مليشيا الحوثي تعيش "أبريل الأسود".. نزيف متواصل للقيادات والجبهات
دخول المقاومة الوطنية بقيادة طارق صالح في قلب المعركة أحدث المزيد من الإرباك للانقلابيين في الشهر الجاري، وأفقدهم بعض أبرز قادتهم.
قبل عدة أشهر ، بدا قائد مليشيا الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري مبتسماً أمام طلبة جامعة طهران، وواثقاً بأن "إيران ستحقق انتصاراً كبيراً وقريباً في اليمن، كما فعلت في بلدان أخرى"، لكنه يعيش الآن كابوس "أبريل الأسود"، تماماً كما تتجرعه مليشيا الحوثي على الأرض.
فقد شكَّل شهر أبريل/ نيسان نقطة تحول في مسرح العمليات العسكرية بالنسبة للمليشيات الحوثية الموالية لإيران؛ حيث تعاني حالة من الهلع والارتباك الشديدين، بعدما خسرت الكثير من المواقع والبلدات الاستراتيجية المهمة في عدة جبهات، وسقط المئات من مقاتليها، بينهم قيادات، في غضون أيام قليلة، تحت ضربات الجيش اليمني مسنوداً بالتحالف العربي.
وأحدث تشكيل مقاومة وطنية جديدة في الساحل الغربي بقيادة العميد طارق محمد عبدالله صالح، المزيد من الإرباك للمليشيا الانقلابية التي تسعى لحفظ ماء وجهها أمام أنصارها من أي هزيمة ستلحقهم من القائد العسكري الذي كان المطلوب الأول لهم عقب انتفاضة صنعاء ضد الحوثيين في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
عشرات الجثث تصل صنعاء
وفي هذا الإطار، ذكرت مصادر طبية لـ"العين الإخبارية" أن مستشفيات الحديدة وصنعاء استقبلت خلال الـ48 الساعة الماضية ما يقرب من 150 جثة من عناصر مليشيا الحوثي، أغلبهم قتلوا في جبهات الساحل الغربي وميدي، فضلاً عن مئات المصابين.
ومنذ الخميس الماضي، اشتعلت المعارك في معظم جبهات القتال اليمنية، خصوصا في جبهة الساحل الغربي، ما يرجح نية الشرعية والتحالف العربي بشأن حسم الأمور ميدانياً، ضمن خطة عسكرية شاملة لكسر شوكة الانقلاب المدعوم إيرانياً.
وشهدت جبهات القتال في كل من لحج وتعز وجنوب الحديدة وحجة وصعدة ونهم والجوف وصرواح مأرب معارك عنيفة، تمكّنت خلالها القوات اليمنية الموالية للشرعية، من السيطرة على مناطق ومرتفعات استراتيجية مهمة، وسط “انكسارات” وخسائر فادحة تكبدها الحوثيون في الأرواح والعتاد.
ويرى مراقبون عسكريون أن التكتيك الجديد الذي ينتهجه جيش الشرعية بفتح جبهات قتال جديدة وتفعيل الجبهات الراكدة سيخلق إرباكاً شديداً للمليشيات.
وقال العقيد المتقاعد نجيب الجبري لـ"العين الإخبارية"، إن هذا التكتيك سيعمل على إصابة تحركات وقدرات المليشيات الحوثية بالشلل، وسيحد كثيراً من إمكانياتها في تعزيز جبهاتها التي باتت تتخذ وضعيات دفاعية سعياً للحفاظ على مواقعها، وهو ما قد يؤدي إلى حسم المعركة سريعًا.
وبينما أكد أن "الخارطة العسكرية ستشهد تغيراً واضحاً خلال الأسابيع المقبلة"، لفت العقيد الجبري، إلى أن "الهزيمة النهائية المرتقبة التى ستمنى بها المليشيات الحوثية مرتبطة بعامل زمنى قصير، خصوصا في حال استمرت القوات بهذا التكتيك المربك للمليشيات".
