تحالف مكافحة انبعاثات الحرائق.. COP28 يضمد جراح المناخ
خطوة كبيرة جديدة يخطوها مؤتمر الأطراف COP28 الذي تنعقد فعالياته في مدينة إكسبو دبي وتستمر حتى 12 ديسمبر/كانون الأول الجاري بإعلان دولة الإمارات إطلاق "التحالف العالمي للحد من انبعاثات الحرائق".
إطلاق التحالف الجديد بمبادرة إماراتية وصفها الشركاء والمراقبون بالخطوء "البناءة والعملية" في سبيل تحقيق أهداف الاجندة المناخية العالمية التي تعمل عليها الأمم المتحدة والدول أعضاء الاتفاقية الإطارية بهدف الحد من الإنبعاثات الضارة وتحقيق هدف اتفاقية باريس للمناخ للحفاظ على درجة حرارة الأرض ما دون 1.5 درجة مئوية ما قبل الثورة الصناعية.
وأظهر تقرير أصدرته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن عام 2023 شهد تحطيما للأرقام القياسية فيما يتعلق بدرجة حرارة الأرض وارتفاع مستوى سطح البحر، وما صاحب ذلك من طقس متطرف خلف آثارا من الدمار واليأس.
ويقول عمر بَدّور، المسؤول عن مراقبة المناخ العالمي في المنظمة – في حوار مع أخبار الأمم المتحدة – إن درجات الحرارة على مستوى كوكب الأرض "سجلت رقما قياسيا جديدا" حيث بلغت الزيادة 1.4 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
وأشار كذلك إلى تسجيل "انحسار كبير" في الأنهار الجليدية، وأرقام قياسية فيما يتعلق بحرائق الغابات.
أهداف التحالف
أعلن عن إطلاق التحالف الجديد الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، خلال المنتدى الوزاري لبحث التحديات من منظور المسؤولين والعاملين في مجال إنفاذ القانون، لضمان مستقبل أفضل وأكثر استدامة للبشرية، ضمن فعاليات COP28 .
يضم "التحالف العالمي لمكافحة انبعاثات الحرائق" ثماني منظمات دفاع مدني تخصصية عالمية، بهدف خفض الانبعاثات الكربونية الناجمة عن الحرائق بنسبة (80%) عالمياً بحلول عام 2050".
وينسجم إطلاق التحالف مع توجه قيادة دولة الإمارات التي تؤكد أن "التعاون العالمي هو أحد المتطلبات الأساسية لمكافحة التغير المناخي".
وتقود دولة الإمارات عملية تهدف إلى التوصل لتوافق بين الأطراف كافة واتفاق على خريطة طريق واضحة لتسريع التقدم المنشود عبر جميع موضوعات العمل المناخي انطلاقاً من خطة عمل رئاسة COP8 التي تستند إلى أربع ركائز وهي: "تسريع تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي، وحماية البشر والطبيعة وتحسين الحياة وسُبل العيش" ودعم الركائز السابقة من خلال احتواء الجميع بشكل تام في منظومة عمل المؤتمر.
ويخطو COP28 خطوات متسارعة منذ الساعات الأولى لانطلاق فعالياته الخميس الماضي لزيادة التمويل للدول الأكثر عرضة لظواهر الطقس المتطرف وخاصة الدول النامية التي لم يكن لها دور كبير في هذه الانبعاثات، ولكن أصبحت الأكثر تضررا من تلك الظواهر بما فيها الفيضانات، والحرائق، والموجات الحرارية، والجفاف.
ومن بين أبرز إنجازات COP28 وتمس بشكل مباشر فكرة التحالف الجديد بشأن الحد من الانبعاثات الناجمة عن الحرائق الذي أطلقته دولة الإمارات يأتي صندوق الكوارث والأضرار الذي أعلن عن تفعيله في أول أيام المؤتمر.
وشكل الصندوق يشكل طوق نجاة لكثير من شعوب الدول الفقيرة، التي تعاني تحديات وتهديدات هائلة، نتيجة التداعيات الناجمة عن التغيرات المناخية وبينها الحرائق، ليمثل خطوة إيجابية باتجاه تخفيف التوترات المتعلقة بالتمويل، بين دول الشمال والجنوب.
يعمل التحالف في إطار تعزيز العمل والتنسيق الدولي المشترك في سبيل تشكيل تحالف عالمي تحت مظلة "المبادرة المناخية الدولية لمؤسسات إنفاذ القانون" (I2LEC)، وبناء منظومة عمل موحدة، هدفها خفض الانبعاثات الكربونية الناجمة عن الحرائق في العالم، والمساهمة في الجهود العالمية للتخفيف من الآثار السلبية والتحديات الناجمة عن التغير المناخي، ودعماً لأهداف مؤتمر الأطراف COP28.
