تعتبر التغيرات المناخية مسألة ملحة تتطلب التعاون المتبادل من الأفراد والحكومات والشركات.
تتطلب الأزمة العاجلة اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة لإيجاد حلول مستدامة. يجب علينا إعطاء أولوية مكافحة التغيرات المناخية بشكل مشترك لحماية الكوكب والأجيال القادمة، وذلك في ضوء المؤتمر الدولي للتغيرات المناخية COP28 الذي سيعقد في العام 2023 في دولة الإمارات والذي يهدف إلى بحث وتحديد الخطوات اللازمة لمكافحة تغير المناخ.
تتجسد فكرة الفوز المشترك من خلال التعاون القائم بين الصين ودولة الإمارات في مكافحة تغير المناخ في كوب28. حيث يدرك البلدين الحاجة الملحة لمعالجة هذا التحدي العالمي واتخذا خطوات جريئة للحد من تأثير تغير المناخ، حيث تتضمن شراكتهما الاستثمار في الطاقة المتجددة وتعزيز وسائل النقل المستدامة وتطبيق تقنيات الامتصاص والتخزين الكربوني. تدعم الصين، بخبرتها في إنتاج الطاقة المتجددة، دولة الإمارات في تحقيق هدفها في توليد 50٪ من كهربائيتها من مصادر نظيفة بحلول عام 2050.
وتعزز اللجنة المشتركة لتغير المناخ التي أنشأتها الصين ودولة الإمارات شراكتهما في مواجهة تغير المناخ. وتعزز التعاون وتبادل المعرفة بين البلدين، والتي يمكن أن يؤدي إلى مزيد من التقدم في التدابير المتعلقة بتخفيف وتكييف التغيرات المناخية.
ويتيح التعاون بين الصين ودولة الإمارات في مكافحة التغير المناخي فرصة للتعلم المتبادل. حيث يشارك البلدين المعرفة والخبرات في تنفيذ السياسات المتعلقة بالطاقة المتجددة، وتقليل انبعاثات الكربون، وتعزيز وسائل النقل المستدامة، والحفاظ على الموارد الطبيعية. ويمكن أن يؤدي هذا التعلم المتبادل إلى استراتيجيات أكثر فعالية وتأثيرًا جماعيًا أكبر في التخفيف من آثار التغير المناخي.
جهودهما نحو الفوز المشترك لها آثار بعيدة المدى. من خلال تعاونهما، لا يتناولان فقط التحديات الفورية لتغير المناخ، بل يضعان أيضًا مثالًا يحتذى به للدول الأخرى. من خلال العمل معًا نحو هدف مشترك، تعطي الصين ودولة الإمارات مثالا على أن التعاون هو المفتاح لتحقيق مستقبل مستدام للجميع.
علاوة على ذلك، تفتح شراكتهما فرصة لبناء علاقات قوية وطويلة الأمد بين الدول التي يمكن أن تتجاوز قضية تغير المناخ. عن طريق تعزيز التعاون والثقة والاحترام، ويمكن لكل من الصين ودولة الإمارات إقامة نموذج للتعاون الذي يمكن أن يكون مخططًا للدول والقطاعات الأخرى.
في الختام، يعد تعاون الصين ودولة الإمارات في مكافحة تغير المناخ في COP28 مثالًا بارزًا لفكرة الفوز المشترك. إن شراكتهما لا تفتح الطريق فقط نحو مستقبل مستدام، بل تضع أيضًا أساسًا لعلاقة قوية وتعاونية بين البلدين.
وعلى ضوء هذا فمنذ أيام قليلة التقى نائب رئيس مجلس الدولة الصيني دينغ شيويه شيانغ، الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الرئيس المعيّن لمؤتمر الأطراف COP28، في بكين. وأعرب دينغ أن الرئيس الصيني شي جين بينغ قد أعلن أن الصين ستسعى جاهدة للوصول إلى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني قبل عام 2060، ما يظهر مشاركة الصين النشطة في الحوكمة العالمية للاستجابة لتغير المناخ.
