من "كوب 27".. الاتفاق على تمويل الدول الأكثر عرضة لتغير المناخ
انتعش الأمل مساء السبت بإنقاذ مؤتمر المناخ (كوب27) بعد اتفاق على مسألة تعويض الأضرار المناخية اللاحقة بالدول الفقيرة.
فيما تتواصل مفاوضات صعبة حول أهداف خفض انبعاثات غازات الدفيئة.
فيما تعمل الولايات المتحدة لإيجاد طريقة للموافقة على المقترحات المطروحة بمؤتمر المناخ وإنشاء صندوق لمساعدة الدول النامية.
صندوق خاص للخسائر والأضرار
وقد نشرت وكالة الأمم المتحدة للمناخ مسودة جديدة لاقتراح بشأن الخسائر والأضرار، مشيرة إلى أنها تنص على أن ترتيب التمويل سيساعد المعرضين بشكل خاص للآثار السلبية لتغير المناخ.
وأفاد مصدر أوروبي، في تصريحات لوكالة فرانس برس، أنه "تم التوصل إلى اتفاق" حول إنشاء صندوق خاص مكرس للخسائر والأضرار، "يوجه" الأموال إلى أكثر الدول ضعفا إزاء التغير المناخي.
وقالت شيري رحمن وزيرة التغير المناخي الباكستانية التي ترؤس بلادها مجموعة 77+ الصين (تضم أكثر من 130 دولة)، إنها "متفائلة بالوصول إلى نتيجة إيجابية" حول هذه المسألة.
وأكدت باربرا كريسي وزيرة البيئة الجنوب أفريقية "من وجهة نظر القارة الأفريقية سنسعد في حال اعتمد هذا القرار". ويفترض أن يقر الاتفاق رسميا خلال جلسة عامة ختامية.
وتعثر المؤتمر الذي كان مقررا أن يختتم مساء الجمعة، طويلا حول مسألة تعويض الأضرار الناجمة عن التغير المناخي فيما بات يسمى ملف "الخسائر والأضرار".
وبات موضوع الأضرار الناجمة عن التغير المناخي أكثر من أي وقت مضى في صلب النقاشات بعد الفيضانات غير المسبوقة التي شهدتها باكستان ونيجيريا. وتشدد دول الجنوب منذ بداية هذا المؤتمر على إنشاء صندوق خاص مكرس لتعويض هذه الأضرار.
وتتحفظ الدول الغنية منذ سنوات عن فكرة إنشاء آلية خاصة لتمويل هذه الأضرار خشية أن تواجه مسؤولية قانونية قد تفتح الباب أمام تعويضات لا تنتهي.
التوجيه للدول الأكثر ضعفًا
وكان الاتحاد الأوروبي سعى إلى حلحلة هذه العقدة بقبوله بشكل مفاجئ الخميس مبدأ إنشاء "صندوق استجابة للخسائر والأضرار" شرط ان يكون موجها لأكثر الدول ضعفا وأن يمول من جانب "قاعدة واسعة من المانحين" بدءا بالصين والمملكة العربية السعودية.
وقال المبعوث الصيني الخاص شي جينخوا السبت إن الصندوق يجب أن يساعد كل الدول النامية لكنه أقر بأنه ينبغي أن يوجه "في المقام الأول إلى الدول الضعيفة".
وأعطى هذا الاعلان أملا جديدا باحتمال انقاذ مؤتمر كوب27 الذي كان على شفير الفشل صباح السبت إثر إعلان نائب رئيسة المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانس "نفضل عدم التوصل إلى نتيجة من التوصل إلى نتيجة سيئة".
وأوضح أمام صحافيين "نحن قلقون من أشياء رأيناها وسمعناها في الساعات ال12 الأخيرة" مضيفا أن الأوروبيين يريدون إبقاء هدف حصر الاحترار بـ1,5 درجة مئوية "حيا"، وهو أكثر أهداف اتفاق باريس للمناخ طموحا.
ونشرت الرئاسة المصرية للمؤتمر التي وُجهت إليها انتقادات على بطء المفاوضات، مسودة وثيقة ختامية جديدة مرتقبة جدا، بعيد الظهر.
ويدرس مفاوضو حوالى 200 دولة في شرم الشيخ هذا المقترح الذي قد يعدل بعد على أن يقر في وقت لاحق.
وأعادت الوثيقة تأكيد أهداف اتفاق باريس للمناخ المبرم في 2015.
الحفاظ على الاحترار العالمي بحدود 1.5 درجة مئوية
نص اتفاق باريس الذي يشكل الحجر الأساس في مكافحة التغير المناخي، على هدف حصر الاحترار دون درجتين مئويتين وإن أمكن بحدود 1,5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية. وأعيد تأكيد هذا الهدف خلال كوب26 في جلاسكو العام الماضي.
وشدد النص المقترح على أن تداعيات التغير المناخي ستكون أقل بكثير مع 1,5 درجة مئوية، وعلى ضرورة مواصلة "الجهود" لاحترام هذا الحد.
على صعيد الطاقة، أكدت المسودة ضرورة وقف "الدعم غير المجدي للوقود الأحفوري" من دون الإشارة إلى التخلي التدريجي عن النفط والغاز. وأعادت التأكيد على التخلي التدريجي عن الفحم الذي أقر العام الماضي في غلاسغو، لكن هذه المرة مع الدعوة إلى تسريع اعتماد الطاقة المتجددة خلال عقد.
إلا أن الكثير من الدول لا تزال تدفع عصر السبت باتجاه تعزيز الأهداف على صعيد خفض انبعاثات غازات الدفيئة.
وحذرت وزيرة انتقال الطاقة الفرنسية أنييس بانيه-روناشيه من أن "الشق المتعلق بتخفيف المخاطر ليس على مستوى الطموح المطلوب ولا سيما بشأن استخدام الطاقة الأحفورية".
وقالت تينا ستيغه مبعوثة المناخ لجزر مارشال "علينا أن نخرج من كوب27 مع مجموعة من القرارات التي تبقي هدف 1,5 درجة مئوية حيا ويحمي أكثر الدول ضعفا".
لا تسمح الالتزامات الحالية للدول المختلفة بتاتا بتحقيق هدف حصر الاحترار بـ1,5 درجة مئوية. وتفيد الأمم المتحدة بأنها تسمح بأفضل الحالات بحصر الاحترار بـ2,4 درجة مئوية في نهاية القرن الحالي.
aXA6IDE4LjE5MC4yMTkuMTc4IA==
جزيرة ام اند امز