وتوقع الخبير العسكري بأن تعيد المليشيات الانقلابية النظر في خططها العسكرية، وفقاً للمعطيات الجديدة والتغير الطارئ على تكتيكات الجيش الوطني، وبما يساعدها في التماسك ويحفظ جبهاتها من الانهيار الوشيك، عبر اللجوء إلى إعادة هيكلة قواتهم على الأرض وإعادة ترتيب تموضعها في المواقع التي ما زالوا يسيطرون عليها، أو محاولة تجنيد إجبارية.
إعادة الانتشار
وحصلت "العين الإخبارية" على معلومات من مصدر عسكري مطلع تفيد بأن مليشيا الحوثي قامت بسحب عدد كبير من مقاتليها في جبهات الحدود ونهم وصرواح والضالع، للدفع بهم إلى جبهتي صعدة والساحل الغربي، تحسباً لأي تقدم مباغت من قوات المقاومة الوطنية بقيادة العميد طارق محمد عبدالله صالح، والمسنودة من القوات المسلحة الإماراتية.
وأشارت تقارير عسكرية، إلى أن مليشيا الحوثي قامت مؤخراً بتشكيل 5 مجاميع متحركة من عناصر ما تسمى "النخبة" لديها، الذين تلقوا تدريبات عالية على أيدي مدربين إيرانيين ولبنانيين من مليشيا "حزب الله"، وقسمت تلك المجاميع إلى مجموعات صغيرة تسمى فصائل، في إطار خطة جديدة تحاول من خلالها التعامل مع المتغيرات الجديدة، خصوصا في ظل العجز الكبير الذي تعاني منه في أعداد المقاتلين.
وبحسب التقارير ذاتها، فإن هذه المجاميع المتحركة ستسند إليها مهام الهجوم والانسحاب، متنقلة في أكثر من جبهة، بينما سيتولى المقاتلون الجدد، الذين يتم الزج بهم في المعارك دون خبرات كافية، مسئولية المهام الدفاعية الثابتة تحت قيادة مشرفين متمرسين، وبإشراف مباشر من القيادي الحوثي هاشم الغماري الذي أسندت إليه مهمة القيادة المركزية العليا للمجموعات المتحركة، عبر غرفة عمليات موحدة في صنعاء وفرعين للقيادة في محوري صعدة والحديدة.
سقوط قيادات بارزة
منذ 26 مارس/ آذار الماضي، ومع دخول عملية إعادة الأمل بقيادة السعودية والإمارات عامها الرابع، تلقت مليشيا الحوثي ضربات متتالية أفقدتها التوازن على الأرض، وإلى جانب تداعي الجبهات، خسرت العشرات من قيادات الصف الأول في جبهات مختلفة.
من أبرز تلك القيادات، اللواء ناصر القوبري، المكنى بـ"أبو صلاح"، الذي كان يقود مجاميع المليشيات لمهاجمة الشريط الحدودي مع السعودية منذ عام 2016، ويصنف بأنه من أبرز قادتها.
وخلافا للعادة، شيعت المليشيا، السبت، اللواء القوبري، الذي تتهمه وسائل إعلام في حزب المؤتمر بأنه أول الخونة للرئيس الراحل علي عبدالله صالح في انتفاضة صنعاء العروبة، بتسهيله لاقتحام المليشيا منزل صالح ومحاصرة مسجد الصالح في ميدان السبعين.
وإضافة إلى اللواء القوبري، تمكنت مقاتلات التحالف العربي أيضاً من اصطياد القيادي الحوثي، العميد عبدالله الجبري، قائد وحدة الصواريخ في صعدة، والقيادي منصور السعادي، مشرف القوات البحرية في الحديدة، والقيادي ضيف الله رسام، رئيس ما يسمى مجلس التلاحم القبلي،
aXA6IDMuMTUuMTQ1LjUwIA==
جزيرة ام اند امز