وقال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر إن دولة الإمارات تقدر بشكل كبير القيادة الصينية في مواجهة التحديات العالمية والإنجازات التي حققتها الصين في التنمية الخضراء منخفضة الكربون. وأعرب عن أمل بلاده في العمل مع الصين لتعزيز التواصل والتعاون للترويج المشترك لنجاح مؤتمر "COP28"، الذي سيعقد في دولة الإمارات.
الصين ستعمل بنشاط وحذر تجاه أهداف الوصول إلى ذروة انبعاثات الكربون والحياد الكربوني، وستواصل المساهمة في الاستجابة لتغير المناخ. وهذه استراتيجية الصين الكبرى لتعزيز بناء مصير مشترك للبشرية والمتطلبات الكامنة لتحقيق التنمية المستدامة. وإن التحديث الصيني النمط هو تحديث يتعايش فيه الإنسان والطبيعة بانسجام ووئام. وعلى مدى السنوات الماضية، اتخذت الصين خطوات ملموسة لتحسين مزيج الطاقة لديها، حيث لعبت الطاقة المتجددة دورا أكثر أهمية:
- تحسين الهيكل الصناعي وهيكل الطاقة: تم تسريع عملية الترويج لعمل ذروة الكربون في المجال الصناعي، وتطوير الصناعات منخفضة الكربون وعالية الكفاءة، وتسريع التحول الأخضر للصناعات التقليدية، وتعزيز تحسين الهيكل الصناعي من خلال ترقية الصناعات التقليدية، وتطوير الإنتاج النظيف، ونمو الاقتصاد الأخضر ومنخفض الكربون، وتعزيز الإنتاج الاجتماعي الشامل، والحد من التلوث وتقليل الكربون في هذه العملية، وبناء نظام صناعي دائري أخضر ومنخفض الكربون.
- تسريع وتيرة استخدام الطاقة النظيفة ورفع كفاءة استخدام الطاقة: بناء قواعد كهروضوئية لطاقة الرياح على نطاق واسع في الصحاري والمناطق الصحراوية على أساس قواعد طاقة الرياح الكهروضوئية واسعة النطاق، مدعومة بقدرة فحم نظيفة وفعالة ومتقدمة وموفرة للطاقة من حولها، ومدعومة بخطوط نقل وتحويل UHV موثوقة ويمكن أن تنقل طاقة الرياح، وتوليد الطاقة الكهروضوئية، والطاقة الكهرومائية، وما إلى ذلك من الغرب إلى المناطق ذات الطلب القوي على الطاقة في المناطق الشرقية والوسطى، مما يحل بشكل فعال مشكلة عدم توازن توزيع أحمال الطاقة والطاقة الجديدة للاستهلاك.
- اغتنام فرص الجولة الجديدة من الثورة التكنولوجية والتحول الصناعي- تطوير الصناعات الاستراتيجية الناشئة بقوة، وتعزيز التكامل العميق للتقنيات الناشئة مثل البيانات الضخمة و5G مع الصناعات الخضراء ومنخفضة الكربون، والحد بحزم من التطوير الأعمى لاستهلاك الطاقة المرتفع والمشاريع عالية الانبعاثات، وضمان التقدم المطرد والمنظم للطاقة وخفض الكربون. ورفع مستوى الصناعات التقليدية مثل الحديد والصلب والمعادن غير الحديدية والبتروكيماويات والمواد الكيميائية ومواد البناء، وتشجيع المؤسسات في الصناعات ذات الصلة لتنفيذ التحول الموفر للطاقة وخفض الكربون، والابتكار العملي والتحول الرقمي.
تواجه الصين ودولة الإمارات تحديا دوليا يتمثل في الحفاظ على الطاقة وخفض الانبعاثات، كما أن آفاق التعاون المتبادل والمربح للجانبين في مجالات الطاقة المتجددة والزراعة الصحراوية والسيارات الكهربائية واسعة للغاية. ومستعدة للتعاون المتبادل مع دولة الإمارات للتمسك بالدورة الـ28 لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بالتعددية بكل حزم، وأن يركز على التنفيذ وإرسال إشارة إيجابية إلى المجتمع الدولي للفوز المشترك بشأن الاستجابة لتغير المناخ من خلال إجراءات عملية، وأن يعزز التنفيذ الشامل والفعال لاتفاقية باريس.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة