لإنقاذ الإيطاليين من "صدمة غير مسبوقة"
رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي:"نعيش صدمة غير مسبوقة بتكاليف بشرية واجتماعية واقتصادية عالية للغاية".
دعا رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، السبت، إلى إنقاذ الاقتصاد والمجتمع الإيطاليين من "الصدمة غير المسبوقة" التي أحدثها وباء كوفيد-19.
وفي مستهل محادثات عبر الفيديو بين قادة الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، طالب كونتي بتبني "خطة جريئة" لتجاوز أزمة البلاد في وقت رفضت شخصيات في المعارضة الإيطالية حضور المحادثات الطارئة التي تم تنظيمها على عجل وقوبلت بانتقادات واسعة.
- تداعيات كورونا.. إيطاليا تنعش الشركات المريضة بـ750 مليار يورو
- كورونا يفتك باقتصاد إيطاليا ويقوده للانكماش في النصف الأول
وقال كونتي في مستهل الاجتماع إن على قادة الاتحاد الأوروبي "إظهار أنهم فهموا بأن المسألة تتعلّق بالدفاع عن المصالح المشتركة".
وأضاف "نعيش صدمة غير مسبوقة بتكاليف بشرية واجتماعية واقتصادية عالية للغاية".
ومن المتوقع أن يسجل ثالث أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي انكماشا نسبته 8,3% على الأقل في عام 2020، حسب أكثر التقديرات تفاؤلاً من وكالة الإحصاءات الوطنية الإيطالية.
ولتحفيز النشاط في دول الاتحاد الأوروبي الأكثر تأثراً بأزمة كوفيد-19، اقترحت المفوضية الأوروبية خطة إنعاش بقيمة 750 مليار يورو (847 مليار دولار)، مؤلفة من 500 مليار يورو في شكل منح و 250 مليار يورو في شكل قروض.
ومن المتوقع أن تحصل إيطاليا على حوالى 172 مليار يورو من هذا المبلغ.
وقال كونتي "علينا كذلك استغلال (اللحظة) لتحويل الأزمة إلى فرصة للتخلّص من كافة العقبات التي تسببت بتباطؤ (في البلاد) على مدى السنوات العشرين الأخيرة".
وأكد أنه يشاطر رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الرأي بأنه "لا يمكننا السماح لأنفسنا بالعودة إلى ما كان عليه الحال قبل الأزمة".
وتنعقد المحادثات افتراضيا من قصر يعود إلى القرن السابع عشر هو "كازينو ديل بيل ريسبيرو"، والذي وصفه كونتي بأنه خيار فريد "للتذكير بجمال إيطاليا".
وقال: "في وقت نجتمع من أجل إعادة الإنعاش، علينا التأكد من أن العالم بأسره يركّز على جمال بلدنا".
وكانت فون دير لايين من بين المشاركين إضافة إلى مفوض الشؤون الاقتصادية في الاتحاد الأوروبي باولو جنتوليني ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ومديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا.
وقالت فون دير لايين "هذه اللحظة التي ينبغي عليكم فيها تطوير وتطبيق خطة تعافٍ فعالة"، مضيفة أن المفوضية ستدعم إيطاليا إلى حين تعافيها.
وأضافت الوزيرة الألمانية السابقة أن "أوروبا تحتاج لإيطاليا قوية في قلبها".
بدوره، أكد ميشال، الذي تشمل مهامه تنظيم قمم الاتحاد الأوروبي، أنه "من خلال تدعيم إيطاليا، ندعّم كذلك أوروبا".
ورغم حضور كبرى الشخصيات الأوروبية، قرر إيطاليون على غرار زعيم اليمين المتشدد ماتيو سالفيني عدم المشاركة في المؤتمر معتبرا أنه مجرّد استعراض لوسائل الإعلام يسعى رئيس الوزراء عبره لتحسين صورته.
ورغم ارتفاع معدلات التأييد خلال فترة الطوارئ المرتبطة بفيروس كورونا المستجد، يواجه كونتي استجوابات من ممثلي النيابة العامة بشأن طريقة تعامله مع الأزمة وتحديات سياسية في وقت تشهد البلاد ركودا عميقا.
وأشار رئيس الوزراء الأسبوع الماضي إلى أنه يسعى لتوحيد "قوى البلاد الأكبر" وجمع "الأفكار الأكثر فعالية" لتحقيق انتعاش اقتصادي بعد إغلاق دام شهرين.
وتشمل المقترحات رقمنة الإدارة العامة المتهالكة في إيطاليا وتحديث البنية التحتية وإعادة هيكلة نظام الجامعات الوطنية ضمن مسائل أخرى تحتاج للإصلاح.