بن بيه يدعو للتعاون بين صناع السلام من السياسيين ورجال الدين
أكد الشيخ عبد الله بن بيه أن واجب الجميع اليوم هو العمل متحدين والتفكير سوياً للخروج بالعالم من وضع التوتر والاحتراب الذي يعيشه.
أكد الشيخ عبد الله بن بيه٬ رئيس منتدى تعزيز السلم٬ أن واجب الجميع اليوم هو العمل متحدين والتفكير سوياً للخروج بالعالم من وضع التوتر والاحتراب الذي يعيشه.
كما أكد دور رجل الدين المتثمل في تأصيل السلام بمراجعة المفاهيم وتقديم القراءة الصحيحة والتأويل السليم في ضوء الواقع المعاصر بلا تبديل ولا تحريف، بحيث تقدم حقائق الدين في انسجام مع متغيرات العصر، معتبرا أن هنالك كثير من الناس يعيشون في واقع لا يراونه وفي بيئة لا يدركون أبعادها.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الشيخ بن بيه أمام اجتماع قادة الديانات العالمية الذي نظمته وزارة الخارجية الألمانية في العاصمة برلين، وتناول دور الأديان وقدرتها على صنع السلام وكيف يمكن منع استغلال الأديان في إذكاء الحروب وإثارة النزاعات.
شارك في الاجتماع نحو مائة رجل دين وممثل ديني من أوروبا ومن الشرق الأدنى والشرق الأوسط وكذك من شمال وغرب إفريقيا ممن يتمتعون بالريادة في مجتمعاتهم ويقومون بأدوار فاعلة لصالح قضية السلام.
وفي سياق مناقشة النماذج الناجحة وتبادل التجارب قام الشيخ عبد الله بن بيه بعرض بعض مبادرات المنتدى، مركزا في حديثه على أهمية إعلان مراكش التاريخي الذي أصدره المنتدى بمشاركة عدد كبير من العلماء المسلمين وحضور ممثلين عن كل الأقليات الدينية الموجودة في العالم الإسلامي، لتقديم الرؤية الصحيحة للإسلام حول المواطنة " التي لا تبنى على الدين بل تبنى على التعايش المشترك"، حيث استلهم المنتدى هذه الرؤية من رحم الإسلام بإحياء وثيقة المدينة المنورة التي تعتبر أول دستور يعترف بالتعددية الدينية في سياق المجتمع الواحد، مؤكدا في هذا الصدد أن وثيقة المدينة لم تنسخ وما تزال صالحة للاستمداد والاستلهام في صياغة المواطنة المعاصرة.
وعرض الشيخ عبد الله بن بيه كذلك الأبعاد التجديدية لمبادرة حلف الفضول التي أطلقها المنتدى من أبوظبي، عاصمة التسامح والتعايش، مطلع شهر مايو الجاري، باستقباله لأول قافلة أمريكية للسلام تثمل مختلف ديانات والتي تضم عددا من الأئمة المسلمين والقساوسة الإنجليين وحاخامات من عشر ولايات أمريكية، حيث أعلن على إثر هذه القافلة عن وضع خطة عمل تهدف إلى جمع الطاقات ووضع الأسس لحلف فضول عالمي للوئام السعيد بن الأديان باعتبار أنه لا مطمع في السلام العالمي إلا من خلال تحقق السلام بين الأديان.
وفي إطار الحلول العملية دعا رئيس المنتدى إلى عقد ملتقى يجمع جميع المعنيين بقضايا السلام، حيث يلتقي صناع السلام من رجال الدين والمفكرين وصناع القرار من الساسة وغيرهم في تفكير مشترك، ليقدم الجميع رؤاهم ومقترحاتهم للوصول إلى السلام سواء في مجال التعليم أو في الفضاء الديني، وللخروج بخطة عملية تتجاوز معالجة أعراض الأزمة ومظاهرها لطرح أسباب المرض نفسه،.. مذكرا بمقولة الفيلسوف الألماني نيتشه "إن الحضارات تمرض والفلاسفة هم أطباؤها"، فحضارتنا مريضة فلنتعاون على إنقاذها.
وفي ختام كلمته، أدان الشيخ عبد الله بن بيه التفجير الإجرامي الذي وقع مؤخرا في مدينة مانشستر، مستنكرا هذا الجنون العدمي الذي لا يقره دين و لا يرضاه عرف أو يبرره عقل، معتبرا أن هذه العملية وكل أعمال العنف المتصاعد في العالم، تؤكد مرة آخرى أن الإرهاب يضع تحديا وجوديا أمام كل محبي السلام ويفرض حتمية العمل المشترك لوضع خطط متكاملة أكثر نجاعة وأسرع وتيرة لاجتثاث التطرف والإرهاب من جذوره.
aXA6IDMuMTM5LjIzNS4xNzcg جزيرة ام اند امز