ويتناول سبل تعزيز التنسيق والعمل التكاملي العالمي في مجال مكافحة الحرائق، وخاصة فيما يتعلق بمعالجة آثارها البيئية وأضرارها على المناخ والتلوث بسبب الانبعاثات الناجمة عنها.
أعضاء التحالف المؤسسون
تمثل المنظمات الموقعة على تأسيس التحالف العالمي للحد من انبعاثات الحرائق أكثر من (56) دولة حول العالم، ما يمثل تحالفاً دوليا واسعاً يعزز الأمن والوقاية وسلامة المجتمعات حول العالم.
- الإدارة العامة للدفاع المدني في دبي
- الجمعية الوطنية للحماية من الحرائق في الولايات المتحدة الأمريكية (NFPA)
- الوكالة الوطنية لمكافحة الحرائق في كوريا الجنوبية (KNFA)
- المنظمة الدولية لخدمات الإطفاء والإنقاذ في سلوفينيا (CTIF)
- المجلس الوطني لرؤساء الإطفاء في المملكة المتحدة (NFCC)
- الاتحاد الوطني للإطفاء في فرنسا (FNSPF)
- جمعية الحرائق والأمن في جمهورية الهند (FSAI)
- جمعية الحرائق في أستراليا (FPA)
مبادرات إماراتية ريادية
تأتي خطوة تأسيس التحالف تتويجاً لعمل الدفاع المدني الإماراتي، وامتداداً للمبادرات البيئية الريادية التي أطلقها ضمن برنامج "الاستعداد البيئي"، كمبادرة عالمية من وزارة الداخلية الإماراتية للحد من الانبعاثات الكربونية من حوادث الحريق حول العالم وبما يعزز فرص الوصول إلى الحياد المناخي.
ويعد البرنامج منصة موحّدة لقاعدة بيانات حوادث الحريق عالمياً بمشاركة أكبر منظمات الإطفاء في العالم، حيث يجري من خلالها تحليل البيانات وقياس نسب الكربون الناتجة عن حوادث الحريق لكل قارة، وتصنيفها وتوجيهها إلى منظمات الإطفاء المسؤولة عن القارة بهدف تقليل حوادث الحريق عالمياً والانبعاثات الكربونية الناتجة عنها.
كما أطلق الدفاع المدني في دبي "الخريطة الحرارية للجرائم البيئية" بالتعاون مع القطاع الخاص، وهي مبادرة تقنية ريادية تبين ملامح وأشكال وبيانات الجرائم المتعلقة بالبيئة.
,أظهرت معلومات فريدة من نوعها تتعلق بربط عدد من الجرائم بالتغييرات المناخية، وتعزز من تبادل المعلومات والبيانات بين الدول وبين المنظمات العاملة في مكافحة الجرائم والحرائق حول العالم.
وبذلك تنضم المنظمات المشاركة في التحالف الدولي الجديد بقيادة دولة الإمارات إلى جهود عالمية متكاملة لتبادل البيانات والمعلومات، وسبل خفض الانبعاثات الكربونية ووسائل التعامل مع الحرائق وأماكنها حول العالم ومسبباتها الرئيسة، بهدف تعزيز أمن وسلامة المجتمعات، واستدامة البيئة الآمنة الصحية حول العالم.
حراق المناخ.. أرقام صادمة
وفقا لتقرير جديد صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) و "GRID-Arendal" من المتوقع أن يؤدي تغير المناخ وتغير استخدام الأراضي إلى جعل حرائق الغابات أكثر تواترا وشدة، مع توقعات ومؤشرات مهمة على النحو التالي:
- زيادة عالمية في الحرائق الشديدة تصل إلى 14% بحلول عام 2030
- تصل الزيادة 30 في المائة بحلول نهاية عام 2050 و 50 في المائة بحلول نهاية القرن.
- تقضي الحرائق على ما يقرب من ضعف الغطاء الشجري اليوم كما كانت قبل 20 عاما.
- حرائق الغابات الأسترالية لعام 2020 قضت على مليارات المستأنسة والبرية.
- كان عام 2021 أحد أسوأ الأعوام لحرائق الغابات منذ مطلع القرن، مما تسبب في فقدان 9.3 مليون هكتار من الغطاء الشجري على مستوى العالم - أكثر من ثلث إجمالي فقدان الغطاء الشجري.
- أكثر من 6.6 مليون هكتار من الغطاء الشجري اختفت بسبب حرائق الغابات في عام 2022
- في عام 2023 ، شهد العالم بالفعل نشاطا متزايدا للحرائق ، بما في ذلك الحروق التي حطمت الأرقام القياسية في جميع أنحاء كندا والحرائق الكارثية في هاواي.